في دراسة أعدها الباحث د. مجدي الداغر تاولت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مصر كبديل عن الإعلام الموجه، وقد عالجت الورقة السلوك الاتصالي لفئة الشباب في علاقته بشبكات التواصل الاجتماعي خاصة ما بعد ثورة 25 يناير.
وانطلقت الدراسة المنشورة بموقع مركز الجزيرة للدراسات من مشكلة أساسية؛ وهي أن التعاظم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والذي أصبح مؤثراً حتى على عناصر ومكونات المجتمع من إعلام وجيش وأحزاب وغيرها، حيث تعاظم اهتمام النشطاء السياسيين بوسائطها؛ بل والقوى الحزبية والثقافية والإعلامية، فضلاً عن المؤسسة العسكرية والأمنية، وأيضاً التنظيمات والجماعات المسلحة، في التفاعل مع الأحداث الجارية وقضايا الشأن العام وإنتاج مضامين إعلامية تصلح للتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا التعاظم استدعى البحث للتعرف على حجم هذا الدور ودوافع استخدام هذه الشبكات والإشباعات المتحققة منها ومدى تأثيرها في الرأي العام.
بينما تمثلت تساؤلات الدراسة في:
– ما حجم تعرض الشباب المصري لشبكات التواصل الاجتماعي بعد ثورة 25 يناير 2011م؟
– ما نوع القضايا التي تثير اهتمام الشباب المصري في شبكات التواصل الاجتماعي؟
– ما أسباب ودوافع تعرض الشباب المصري لشبكات التواصل الاجتماعي؟
– ما المضامين الإعلامية التي ينتجها الشباب المصري عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟
– ما الإشباعات المتحققة باستخدام شبكات التواصل؟
– ما تأثيرات الشبكات الاجتماعية في الشباب المصري معرفياً ونفسياً وسلوكياً؟
نتائج الدراسة
لعل أهم ما وصلت إليه نتائج الدراسة أنها أكدت تصدر الإنترنت قائمة أكثر الوسائل الاتصالية استخداماً من قبل المبحوثين بعد ثورة 25 يناير، تلاها التلفزيون ثم الصحف والراديو، وجاءت المجلات العامة والمتخصصة في الترتيب الأخير، ويرجع سبب تصدُّر الإنترنت للوسائل الأكثر استخداماً لدى الشباب كونها تحظى بانتشار واسع حالياً مقارنة بالوسائل التقليدية الأخرى؛ حيث تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت حسب بعض الإحصاءات 46 مليون مستخدم في 30 يونيو 2014م، ونسبة دخول بلغت 53.2% من مجموع السكان، أما عدد مستخدمي “الفيسبوك” مثلاً فقد بلغ أكثر من 12 مليون مستخدم في نهاية العام 2012م.
كما أوضحت نتائج الدراسة أن 23.7% من أفراد العينة يتعرضون بصفة دائمة (دائماً) لشبكات التواصل الاجتماعي، وبشكل غير دائم (أحياناً) بنسبة 71.8%، ثم بصفة نادرة (نادراً) بنسبة 4.5%؛ وهو ما يشير إلى ارتفاع معدل تعرُّض الشباب المصري لشبكات التواصل؛ وقد حتَّمت هذه البيئة الاتصالية الجديدة على صاحب القرار الاعتماد على هذا النمط من الإعلام الجديد في مخاطبة الشباب وتزويده بالمعلومات المختلفة عبر المواقع الرسمية لمؤسسات الدولة والتواصل مع الجمهور العام، وهو ما تمت ترجمته من خلال وجود بريد إلكتروني وصفحة لرئيس الدولة على “الفيسبوك” للشكاوى والمقترحات، وصفحات أخرى للمؤسسات الأمنية والرقابية للإبلاغ عن الخلايا الإرهابية، أو وقائع فساد في قطاع المحليات والمؤسسات المختلفة، والتي تزايدت في أعقاب ثورة 25 يناير لأسباب، منها: انعدام الرقابة واستغلال السلطة والرشاوى السياسية وإهدار المال العام في مشروعات يراها غالبية الشباب غير مجدية وغير حقيقية.
وخلصت الدراسة إلى أن الشباب المصري يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها إعلاماً بديلاً يتميز بالسرعة في نقل الوقائع والأحداث السياسية الجارية في مصر، ويُوثِّق كل الأخبار بالوسائط المتعددة، ويُعدُّ أكثر انفتاحاً على حرية الرأي والتعبير، ويُعبِّر عن جميع فئات وشرائح المجتمع على الرغم من حالة الاستقطاب التي يواجهها، بينما تراجعت قيم الإعلام التقليدي لكونه إعلاماً رسمياً حكومياً لا يعالج الموضوعات الشائكة والحساسة.
كما يعتمد المستخدمون على هذه الشبكات لكونها وسيلة تؤكد ديمقراطية الاتصال وتسمح بالتفاعل مع الأحداث الجارية ولا تخضع للرقابة أو سيطرة الحكومات، وتُفسح المجال لإنتاج محتوى يتضمن الأهداف التي دفعت نحو القيام بثورة 25 يناير من عدالة اجتماعية وحرية وكرامة إنسانية وديمقراطية ووحدة وطنية وإصلاح سياسي واجتماعي.
للإطلاع على الدراسة اضغط هنا:
http://studies.aljazeera.net/mediastudies/2015/07/20157129499327716.htm