طالب المشاركون في ملتقى “الكويت تجمعنا” الذي نظمته صحيفة “حركة المجتمع الكويتي” الإلكترونية (حماك)، وموقع “حكماء العالم”، بضرورة كشف الحقائق كاملة لما يحاك للكويت؛ ومن ثم الدعوة إلى مؤتمر شعبي ومصالحة وطنية عاجلة تشمل الجميع للخروج من المأزق الحالي، فضلاً عن دعم الجانب النفسي والديني لدى أطياف الشعب، وفتح حوار وطني جاد بصفة عاجلة لتدارك التداعيات السلبية المحتملة على النسيج الاجتماعي قبل فوات الأوان.
بداية، تحدث راعي الملتقى نائب رئيس اتحاد الحقوقيين الدولي، رئيس تحرير صحيفة “حماك” المحامي مبارك المطوع؛ فأطلق دعوة لعقد مؤتمر شعبي يشمل كافة الفئات بمن فيهم الوافدون، لتدارس الأوضاع الحالية وتداعياتها السلبية، خاصة وأن الكويت عاشت ردحاً طويلاً من الزمن تنعم بالاستقرار، بل وتضرب أروع الأمثلة في التعايش السلمي بين مكونات المجتمع السُّني والشيعي، الحضري والبدوي، لكنها منيت في شهري يونيو وأغسطس 2015م بأحداث عصيبة زعزعت هذا الاستقرار رغم نجاحها حكومة وشعبا في التعاطي الذكي مع الحدثين.
المطوع أشار إلى أن الحضور العاجل لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، إلى موقع حادث تفجير مسجد الصادق رمضان الماضي؛ عكس حرص القيادة السياسية على التماسك والتلاحم في أحلك الظروف، وأكد أن الجهود الأمنية التي بذلها رجال الأمن – أعين الكويت الساهرة – ضربت أروع المثل في الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته من تلك المؤامرات الخبيثة.
وتابع: لا شك في أن تلك المؤامرات التي تدبر بليل للمجتمع الكويتي المسالم تستدعي من جميع أبنائه المزيد من اليقظة والتلاحم والتكاتف ورص الصفوف وتقوية أواصر الوحدة الوطنية، وتناسي كل الخلافات، والسمو فوق كل الجراح؛ من أجل أمن الكويت وضمان استقرارها، ليدرك الجميع أن الكويت خيمة كبيرة تظلنا جميعاً وسفينة أكبر تحملنا معاً، فالفرقة مذمومة والتعايش السلمي محمود وهدف ثمين لابد أن نعمل لبلوغه ليعود المجتمع كتلة صلبة واحدة كما كان طوال تاريخه لُحمة واحدة مهما حدث.
وأضاف المطوع: أعمال البر والإنسانية التي جُبل عليها الشعب الكويتي تعد من أسباب العناية الإلهية التي أنعم الله بها علينا، فنجونا من خطر الغزو الغاشم وغيرها من الأحداث، إذاً علينا جميعاً السعي جاهدين لاستكمال رسالة الكويت الإنسانية السامية، وبذل المزيد من أعمال البر، كما علينا ألا نستكثر على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإعلاء كلمة الحق في سبيل الله ثم رفعة الوطن ماﻻً ولا جهداً ولا وقتاً، وأن نتجنب كل ما يجلب سخط الله عز وجل، وأن ندرك أن الأمن يأتي مع انتشار الإيمان العدل.
وتابع: بالعدل يتحقق أمن البلاد، وتحصل الطمأنينة في النفوس، ويشعر الناس بالاستقرار، وبذلك يُقضى على أي اضطرابات من شأنها أن تخلق إرهاباً أو مؤامرات أو حتى المشكلات الاجتماعية، ثم فتح المطوع باب المناقشة فأدلى عدد من الحاضرين بدلوهم.
حيث قال الاقتصادي محمد العلوش: هاجس الخوف بات واقعاً نلمسه جميعاً، لا بد من الخروج بتوصيات ترفع للجهات المعنية، ليؤخذ الأمر والتهديد الأمني على محمل الجد، فلا مجال للمواربة والمداهنة على حساب مستقبل الكويت واستقرارها، مهما كلف الأمر.
وقال العلوش: “عاصفة الحزم” مثال قريب لما يجب أن تكون عليه الجبهة الداخلية من تماسك واصطفاف خلف القيادة السياسية وتوحد لا اختلاف، اتفاق لا تفرق بين كافة أطياف الشعب، كي يكون هناك ارتياح شعبي واسع لأي خطوات أو إجراءات تتخذها الجهات المعنية حيال كل ما يهدد أمن الكويت واستقرار جبهتها الداخلية.