كلما اقتربت فترة الامتحانات ازداد التوتر ليس على الأطفال الدارسين فقط، بل على الآباء وكافة أفراد الأسرة أيضاً، خصوصاً في امتحانات نهاية السنة التي تُعتبر أمراً مصيرياً يحدد ما إذا كان الطفل سينتقل إلى المرحلة التعليمية المقبلة أم لا.
فيبذل التلاميذ خلال تلك الفترة ما في وسعهم للنجاح ويحثّ الآباء أولادهم على بذل المزيد من الجهد لذلك يسود جو مشحون في البيت يؤثر سلباً على قدرة الطفل على التركيز في الامتحان، فكيف نساعده على مواجهة ضغوط الامتحانات؟
1- ابتعد عن التوتر:
كأب ستحرص على أن يتفوّق طفلك وأن ينال أعلى الدرجات وسينتابك الخوف من أن يفشل ولكن قلقك لن يشجع الطفل ولن يساعده على التركيز في المذاكرة والإجابة يوم الامتحان بل سيشعره بتوترك وسيشتت انتباهه. لذلك يجب أن تتخلى عن القلق وأن تتحلى بالصبر والهدوء؛ كي يشعر طفلك أنك مرتاح لجهوده، لا بد أن تسود أجواء الهدوء في البيت قبل وخلال الامتحان، ومن المهم أن نؤجّل جميع نقاشاتنا ومشاكلنا العائلية؛ لأن وجودها في تلك المرحلة سيؤثر على الطفل لذلك لابدّ أن تشترك الأسرة كلّها في خلق جوّ مريح للطفل.
2- ساعده على تجاوز التوتّر:
إذا كان طفلك يشعر بمزيد من التوتر فساعده على تخطي ذلك الأمر بمنحه المزيد من المحبة والعاطفة والاهتمام والرعاية والتّفهّم، شجّعه على التحدث عن مشاعره وأخبره أنك تثق بقدراته، وعلّمه كيف يتعامل مع مشاعر القلق بإيجابية “أنا متوتر ولكني سأبذل قصارى جهدي في الامتحان”، إذا ردّد هذه الكلمات سيشعر حتماً بمزيد من الثقة.
3- علّمه كيف ينظّم وقته:
قبل الامتحانات لا بد أن تساعد طفلك على وضع جدول للمذاكرة، وأن يقوم بتعليقه أمام مكتبه الصغير، من المفيد أن يبدأ بالمواد التي يجدها صعبة قبل المواد السهلة مع تحديد الحجم الساعي لكل مادة ولا بد أن يلتزم بالجدول كي لا تختلط عليه الأمور، المذاكرة في الصباح الباكر عندما يكون العقل نشطاً وهادئاً هي الأفضل دائمًا.
4- ساعده على مراجعة الدروس:
قم بمساعدة طفلك على فهم الدروس التي يجدها صعبة، خصص له بعضاً من وقتك، يمكنك أن تجعل الأمر يبدو أكثر مرحاً؛ كي تساعده على الفهم بسهولة، أثناء مراجعة الرياضيات يمكنك استخدام البطاقات الملونة، قم بالإجابة أحيانا بشكل خاطئ واسمح لطفلك أن يصحح لك، سيشعر طفلك بالفخر والثقة أكثر بنفسه.
5- غذاء صحي لطفلك:
الأكل الصحي مهم للأطفال في كل الأحوال وتزداد أهميته في فترة الامتحانات؛ لأنه يُبقي الطفل في حالة نشاط وتيقّظ وطاقة كبيرة طوال اليوم، احرص على أن يكون الغذاء متوازناً وغنياً بالكربوهيدرات والبروتين، وجبة فطور ممتازة تتكون من البيض والعسل والحليب والفواكه وعصير البرتقال ستجعل الطفل أكثر نشاطاً وإنتاجية، كما أن بعض الأغذية المتنوعة في اليوم مهمة جداً مثل الأسماك والحبوب والمكسرات والسبانخ والتفاح واللحوم البيضاء ذات قيمة غذائية كبيرة وتساعد على تنشيط الذاكرة.
6- قسطٌ من الراحة:
الفواصل أثناء المراجعة أمرٌ مهم ومفيد للطفل كي يتجدد بالطاقة، فالبقاء منكباً على المراجعة طوال الوقت سيزيد الضغوط عليه، لذلك شجعه على أن يخرج معك في نزهة قصيرة، أو أن يرافقك للتسوق أو سقي الأشجار، العب معه لعبة مسلية لربع ساعة، أو شاهدا برنامجاً مفيداً لبعض الوقت، أو شجّعه على مساعدة والدته في المطبخ لإعداد حلوياته المفضلة كل تلك الأشياء ستخفف من توتره، إن أخذ الطفل لوقت مستقطع سيجعله يعود للمراجعة وهو في كامل لياقته الجسدية والفكرية، ولا تسمح له بالسهر طويلاً في المذاكرة، واحرص على أن يأخذ قسطاً كافياً من النوم ليلاً، فالأطفال ما بين 6 و8 سنوات يحتاجون لـ 11 ساعة من النوم، ويحتاج الأطفال ما بين 9 إلى 10 سنوات إلى 10 ساعات من النوم.
7- يوم الامتحان:
في اليوم المهم لا بد أن تتصرف الأسرة بهدوء وبشكل طبيعي، وأن نساعد الطفل على أن يشعر بالأريحية كأن نخلق جوا من المرح أثناء وجبة الفطور، احرص على أن يتناول الطفل فطوره كاملاً، تأكد أنه لم ينس أيا من أغراضه أو أدواته المدرسية في الحقيبة كي لا يتوتر في قاعة الامتحان، اصطحب طفلك إلى المدرسة وأثناء الطريق أمسك يده وتحدث معه بثقة واطلب منه أن يتنفس بعمق وأن يقرأ دعاء دخول الامتحان، ثم يقرأ ورقة الأسئلة جيداً وبإمعان ويقسّم وقته وفق الأسئلة ليبدأ بالإجابة على السؤال السهل أولا ثم الصعب.
المصدر: موقع “بصائر تربوية”.