الخوف من تمدد “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” المعروف اصطلاحياً بـ “داعش”، والذي يتمتع أيضاً بنفوذ في ليبيا، ساعد بالطبع على ضمان الدعم الغربي للرئيس عبدالفتاح السيسي في الوقت الذي يواجه فيه موجة انتقادات حادة بسبب التضييق الذي تمارسه الأجهزة الأمنية على المعارضين السياسيين في مصر.
جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية والذي سلطت فيه الضوء على هجوم حلوان الذي وقع صباح أمس الأحد وأسفر عن مقتل 8 من رجال الشرطة.
الهجوم، وبحسب الصحيفة، هو الأكثر دموية على قوات الأمن في العاصمة المصرية منذ شهور، كما أنّه دليل على استمرارية التهديدات من المسلحين المتشددين.
وذكر التقرير أنَّ أكثر من 1200 شخص اعتقلتهم قوات الشرطة الشهر الماضي في أعقاب احتجاجات عامة اندلعت على قرار الحكومة نقل تبعية جزيرتي ” تيران وصنافير” الواقعتين عن مدخل خليج العقبة في البحر الأحمر إلى السعودية، مضيفًا أنَّ 600 شخص من بينهم وجهت إليهم بالفعل تهم رسمية، بحسب جماعات حقوقية.
وأضاف التقرير أن شعبية السيسي قد تضاءلت بالفعل جراء موجة الغضب الشعبي من حلقات القمع المستمرة التي تعرضها قوات الأمن، والتي تُمارس غالباً لأتفه الأمور – كوب شاي والخلاف على أجرة التاكسي – وأسفرت عن مقتل مواطنين عاديين.
وأعلن تنظيم “ولاية سيناء” الموالي لـ”تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) المتطرف في بيان نشر على الإنترنت مسؤوليته عن الحادث.
وذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية أن 4 مسلحين فتحوا النار على سيارة شرطة “ميني باص” كان يستقلها رجال شرطة بملابس مدنية أثناء قيامهم بدورية أمنية في حلون جنوبي القاهرة.
المسلحون الـ4 الملثمون الذين كانوا يستقلون شاحنة صغيرة نزلوا منها ليعترضوا طريق سيارة الشرطة ويمطروها بوابل من الرصاص، لُيقتل كل من كانوا بداخلها، بينهم ضابط شرطة، قبل أن يلوذوا بالفرار, بحسب البيان
وعلى الفور، سارع “داعش” إلى إصدار بيان تداوله رواد شبكات التواصل الاجتماعي قال فيه:” جنود الخلافة” نفذوا الهجوم انتقاماً على حبس نساء “عفيفات” في السجون المصرية، التبرير الشائع للعنف من جانب المسلحين في مصر.
وأضاف بيان التنظيم الإرهابي أن المسلحين استولوا على أسلحة رجال الشرطة قبل أن يفروا هاربين.
وبعد الهجوم، كثفت قوات الأمن تواجدها بجميع مداخل ومخارج مدينة حلوان، حيث فرضت أكمنة أمنية على طريق مصر حلوان الزراعي وطريق الأوتوستراد، ومداخل ومخارج طريق الكريمات لتضييق الخناق على الجناة.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أنَّ المسلحين المتشددين الذين يتمركزون في سيناء يقاتلون الحكومة المصرية، ممثلة في الجيش والشرطة، لكن نطاق هجماتهم زاد وتسارعت وتيرتها أيضاً في أعقاب قيام المؤسسة العسكرية بعزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الـ 3 من يوليو 2013م إثر خروج مظاهرات حاشدة ضد حكمه.
وينحصر القتال في معظمه في سيناء التي يكثف الجيش المصري تواجده فيها، لكن العنف يصل بين الحين و الآخر إلى العاصمة المصرية في شكل هجمات بالأسلحة النارية والتفجيرات المحدودة.
وكان “داعش” قد أعلن مسؤوليته عن هجمات سابقة في القاهرة، ومن بينها مقتل 4 من أفراد الشرطة في نقطة تفتيش في هجوم بالأسلحة النارية.
وأعلنت جماعة “أنصار بيت المقدس” مبايعة “داعش” أواخر 2014م، وبدأت في استهداف القوات الأمنية حول العاصمة تحت اسم جديد “ولاية سيناء”.
وفرضت السلطات حالة الطوارئ في شمال سيناء منذ 2013، مع نشر مقاتلات جيت وهليكوبرترات أباتشي استهدفت المتشددين مع هدم آلاف المنازل على امتداد الحدود مع قطاع غزة لخلق منطقة عازلة.
ودمر الجيش عشرات الأنفاق بين سيناء وغزة، كانت تستخدم لتهريب أسلحة ومقاتلين بين مقاتلي “حماس” ومتشددين مصريين، بحسب ترجمة “مصر العربية”.