أظهر استطلاع جديد للرأي أن 55% من الأستراليين يرون أن مقاطعة السلع والخدمات الصهيونية وسيلة معقولة للضغط من أجل دعم حقوق الفلسطينيين.
وقد ارتفعت هذه النسبة من 31% فقط كانوا قد أعربوا عن تأييدهم لمقاطعة الكيان الصهيوني في عام 2014م.
وفى نفس الفترة، انخفض عدد الذين قالوا: إنهم لن يؤيدوا مقاطعة الكيان الصهيوني من 47% إلى 25% فقط، ولا يزال واحد من كل 5 أشخاص غير مترددين.
وبشكل عام، قال 34% من الأستراليين: إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من الصهاينة؛ أي بزيادة عن نسبة 27% الذين اعتبروا هذا الرأي في عام 2014م.
وقال عدد أقل من الأستراليين (26%): إنهم يتعاطفون مع الصهاينة أكثر من الفلسطينيين.
أجرى الاستطلاع روي روي مورغان ريزارتش، أقدم شركة اقتراع في أستراليا، نيابة عن شبكة أستراليا للدفاع عن فلسطين وتحالف من الجماعات الداعمة لحقوق الفلسطينيين، أجرى مورغان استطلاعات منتظمة حول المواقف الأسترالية تجاه فلسطين منذ عام 2009م.
ويعارض الأستراليون بناء الكيان الصهيوني للمستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ 61% ضد المستوطنات، في حين يؤيدها 17% منهم.
وقد عارض أكثر من نصف المستطلعين رفض الحكومة الأسترالية لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2334) الذي تم تبنيه في ديسمبر، مطالبين الكيان الصهيوني بوقف الأنشطة الاستيطانية التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
الكيان الصهيوني “أسوأ عدو”
وهناك مقياس عام للتعاطف مع القضية الفلسطينية هو عدد الأستراليين الذين يقولون: إن بلادهم يجب أن تعترف بفلسطين كدولة، ويصل هذا الرقم حالياً إلى 73%، من 62% في عام 2011م، وفقاً للمسح، ويعارض 8% فقط هذا الاعتراف.
وقال بيتر مانينج، العضو في الشبكة الأسترالية لمنتدى فلسطين، في مقابلة مع “الانتفاضة الإلكترونية”: ما يظهره هذا الاستطلاع الأخير هو أن المزيد من الأستراليين يؤيدون الموقف الفلسطيني أكثر من الموقف الصهيوني، وبشكل متزايد.
ويرى مانينج، وهو رئيس سابق للأخبار التلفزيونية والشؤون الجارية في “هيئة الإذاعة البريطانية العامة” في أستراليا، أن الإجراءات الصهيونية تفسر التحول في الرأي.
“إسرائيل” هي أسوأ عدو لها، كلما زادت المستوطنات التي يتم بناؤها، وزادت الأراضي الفلسطينية التي تسرق، وزادت تلك التقارير التي يتم الإبلاغ عنها لوسائل الإعلام؛ زاد الأستراليون الذين يجدون أن الضحايا الحقيقيين في النزاع الصهيوني الفلسطيني ليسوا الصهاينة ولكنهم الفلسطينيون، وأضاف: قبل 30 عاماً كان العكس هو العكس.
وفي حين لا يزال ينتقد التغطية الإعلامية في أستراليا، يلاحظ مانينج أن الصحفيين أكثر استعداداً لوصف الأراضي الفلسطينية بأنها “محتلة”، وقال: إن هذا يشير إلى الجمهور بأن الاحتلال هو السبب الرئيس لمقاومة الفلسطينيين، ولن يكون هناك نهاية لهذا الصراع حتى ينتهي الاحتلال.
وقال مانينج: إنه لا يفاجأ بالمواقف الإيجابية التي يعلقها الأستراليون على حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، حيث إن المقاطعات المستهدفة لها تاريخ طويل في الدعوة السياسية في البلاد، بما في ذلك الحملات المتعلقة بالفصل العنصري جنوب أفريقيا وبورما.
وتمشياً مع التوجهات التي ظهرت في الولايات المتحدة وكندا، يظهر الاستطلاع دليلاً على الانقسام بين الأجيال في أستراليا؛ فالذين لا تتجاوز أعمارهم 65 سنة أو أكثر كانوا أكثر تعاطفاً مع الكيان الصهيوني (37%) أكثر من المتعاطفين مع الفلسطينيين (32%).
الحكومة “لا تري ذلك”
كان رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول من الحزب الليبرالي المحافظ أحد قادة العالم القلائل الذين أدانوا قرار الأمم المتحدة في ديسمبر.
وقال مانينج: إن الحكومة الحالية تخرج عن الطريقة التي يفكر بها الأستراليون في فلسطين، ويشير إلى تأثير اللوبي الموالي للكيان الصهيوني المنظم جيداً في أستراليا، ويلاحظ أن قادة الأعمال الأستراليين الذين يؤيدون الليبراليين يؤيدون أيضاً علاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني.
وفي فبراير الماضي، رحب تورنبول بنظيره الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى أستراليا.
وذكر بيان مشترك أن الزعيمين أكدا أهمية التعاون الدفاعي الثنائي، والتزما بتوسيع العلاقات التجارية والاستثمارية والتجارية بين أستراليا والكيان الصهيوني.
المصدر:
https://electronicintifada.net/blogs/ali-abunimah/support-palestine-surges-australia-poll