رحل الشيخ قاسم يوسف إبراهيم الشيخ صالح (بو حافظ) أحد مؤسسي جمعية الإصلاح البحرينية، فجر العاشر من أبريل، ووري الثرى في
مقبرة المحرق بالبحرين، بعد حياة حافلة في تأسيس العمل الدعوي والخيري في مملكة البحرين.
سيرته العلمية والعملية
(بوحافظ) من مواليد مدينة المحرق بمملكة البحرين في العام 1930م، وله ثلاثة من الأبناء.
ختم القرآن الكريم عند (المطوع)، ثم انتظم في مدرسة الهداية الخليفية ودرس في مراحلها الثلاث: التحضيرية والتمهيدية ثم الابتدائية التي تخرج منها في العام 1946م.
واصل دراسته في ثانوية المنامة لمدة ثلاثة أعوام، وعين مُدرسًا في مدرسة الهداية الخليفية في العام 1950م، وقدم استقالته من المهنة في العام 1953م ليتفرغ لتجارته وتجارة والده منذ ذلك التاريخ.
نال عضوية نادي الإصلاح الخليفي في العام 1947م، وانتخب عضوًا إداريًا فيه في العام 1951م، واستمر عمله الإداري أمينًا ماليًا لجمعية الإصلاح حتى عام 1991م.
له الدور البارز والكبير في تأسيس العمل الدعوي والخيري في مملكة البحرين، من خلال خبرته الطويلة في العمل نادي الإصلاح وجمعية الإصلاح فيما بعد.
التقى واتصل بالعديد من أعلام ورموز الحركة الإسلامية المعاصرة في الخليج ومختلف أقطار العالم الإسلامي، منهم الإمام المودودي، ود. سعيد رمضان، والشيخ أبوالحسن الندوي، والمجاهد كامل الشريف، والشاعر يوسف العظم.
شارك عدة مرات في اللجان التي تشكلت في نادي الإصلاح خلال عقدي الأربعينيات والخمسينيات لمساعدة المتضررين في حرائق البحرين آنذاك، حيث كان العديد من البيوت تُصنع من سعف النخيل ومن الأخشاب.
في العام 1951 كان عام جد ونشاط لقاسم الشيخ فبالإضافة لكونه عضوًا عاملًا في نادي الإصلاح، فقد شارك في عمل جماعي دعوي آخر ضمه وعدد من الزملاء، أطلق عليها (جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وكان من أهدافها التصدي لظاهرة انتشار المحرمات التي بدأت تغزو المجتمع البحريني والتي أضحت تكوي بنارها عقول الشباب.
في منتصف الخمسينيات شارك مع مجموعة من الزملاء في تأسيس جمعية الفلاح بمنطقة الحد لخدمة العمل الخيري والنضالي.
في ربيع عام 1955م شارك في التنظيم لحفل الإسراء والمعراج الذي أقيم في مقر النادي بعمارة (بن مطر) برعاية حاكم البلاد آنذاك المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي أناب نجله سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (ولي العهد آنذاك).
كما كان له دور في نشر الثقافة الإسلامية من خلال:
1. مكتبة المحرق التي أسسها مع بعض إخوانه من نادي الإصلاح مطلع خمسينيات القرن العشرين، حيث تم استئجار أحد الدكاكين بالقرب من بلدية المحرق.
2. إشرافه المباشر على تنظيم أول معرض للكتاب الإسلامي على مستوى المملكة عام 1979م، والمعارض التالية.
3. مساعدته في تأسيس وتطوير مراكز تحفيظ القرآن الكريم إلى جانب الأستاذ أحمد المالود.
4. له دور مهم في متابعة تشييد مبنى جمعية الإصلاح الحالي، والسعي الحثيث لتمويله خلال فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
بدورها، تتقدم مجلة “المجتمع” بخالص التعازي والمواساة لذوي الشيخ المرحوم ولجمعية الإصلاح في البحرين، داعية المولى عز وجل أن يتغمده في رحمته ويسكنه فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.