أشارت دراسة جديدة إلى أن إنجلترا كانت مسكونة من قبل آكلي لحوم البشر الذين كانوا يأكلون بعضهم بعضاً، وأظهرت ذلك العظام البشرية المكتشفة في سومرست، وهي الآن بقعة سياحية رائعة الجمال.
وقد أشارت دراسة لسيلفيا بيلو من متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة وزملاؤها إلى أن العظام البشرية وجدت محفورة كجزء من طقوس أكل لحوم البشر خلال العصر الحجري القديم.
ووفقاً للباحثين، فإن شيدار جورج في سومرست، كانت مأهولة من قبل آكلي لحوم البشر قبل 14700 سنة، الذين كانوا يقطعون رؤوس موتاهم، ويخلونها من اللحم لتستخدم الجماجم كأكواب للشرب فيما بعد.
وأغلب ما وجد من العظام البشرية في منطقة ماجدالينيان كان مقطعاً ومحطماً منذ ما يقرب من 12 – 17 ألف سنة، وفي المواقع الأوروبية وواحدة من المجموعات الأكثر شمولاً في كهف جوج في سومرست، المملكة المتحدة.
وقد وجد تحليل العظام البشرية في الموقع أدلة على أكل لحوم البشر، ولكن بعض علماء الحفريات قد يرون أن بعض العلامات التي عثر عليها محفورة على العظام عمداً قد تكون تعبيراً عن طقوس ما.
ويمكن أن تكون العلامات المتعرجة المنحوتة في العظام شعاراً قبلياً وحشياً كان يتركه البشر الأوائل الذين يقتلون ضحاياهم ويأكلونهم، أو قد تكون طقوساً جنائزية تكريماً للموتى الذين ماتوا بشكل طبيعي ولكنهم أُكلوا من قبل أصحابهم عندما كان الغذاء شحيحاً.
وكشف تحليل الباحثين أن العلامات محفورة عمداً؛ مما يوحي بأن هذه النقوش كانت مكوناً هادفاً من طقوس أكل لحوم البشر متعددة المراحل، وفي حين أن الباحثين لا يستطيعون التكهن إلا بالأهمية الرمزية للنقوش، إلا أنهم يشيرون إلى أنها تمثل مثالاً مبكراً وفريداً للسلوك الجنائزي لآكلي لحوم البشر الذي لم يعترف به سابقاً في العصر الحجري القديم.
وقال أحد الباحثين: إن تسلسل التعديلات التي أجريت على هذه العظام يشير إلى أن النقش كان عنصراً هادفاً لممارسة أكل لحوم البشر، غني بالدلالات الرمزية، وهذه الدراسة توفر أقوى دليل على أكل لحوم البشر في بريطانيا القديمة حتى الآن.
نشرت الدراسة في مجلة “PLOS ONE“.