لا يقتصر ضرر المستوطنات على مصادرة الأرض للمزارع الفلسطيني، فما ينجم عن وجود هذه المستوطنات يؤثر على حياة البشر والشجر.
فالأرنب الصخري الذي يطلق عليه المزارعون “القاتل” يلاحقهم في مزارعهم القريبة من المستوطنات، ويجعل من الصخور والأتربة القادمة من المستوطنات ملجأ له.
شكل الأرنب الصخري يشبه الفئران ويقضي على الخضراوات ويلتهم الثمار بعد تسلق الأشجار.
المهندس الزراعي رائد بغدادي يقول لـ”المجتمع”: في منطقة سلفيت يكثر هذا النوع من الأرانب الصخرية المدمرة والكارثية على المزروعات والأشجار، فهو يتكاثر بسرعة ويجد في الجحور بين الصخور والأتربة حول المستوطنات مكاناً آمناً له، وأثناء الإغارة على المزروعات يكون بشكل جماعي وأثره كبير جداً.
وأضافً قائلاً: المزارعون يكتوون بالخنازير التي تطلقها وزارة البيئة “الإسرائيلية” في المناطق الفلسطينية باعتبارها حسب تصنيفهم محميات طبيعية، فتدمر هذه الخنازير الغطاء النباتي، وتأتي هذه الأرانب الصخرية وتقوم بإكمال دور التخريب، وهي أشد فتكاً من الخنازير في بعض المناطق، لسرعتها وقدرتها على الاختفاء والظهور بشكل مفاجئ.
وقد اشتكى المزارعون من هذه الأرانب التي تدمر مزارعهم، فمخلفات المستوطنات من الصخور والأتربة أصبحت تشكل معضلة لهم كونها مرتعاً لهذه الأرانب الصخرية.
فمن جانبه، لفت المهندس رائد بغدادي قائلاً: يتنقل هذا الأرنب بسرعة من منطقة إلى أخرى، فهو لا يبقى في مكانه وهذا يؤدي إلى انتقال الخطر من مكان إلى آخر.
الاحتلال يحمي الأرنب!
قرية حارس على أطراف وادي قانا من القرى التي تواجه خطر هذه الحيوانات التي أصبحت أعدادها بالآلاف ولا مجال لمكافحتها.
المزارع أحمد كليب من قرية حارس يصف هذه الأرانب الصخرية في حديث مع “المجتمع”: وجه الأرنب مثل الفأر، والقسم الخلفي مثل الأرانب، ويعيش في الجحور الصخرية قرب المستوطنات، ويصعب علينا الوصول له ومكافحته خوفاً من إجراءات الاحتلال الأمنية، فالاحتلال يفرض حماية لهذه الأرانب الصخرية المؤذية التي لا تدخل المستوطنات كون أسيجتها تحول من دخولها وتبقى تعيث فساداً عندنا، وأعدادها أصبحت هائلة وخارج السيطرة.
أما المزارع عبدالرحيم شملاوي من قرية حارس يقول: هذا الحيوان الشرس بالرغم من صغر حجمه، فإنه يسحب جذور الشجرة ويدمرها بالكامل، فهو من الحيوانات المؤذية جداً، ويختفي عن الأنظار بسرعة، فالخنزير يدمر المزروعات على وجه الأرض والأرنب الصخري يتسلق الأشجار ويخرب الثمار ويقضي على جذور النباتات بسرعة، وفي اليوم التالي من الهجوم تكون تالفة بشكل كلي.
أهالي قرية حارس الخمسة آلاف أصبحوا في حالة عجز أمام الأعداد الهائلة من هذه الحيوانات المؤذية، ويتدارسون بينهم سبل مكافحتها، فهي شغلهم الشاغل، والمستوطنات القريبة منهم بعيدة عن أذى هذه الحيوانات نتيجة الأسيجة الإلكترونية الدقيقة.