مازالت المجازر والإبادة الجماعية التي يتعرض لها مسلمو الروهنجيا بإقليم آراكان تثير العديد من المواقف الرافضة لها والداعية لإيقافها وفضح حقيقة ما يتعرض له المسلمون هناك.
وفي هذا السياق، دعا صحفيون عرب وأتراك إلى تسليط الضوء إعلاميًا على الإبادة التي تجري في إقليم آراكان.
وشدد الصحفيون في تصريحات، نشرتها “الأناضول” على أهمية إعداد التقارير المصورة، وترجمتها إلى اللغات العالمية، كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية، وذلك لزيادة الاطلاع العالمي على قضية مسلمي الروهنجيا.
وأشاد الصحفيون بـ”الدور المهم الذي يؤديه الإعلام التركي على الصعيد المحلي والعالمي”، في تغطيته للأحداث الجارية في إقليم آراكان، وأوضاع اللاجئين الذين فرّوا إلى بنجلاديش.
الصحفي الفلسطيني عبدالله داوود، قال: إن الإعلام العالمي والدولي لا يعمل على تغطية أحداث آراكان كما يستحق الحدث، بل يغض الطرف عن الموضوع الذي يجب أن يكون الحدث الأبرز في وسائل الإعلام.
ورأى داود أن بعض وسائل الإعلام لم تقف فقط على الحياد في تغطية الأحداث في آراكان، بل عمدت على شيطنة مسلمي الروهنجيا، متهمة إياهم بأنهم جماعات إرهابية خارجة عن القانون، والحقيقة عكس ذلك تمامًا.
ودعا داود الإعلام العربي والإسلامي إلى تسليط الأضواء إعلاميًا على قضية مسلمي الروهنجيا، وإعطاء القضية حقها، من خلال تخصيص نوافذ إخبارية كاملة تتحدث عما يجري هناك بشكل يومي.
من جانبه، أشار الصحفي التركي طلحة جولدمير إلى ضرورة أن تقوم الدول بتشكيل بعثات صحفية إلى آراكان، لاسيما منها الدول العربية والإسلامية، وذلك لنقل معاناة المنكوبين هناك.
وأضاف جولدمير أن توعية الجماهير سواءً في الدول الإسلامية أو الدول الغربية، لا تتم إلا بأن يقوم الإعلام بتسليط الضوء على أحداث آراكان، لاسيما أنه لا يوجد هناك أي مبشرات إلى الآن بقرب وقف العدوان بحق أقلية الروهنجيا.
بدوره، أشاد الإعلامي السوري محمد النجار، بالدور المهم الذي يؤديه الإعلام التركي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، في تغطية أحداث آراكان، لاسيما على الصعيد الميداني، حيث يتواجد العشرات من الصحفيين الأتراك هناك.
وشدد على الدور المهم في إعداد التقارير المصورة، والقيام بترجمتها إلى اللغات العالمية، وذلك لزيادة أُفق الاطلاع العالمي على القضية الآراكانية، ومد يد العون لها.
بدورها، شددت الصحفية الأردنية عبير الخالدي على ضرورة تحري الدقة في مشاركة الصور والمقاطع المصورة التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، منعًا لانتشار الأخبار والصور غير الصحيحة، وتلك التي تدعي أن الروهنجيا هم الذين يقومون بالاعتداء على السلطات الميانمارية.
وأكدت أهمية نقل الأخبار من الوكالات الرسمية والمواقع الموثوقة، ومن واجبنا نحن كمسلمين أن نقف مع إخواننا هناك، لاسيما أن الإعلام الدولي يقوم بتجاهل الأحداث المشتعلة في الإقليم.
ومنذ 25 أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية ضد المسلمين الروهنجيا في الإقليم الواقع غربي البلاد.
ولا تتوافر إحصائية واضحة بشأن ضحايا تلك الإبادة، لكن الناشط الحقوقي بآراكان عمران الآراكاني، قال في تصريحات لـ”الأناضول”: إنهم رصدوا 7 آلاف و354 قتيلًا، و6 آلاف و541 جريحًا من الروهنجيا منذ بداية حملة الإبادة الأخيرة وحتى الأربعاء (6 سبتمبر الجاري).
وأمس، قدّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عدد الروهنجيا الفارّين من إقليم آراكان إلى بنجلاديش منذ اندلاع أعمال العنف بنحو 290 ألف شخص.