يقوم الأهالي في تونس بعدد من المناطق ولا سيما ولاية القيروان بوقفات وتحركات احتجاجاً على أوضاع المدارس بتلك الجهات، والتي وصلت إلى حد قطع الطرق، ومنع الدراسة، علاوة على إغلاق بعض المدارس أبوابها لغياب الإطار التربوي.
نماذج لا إحصاءات
في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، نفذ عدد من الأهالي العديد من التحركات الاحتجاجية التي تتنزل في هذا الإطار.
في مدرسة العيثة، ومدرسة السرج، ومدرسة غرزان، ومدرسة الامتياز التابعة لمعتمدية الوسلاتية وكذلك في القليعة من نفس المعتمدية نفذ الأهالي وقفات احتجاجية على خلفية نقص الإطار التربوي بالمدرسة، كما قاموا بإغلاق المدرسة ومنع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة مطالبين السلط المعنية بالتدخل لإنقاذ أبنائهم من ذلك الوضع الذي يهدد مستقبلهم الدراسي.
سيناريو يتكرر في العديد من المدارس بولاية القيروان التي تتراوح الحالة داخلها بين نقص فادح ونقص في بعض مدرسي مواد بعينها كما هي الحال في منطقة الحسيان بمعتمدية عين جلولة.
أي مستقبل؟
حالة من الغضب العارم تشهدها منطقتا بير الشرفاء وأولاد عاشور من معتمدية بوحجلة احتجاجاً على النقص الفادح في الإطار التربوي، وهي نماذج لحالة عامة تتجاوز القيروان إلى العديد من الولايات رغم مرور أكثر من شهر على العودة المدرسية التي كشفت غياب التحضير اللازم للسنة الدراسية والتي يصفها البعض بالاستهتار بمستقبل رجال البلاد في المستقبل.
في معتمدية حفوز من ولاية القيروان أيضاً، أغلق أهالي منطقة أولاد خلف الله، الطريق بين حفوز ونصر الله؛ احتجاجاً على نقص المعلمين في المدرية الابتدائية بالجهة، وقد اعترف مدير المدرسة بما وصفه النقص الفادح في الإطار التربوي ما أثر على النتائج المدرسية للتلاميذ الذي لم يكن لهم من ذنب سوى أنهم يدرسون في مدارس بولاية القيروان، التي تعد من الولايات المهمشة منذ العهد البائد.
من يسد الشغور؟
نقص ملحوظ في عدد المدرسين في وقت تستمر فيه احتجاجات المعلمين النواب والناجحين في مناظرات الكاباس المطالبين بتوظيفهم لسد الشغورات، في وقت يعتصم فيه عدد من زملائهم داخل مقرات المندوبيات الجهوية للتعليم لأنهم يرون بأنهم الأولى بسد الشغورات في مناطقهم من أولئك المعينين من مناطق أخرى.
نقص الإطار التربوي، الذي يقدره كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي قمودي المستوري بـ2500 إلى 3 آلاف معلم، والأحقية باستحقاق التدريس ليس المشكلة الوحيدة التي تعاني منها الكثير من المدارس والمعاهد والتي يؤمها مليونان و88 ألف تلميذ، وإنما البنية التحتية المتهالكة والمباني الآيلة للسقوط في بعض المدارس ونقص الماء والكهرباء أو انعدامهما من المشكلات الأساسية التي تعاني منها الكثير من المدارس في البلاد ولا سيما ولاية القيروان التي تشكو من نقص بـ400 معلم تليها صفاقس وتطاوين بمائة معلم ثم بقية الولايات.