لو علم العبد وظيفة الملائكة لشكر ربه واطمأن قلبه أنه لن يصيبه إلا ما كُتب له
الملائكة ملازمون للمؤمن بالتثبيت والاستغفار والدعاء والتبشير حتى يموت فيشهدون جنازته
الإيمان بالملائكة من أهم المحطات التربوية لمراجعة النفس وتصحيح القصد وتقوية الإرادة
يوم القيامة الجميع سيقرؤون ما سطرته الملائكة من أعمالهم والحجة قائمة لا يدحضها إنكار
من دروس الإيمان بالملائكة أن تصلح أعمالنا وأقوالنا وقلوبنا ونياتنا
إذا تحدثتَ عنهم فثَم الطاعة الدائمة والنور والبهاء، والإيمان الراسخ والطهر والنقاء، والأمانة العالية والقوة والحياء! وإذا ذكرتَهم تذكرتَ أنبياء الله تعالى عليهم الصلاة والسلام، وتذكرت أولياءه من عباده الصالحين، إن مجرد ذِكرهم يغمر النفس في بحار من السكينة والراحة والأمان، كما يملأ القلب رهبة وخوفاً وفرقاً، ولِمَ لا، وهم عباد الله المكرمون الذين (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6}) (التحريم).
إنهم ملائكة الله، الكرام البررة الذين خلقهم سبحانه تعالى من نور، وهم الأطهار الذين لا يكتمل إيمان العبد إلا بالإيمان بهم، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم، كما سبق في آياته البينات ذِكرُ الإيمان بهم قبل الإيمان بكتب الله المنزلة وأنبيائه المرسلين، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) (البقرة: 285)، ووصف الله عز وجل كل من يكفر بهم بأنه ضل طريق الهداية، فقال تعالى: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً {136}) (النساء).
ولا يتسع المقام في هذه السطور للحديث عن ذلك بالتفصيل، لكنهم عباد الله المكرمون كما وصفهم الله في كتابه، وهم (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ {20}) (الأنبياء)، كما أنهم (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27}) (الأنبياء)، قال الطبري: لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم، ولا يعملون عملاً إلا به (تفسير الطبري).
وقد وكل الله للملائكة أعمالاً عظيمة يقومون بها دون عصيان أو تأخير، وفاضَل بينهم، فجعل أفضلهم جبريل عليه السلام إذ خصه بالسفارة بينه وبين رسله، حيث يحمل إليهم ما فيه حياة القلوب والأرواح المتمثل في الوحي الذي يبلغه عن ربه عز وجل لمن اصطفاه من البشر نبياً ورسولاً، وقد جعل الله لجبريل من الصفات أفضلها، قال تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {19} ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ {20} مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ {21}) (التكوير)، وقد ذكر الشيخ السعدي في تفسيره: أن الله وصف جبريل عليه السلام بالكريم لكرم أخلاقه، وكثرة خصاله الحميدة، فإنه أفضل الملائكة، وأعظمهم رتبة عند ربه، كما وصفه بالقوة على القيام بما أمره الله به، وأنه مقرب منه وله مكانة ومنزلة رفيعة عند ربه فوق منازل الملائكة كلهم (تفسير السعدي، بتصرف).
الكرام البررة
والملائكة جند من جنود الله المخلصين، وهم كرام بررة، قال ابن كثير: «أي خلقهم كريم حسن شريف، وأخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة كاملة» (تفسير ابن كثير)، وقد أعطاهم الله من القوة ما يستطيعون بها تأدية ما عليهم من أعمال وكّلوا بها، ومن أهم أعمالهم بالنسبة للإنسان مهمة الحفظ والرعاية له كما يريد الله تعالى، ولو علم العبد ذلك لشكر ربه على هذه النعمة العظيمة، واطمأن قلبه، فعلم أنه لن يصيبه إلا ما كُتب له، قال تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ) (الرعد: 11)، قال ابن عباس رضي الله عنه: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدره خَلَّوا عنه، وعن مجاهد أنه قال: ما من عبد إلا له ملك موكَّل يحفظه في نومه ويقظته من الجنّ والإنس والهوامّ، فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال: وراءَك! إلا شيئاً يأذن الله فيه فيصيبه (تفسير الطبري)، وقال الشيخ السعدي: يحفظون بدنه وروحه من كل من يريده بسوء، ويحفظون عليه أعماله، وهم ملازمون له دائماً (تفسير السعدي).
إن العلاقة بين الملائكة والإنسان لا تتوقف، لا سيما علاقتهم بالمسلم حيث يصلون عليه، أي يدعون له ويستغفرون، كما أنهم يحبونه ويدعون الناس لحبه، فإذا كان معلماً صلوا عليه كما قال صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير» (رواه الترمذي في صحيحه، وصححه الألباني)، وإذا كان متعلماً تواضعت له، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع» (رواه أبو داود وصححه الألباني)، وإذا كان ذاكراً لله حفته بأجنحتها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم»، قال: «فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا» (رواه البخاري)، وإذا دعا ربه أمَّنت على دعائه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك، كلما دعا له بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل» (رواه مسلم)، وقال: «لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون» (رواه مسلم).
وهم معه وحوله بالتأييد والتثبيت والاستغفار والدعاء والتبشير حتى يموت فيشهدون جنازته، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في سعد بن معاذ: «هذا الذي تحرّك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة» (أخرجه النسائي)، وفي المقابل فالملائكة تنفر من أماكن المعاصي فلا تدخلها، وتكره الظلم وتلعن الظالمين.
الكرام الكاتبون
ومن أهم ما يجب معرفته أن مِن الملائكة مَن يلازمون العبد فيكتبون أقواله وأفعاله ويسجلونها عليه دون أدني تقصير أو عارض سهو ونسيان، وهذا من الأمور المهمة التي على كل مسلم أن ينتبه إليها.
ومن هنا كان الإيمان بالملائكة من أهم المحطات التربوية التي علينا الوقوف فيها كثيراً لمراجعة النفس وتصحيح القصد وتقوية الإرادة، فمع أن الملائكة تحفظنا بإذن الله، إلا أن منهم من لا يفارقنا في صمتنا وجهرنا، وحلنا وترحالنا، عند نومنا ويقظتنا، ووقت طاعتنا أو معصيتنا، وفي حلمنا وغضبنا، وفي ليلنا ونهارنا، يسجلون عنا كل همسة ولمسة، وكل حرف وكلمة، لا يخشون في الله لومة لائم، ولا يمنعهم من عملهم مانع، يروننا ولا نراهم، ويحفظون أعمالنا وننساها، ويشهدون تقصيرنا أو اجتهادنا فلا يظلموننا شيئاً.
قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ {10} كِرَاماً كَاتِبِينَ {11} يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {12}) (الانفطار)، قال الطبري: وإن عليكم رُقَباء حافظين يحفظون أعمالكم، ويُحْصونها عليكم، يكتبون ما تقولون وما تَعْنُون (تفسير الطبري)، وقال تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ {17} مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {18}) (ق)، قال ابن كثير: يعني الملكين اللذين يكتبان عمل الإنسان (تفسير ابن كثير)، وقال مجاهد: وكل الله بالإنسان مع علمه بأحواله ملكين بالليل وملكين بالنهار يحفظان عمله، ويكتبان أثره إلزاماً للحجة؛ أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات، والآخر عن شماله يكتب السيئات (تفسير القرطبي).
الإيمان بالملائكة وأثره في التربية:
إن إيماننا بالملائكة جزء من الإيمان بالغيب، وقد امتدح الله عباده الذين يؤمنون بالغيب ووصفهم بالتقوى والهدى فقال تعالى: (ذَ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3}) (البقرة)، وعن الربيع بن أنس قال: «الذين يؤمنون بالغيب»: آمنوا بالله وملائكته ورُسُلِه واليومِ الآخِر، وجَنّته وناره ولقائه، وآمنوا بالحياة بعد الموت، فهذا كله غيبٌ، وأصل الغيب: كُلّ ما غاب عنك من شيءٍ، وهو من قولك: غاب فُلان يغيبُ غيباً (تفسير الطبري)، وقد وعد الله بالفلاح من آمن بالغيب وعمل بما يتطلبه هذا الإيمان، فقال تعالى: (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5}) (البقرة).
فالإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان، لا يقوم بنيان الإيمان إلا به، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإيمانُ؟ فقال: «أن تُؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكتابِه، ولقائِه، ورُسُلِه، وتُؤمِنَ بالبَعْثِ، وتُؤمِنَ بالقَدَرِ كلِّه» (رواه مسلم)، هذا الإيمان الجازم يثمر ثمرات طيبات في حياة المؤمن، فتزكو روحه ويطهر قلبه وتطمئن نفسه وتسعد حياته، ويمكن للمسلم أن يجعل من هذا الركن الإيماني حقلاً خصباً لزرع بذور الإيمان والخشية والمراقبة في نفسه أولاً، ثم في قلوب أولاده منذ تنشئتهم؛ وذلك من خلال الحديث عن الملائكة وبيان رعاية الله لنا وحفظه، وحبه ورحمته؛ فيتعلق قلب الولد بالله عز وجل ويحبه ويطيعه.
وإن من دروس الإيمان بالملائكة أن تصلح أعمالنا وأقوالنا وأحوالنا وقلوبنا ونياتنا، حيث إننا مكشوفون أمام الله تعالى لا يخفى عليه منا خافية، ولو كنا في قصور مشيدة، أو وراء أبواب عتيدة، فهو سبحانه يعلم ويرى كل شيء، ويوم القيامة ينكشف غطاء القلوب وتظهر خفايا السرائر، قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً) (آل عمران: 30)، فكيف بأولادنا إذا ما تربَّوا على هذه القيم الإيمانية العظيمة؟! أتراهم يحبون المعصية ويسلكون طرقها إذا كانوا موقنين بأن أعمالهم تسجل لهم أو عليهم، ويعلمون أن من غفل عن ذلك فحاله كما قال تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً {49}) (الكهف)، قال ابن كثير: أي؛ كتاب الأعمال، الذي فيه الجليل والحقير، والفتيل والقطمير، والصغير والكبير» (تفسير ابن كثير)، فالجميع يقرؤون ما سطرته الملائكة من أعمالهم، والحجة قائمة لا يدحضها إنكار أو تكذيب، قال تعالى: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {6}) (المجادلة)، قال القرطبي: أي؛ يخبرهم بما عملوا في الدنيا أحصاه الله عليهم في صحائف أعمالهم ونسوه هم حتى ذكرهم به في صحائفهم ليكون أبلغ في الحجة عليهم.
ومن هنا كان الاهتمام بغرس عقيدة الإيمان بالملائكة في نفوس الناشئة وبطريقة تناسب أعمارهم؛ فيه من الفوائد الكثير على المدى العاجل والآجل للطفل وأهله.
أبشروا وشمروا
نعم، إنها البشارة تحمل بين ثنايا حروفها الخير الكثير، فلن تظلم نفس شيئاً، قال تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ {7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ {8}) (الزلزلة)، أفيستصغر أحدنا بعد ذلك ذنباً أو يحقر معروفاً؟! فلنشمر لخير العمل والإكثار منه، ولينظر كل منا إلى كتابه بعين قلبه كيف يريده أن يكون وما الذي يسطره فيه وبأي مداد يكتبه، قال تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً {13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً {14}) (الإسراء)، قال ابن كثير: أي؛ نجمع له عمله كله في كتاب يعطاه يوم القيامة، إما بيمينه إن كان سعيداً، أو بشماله إن كان شقياً، «منشوراً» أي؛ مفتوحاً يقرؤه هو وغيره، فيه جميع عمله من أول عمره إلى آخره (تفسير ابن كثير)، وقال الطبري: وعنى بقوله «اقرأْ كِتابَكَ»: اقرأ كتاب عملك الذي عملته في الدنيا، الذي كان كاتبانا يكتبانه، ونحصيه عليك (تفسير الطبري)، فالبدار البدار قبل فوات الفرصة وانقطاع العمل.
قال الحسن البصري: يا ابن آدم، بسطت لك صحيفتك ووُكل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك، فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة كتاباً تلقاه منشوراً (تفسير ابن كثير).
ولنحرص أن ترانا الملائكة الأطهار ونحن في أحسن حال حين يتعاقبون علينا صباحاً ومساء، قال صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم، وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون» (رواه مسلم).