قال رئيس دائرة اللاجئين الفلسطينيين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) د. عصام عدوان: إن الشعب الفلسطيني لن يسمح للكيان الصهيوني وواشنطن بتمرير مخطط تصفية “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا)؛ لأن تصفيتها هي تصفية لحق العودة.
وكشف د. عدوان في الحوار الذي أجرته معه “المجتمع” أن “الأونروا” تحتاج بشكل عاجل إلى ربع مليار دولار لمواصلة تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، متوقعاً تفاقم الأزمة خلال الأشهر القادمة مع نفاد الموازنة المخصصة للخدمات، ووجه عدوان شكره لدولة الكويت على دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية خاصة قضية اللاجئين، داعياً الدول العربية لمساندة “الأونروا” في محنتها الحالية.
من المعروف أن الكويت من الدول التي لها إسهامات وبصمات واضحة في المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، حدثنا عن هذا الدور.
– الكويت لها باع طويل في خدمة القضية الفلسطينية، وتساندها مالياً ومعنوياً، ولها بصمات واضحة في كافة المجالات، وعززت من صمود اللاجئين الفلسطينيين، وهي ملتزمة بدفع مستحقاتها تجاه «الأونروا»، ونأمل أن تواصل عملها المعهود بالعمل مع الأسرة الدولية لإسقاط كل المحاولات التي تستهدف اللاجئين الفلسطينيين، وعلى الدول العربية أن تلتزم بتقديم ما عليها من مترتبات مالية سنوية لـ«الأونروا» حتى تستطيع أن تتجاوز أزمتها المالية.
كم تبلغ الموازنة التشغيلية السنوية لـ«الأونروا»؟
– ميزانية «الأونروا» ما بين ميزانية أساسية ومشاريع، وموازنة طارئة تبلغ نحو مليار و200 مليون دولار، منها موازنة طوارئ تبلغ 400 مليون دولار تخصصها للأزمات، ونحو 800 مليون دولار مخصصة كموازنة تشغيلية لها، وعجز موازنة «الأونروا» التي أعلنت في وقت سابق العام الماضي قبل قرار واشنطن وقف نصف مساهمتها المالية، التي تقدر بنحو 65 مليون دولار حوالي 140 مليون دولار، وهي بحاجة عاجلة لربع مليار دولار من أجل القيام بمهامها، وعمليات التقليص الأمريكية سيكون لها انعكاسات على توقف العديد من القطاعات الحياتية التي توفرها المنظمة للاجئين الفلسطينيين.
كيف تبدو أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية؟
– في سورية قلصت «الأونروا» المساعدات الأساسية المقدمة للاجئين الفلسطينيين من خلال تقديمها عبر المساعدات الطارئة، وليس عبر الموازنة الأساسية، وهذه ليست بشارة خير على كل حال؛ لأن قضيتهم باتت طارئة يمكن أن تنتهي في أي لحظة، وهذا معناه تصفية حقوقهم، هناك بحسب سجلات «الأونروا» نحو 560 ألف لاجئ فلسطيني في سورية يعيشون أوضاعاً مأساوية، لجأ الآلاف منهم لدول الجوار هرباً من الموت بسبب أوضاع الحرب في سورية، مع العلم أن نحو ألف من اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في سورية وصلوا غزة، ولم تقدم لهم «الأونروا» المساعدات اللازمة، رغم أنها مطالبة بتقديم المساعدة للاجئ أينما تواجد في العالم.
الكيان الصهيوني يروج لاستبدال «الأونروا» بالمفوضية العليا للاجئين، ما خطورة ذلك وهدفه؟
– استخدام مصطلح المفوضية العليا للاجئين من قبل رئيس الوزراء الصهيوني «بنيامين نتنياهو» خطير للغاية، وهناك ثلاثة احتمالات في هذا الموضوع:
أولاً إعادتهم للدولة التي خرجوا منها أصلاً، وهذا لن تقبل به دولة الكيان.
والاحتمال الثاني هو توطينهم في البلد الذي تم اللجوء إليه.
والاحتمال الثالث البحث لهم عن مكان يقبلهم ويتم نقلهم إليه وهو الاحتمال الأرجح في التطبيق، ولكن لن يتم قبوله دولياً.
لماذا تصر واشنطن والاحتلال على تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين؟
– قضية اللاجئين تمثل قلب القضية الفلسطينية، وهي تعد أصعب قضية تواجه ملفات التفاوض الفلسطينية «الإسرائيلية»، أو ما تعرف بقضايا الوضع النهائي، لذلك ركز الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» على قضيتين؛ هما قضية القدس، وقضية اللاجئين، وقال: إن قضية القدس أزيلت من طاولة المفاوضات، وتم حسمها لصالح دولة الاحتلال، وقلص المساعدات المقدمة للاجئين باعتبار القدس واللاجئين هما أساس القضية الفلسطينية، ولكن رد الفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي على قرار «ترمب» عزز من مكانة قضية القدس واللاجئين على الساحة الدولية، وأثبت استحالة أن يفرط الشعب الفلسطيني في حقوقه المتعلقة بحق العودة، وأن حق العودة هو حق مقدس.
كيف تتوقع رد الفعل الفلسطيني على أي مساس بـ«الأونروا» وحق العودة؟
– الشعب الفلسطيني لن يصمت على هذا المخطط الخطير بتصفية حق العودة، وسيترجم ذلك بمسيرات «نداء العودة» التي ستنظم رفضاً لتقليصات «الأونروا»، والكل الفلسطيني يدرك خطورة المخططات التي تحاك ضد اللاجئين الفلسطينيين، وتقليصات «الأونروا» ستفجر المنطقة من خلال إغلاق نحو 700 مدرسة تمولها، وإذا أغلقت هذه المدارس بسبب العجز المالي الذي تسببت به واشنطن، أين سيكون مصيرهم؟ وبالتأكيد سيتحولون لقنابل موقوتة في كل أماكن تواجدهم تنفجر في وجه الاحتلال وواشنطن.
«الأونروا» أطلقت نداء استغاثة لجمع تبرعات عاجلة من أجل ضمان استمرار خدماتها، هل تتوقعون أن تنجح في جمع هذه التبرعات من الدول العربية والمانحة؟
– نتوقع نجاح نداء الاستغاثة الذي أطلقته «الأونروا» بعنوان «الكرامة لا تقدر بثمن» في جمع التبرعات التي تريدها التي تقدر بـ800 مليون دولار، وهذا سيمنحها طوق النجاة بعد ما تركته عمليات التقليص الأمريكية من قلق على مستقبل عملها وخدماتها المقدمة للاجئين، وذلك لأن المساعدات الأمريكية تقدر سنوياً بنحو 300 مليون دولار.
يقال: إن اللاجئين في قطاع غزة سيدفعون فاتورة التقليصات الأمريكية، ما انعكاسات ذلك عليهم؟ وكيف سيؤثر على الحصص الغذائية؟
– التقليصات التي تعتزم «الأونروا» تنفيذها في أبريل القادم ستتسبب في كارثة خاصة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة أن أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في القطاع يعتمدون على المساعدات والحصص الغذائية ومشاريع التشغيل التي تنفذها «الأونروا»، مع العلم أن المساعدات التي تقدم بسيطة لا تتجاوز 100 دولار كل ثلاثة أشهر لأسرة مكونة من خمسة أفراد، ولكن هذه المساعدات تساهم في التخفيف من حدة الفقر والبطالة الشديدة التي يعشها معظم اللاجئين في قطاع غزة.
الحصص الغذائية الدورية التي تقدمها «الأونروا» للاجئين الفلسطينيين هي عبارة عن مساعدات غذائية لتقدم للأسر الأشد فقراً، والأسر محدودة الدخل، يضاف إليها الخدمات الصحية والتعليمية التي تقدمها «الأونروا» مجاناً للاجئين الفلسطينيين سواء في غزة والضفة أو مخيمات الشتات.
كم يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين سواء في مخيمات اللجوء بالشتات والأرض المحتلة؟
– عدد اللاجئين الفلسطينيين حسب سجلات «الأونروا» يبلغ نحو 5.6 مليون لاجئ، هؤلاء من هم في سجلات «الأونروا»، لكن العدد الفعلي للاجئين الفلسطينيين الذين أخرجوا من وطنهم فلسطين وتوزعوا في العالم يبلغ نحو 10 ملايين لاجئ، على سبيل المثال يعيش في قطاع غزة 1.3 مليون لاجئ، يقيم معظمهم في 8 مخيمات للاجئين؛ هي جباليا، والنصيرات، والبريج، ورفح، وخان يونس، ودير البلح، والشاطئ، ومخيم المغازي، وفي لبنان يوجد نحو 485 ألف لاجئ، وفي سورية 560 ألف لاجئ، وفي الأردن يوجد العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين.