زيارة وفد حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف إلى دمشق أثارت ردود فعل وانتقادات شديدة على مختلف المستويات، حيث اعتبرت هذه الزيارة بأنها تخدم نظام الأسد ووصفها البعض بـ”المثيرة للاشمئزاز” و”مسيئة” لسمعة ألمانيا.
وقال خبير الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكين رولف موتسنيش، في تصريحات لصحيفة “كولنر شتات أنتسايغر”: إن ذلك يتبع إستراتيجية محددة وهي ترقية نظام الأسد ومؤيديه، واستغلت دمشق العديد من المناسبات لإجراء محادثات مع أحزاب يمينية في أوروبا.
وسيتم مناقشة زيارة وفد البديل إلى دمشق في البرلمان الألماني “بوندستاغ” أيضاً، إذ ستكون موضوعاً لعدة لجان برلمانية، واللجنة (التنظيمية) ستحقق في تمويل الزيارة، حسب موتسنيش.
كذلك انتقد الزيارة ميشائيل براند، مسؤول حقوق الإنسان في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، وقال: إن اللقاء مع “زمرة قتلة” أمر “مثير للاشمئزاز” في حين يستخدم “الدكتاتور (بشار) الأسد القنابل والغاز السام”، وتابع براند، الذي ينتمي لحزب ميركل المسيحي الديمقراطي، في بيان أصدره مساء الثلاثاء 6 مارس، الزيارة وقال: إن الساسة من حزب البديل لم يترددوا في الاجتماع مع “مفتي الأسد الوحشي الذي دعا (أي المفتي) إلى شن هجمات انتحارية في أوروبا وبارك آلاف أحكام الإعدام”.
وأضاف براند متهماً أعضاء وفد “حزب البديل” بأنهم أساؤوا إلى “السمعة الجيدة لبلادنا (ألمانيا) وأهانوا ضحايا الحرب الوحشية”، وعلاوة على ذلك فإن الضحك أمام الكاميرا “مقزز” وهذه “الأشكال يجب ألا تتحدث بعد الآن عن الأخلاق والقيم المسيحية”.
البرلماني الألماني أميد نوري بور من حزب الخضر، أعرب أيضاً عن إدانته للزيارة وقال في تغريدة: “من المثير للاشمئزاز حقاً أن يكون نفس (بعض) أعضاء حزب البديل، الذين زاروا شبه جزيرة القرم، أن يتجمعوا في قصور في حين يقصف مضيفهم الأطفال على بعد أقل من 15 كيلومتراً منهم”.
وأثناء زيارة وفد حزب البديل إلى ألمانيا، التقى بمفتي سورية أحمد بدر الدين حسون، وأعرب عضو الوفد كريستيان بلكس عن سعادته بلقائه بحسون، ونقل في تغريدة له دعوة المفتى “السوريين في ألمانيا للعودة (إلى سورية)، وكان سيوجه النداء من برلين أيضاً”.
كما علقت رابطة شباب الاتحاد المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على زيارة نواب حزب البديل لدمشق بالتلميح: “قُتل ألف طفل في سورية منذ بداية العام، بحسب يونيسف”.
وكانت مجموعة من ساسة حزب البديل من أجل ألمانيا بينهم نواب في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) توجهت إلى دمشق من أجل تأكيد مطلب حزبها بإعادة اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ألمانيا إلى بلادهم.
وفي تصريحات لـ”دويتشه فيله” قال نائب رئيس كتلة حزب البديل في برلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا، هلموت زايفن: إن أعضاء حزبه سافروا إلى سورية ليتأكدوا “فيما إذا كانت الحرب في كل أنحاء البلاد، أو أن هناك مناطق آمنة أيضاً” وشدد على أن الزيارة خاصة، ولكنه قال: إن الحزب يتوقع أن يقدم الأعضاء تقريراً عن زيارتهم.