شريط الفيديو الذي بث مؤخراً ويتضمن مشاهد التحقيق مع الأسيرة القاصر عهد التميمي من قرية النبي صالح، وكيف أن المحققين استخدموا ألفاظاً نابية وفيها تحرش لفظي من خلال الاستهزاء بها، ألقى بظلاله على أسيرات محررات قاصرات عشن ذات التجربة، وتعرضن لتحقيق قاس بدون أي رحمة أو شفقة تذكر.
المحررة مرح جعيدي من قلقيلية التي أمضت قرابة العام في الأسر وتحررت في الأول من يناير الماضي تقول لـ”المجتمع”: الأسيرة عهد التميمي عشت معها عدة أيام في سجن هشارون قبل أن يتم الإفراج عني، وما شاهدته من جلسة تحقيق معها من قبل ضباط مخابرات، جعلني أستذكر لحظة الاعتقال وتهديدي بالقتل عند الاعتقال والتحقيق معي من قبل محققين فقدوا كل قيم الرحمة والإنسانية.
رباطة جأش
وتضيف: فضباط التحقيق يستغلون صغر الفتاة القاصر ويمارسون كل أنواع الضغط النفسي من أجل انتزاع الاعتراف، في هذا الظرف النفسي الصعب، فكل محقق يريد تحقيق إنجاز وهمي على فتاة قاصر، كي يتم إنزال أحكام عالية من السجن الفعلي، إلا أن رباطة جأش صديقتي عهد التميمي جعلتني أشعر بالنشوة والسرور والسعادة، فعندما تم اعتقالي تم تهديدي بالقتل وإشهار السلاح في وجهي، وكذلك عهد لم تخف من المحققين وكانت غاية في القوة والثبات والإرادة الصلبة ما أثار جنون المحققين، حيث كان ضباط التحقيق في حالة ضعف أمام فتاة قاصر لا تكلك إلا الصمت في ظل وقاحة وعنصرية المحققين الذين فقدوا سيطرتهم وأخذوا يصرخون عليها، وهذا دليل ضعفهم أمامها، فالذي يصرخ يعبر عن عجز بداخله.
تهم مفبركة
وأشارت المحررة القاصر مرح جعيدي إلى أن ضباط التحقيق يفقدون سيطرتهم أمام صمود فتيات صغار بعمر الزهور، وهم مدربون بشكل مهني على كيفية التحقيق وانتزاع الاعتراف.
بدورها، قالت المحررة القاصر كريمان سويدان (16 عاما) من بلدة عزون: ما جرى مع عهد التميمي أعاد بي إلى لحظة اعتقالي عندما هجم عليّ ضباط المخابرات والجنود وضربوني على ظهري وضربوا رأسي بالحديد داخل الدورية ونقلوني إلى مستوطنة أريئيل وهددوني بخطف أهلي وإخوتي إذا لم أعترف، وبعدها نقلوني إلى مركز تحقيق الجلمة وبقيت هناك مدة ثمانية أيام، وكانوا يمارسون الضغط النفسي من خلال الصراخ، وأن عائلتي قد تم إحضارها من المنزل، وأنها لن تراهم بعد هذا اليوم، وكانوا يتعمدون إهانتي حتى اعترف بالتهمة التي كانوا يفبركونها لي من خلال اتهامي بمحاولة طعن مستوطن، ومع إصراري أن السكين ليست لي كانوا يزيدون من الضغط النفسي والتهديد والوعيد والإهانات والشتم الذي يخدش الحياء.
تتابع الطفلة كريمان حديثها قائلة: كانت السجانة التي ترافقني إلى المحكمة تضربني في البوسطة وتحاول إهانتي، وكنت أصرخ في وجهها، وكانت تتوقف عن الإهانة بعد أن أصرخ في وجهها، وذهبت إلى المحكمة 8 مرات وفي كل مرة كان يتكرر مشهد الإهانة والصراخ والتهديد من قبل السجانات الحاقدات.
معاناة
وشدد أكرم سويدان، والد الطفلة المحررة كريمان سويدان، على ضرورة إنقاذ الأسيرات وخصوصاً القاصرات بعد أن حدّثته ابنته كريمان عن معاناة الأسيرات، وقال: كنت أظن أن التقارير الصادرة عن الأسيرات فيها مبالغة ومن أجل الإعلام، إلا أن ما يُنشر من معاناة لا يُذكر أمام المعاناة الحقيقية التي تكابدها الأسيرات داخل الأسر، وهذا يتطلب جهداً جماعياً من أجل الضغط للإفراج عن الأسيرات.
المحرر الأديب وليد الهودلي الذي كان له تجربة مع الأطفال الأسرى في سجن عوفر قال لـ”المجتمع”: ما يمارس على الأطفال الأسرى من قبل جهاز المخابرات يفوق الإجراءات التي تمارس على الأسرى الكبار، وقد عايشت تجارب الأطفال الأسرى وكانت جميعها غاية في الخطورة وتؤثر على نفسية الطفل الأسير، وما جرى مع عهد التميمي يتكرر مع كل طفل أسير حتى يعيش الطفل صدمة الاعتقال الأولى.