تحث الأمم المتحدة الحكومات في أفريقيا وآسيا على بذل المزيد لتشجيع استخدام تقنيات الزراعة الإيكولوجية للمساعدة في التعامل مع تغير المناخ والجوع في العالم.
يزرع المزارعون الآسيويون الأرز ويربون الأسماك في الحقول نفسها لزيادة دخلهم والحد من الحشائش، في حين يستخدم الغانيون مخلفات المحاصيل كسماد لزيادة الإنتاج.
ويمكن أن تقدم تقنيات الزراعة الإيكولوجية هذه غذاءً مغذياً وصديقاً للبيئة لعالم متنام، وتزيد دخل المزارعين، وجعلهم أكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ، وفقاً لمنظمي الحملات.
وقال باسكوال ستيدوتو، رئيس البرنامج الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لمؤسسة “طومسون رويترز”: “إن الزراعة تمر بمرحلة انتقالية”.
تغير المناخ يضيف حالة عدم يقين جديدة بالإضافة إلى زيادة عدم اليقين السابق، فمن خلال إدخال مبادئ الإيكولوجيا الزراعية، يمكنك تقليل مخاطر التعرض لتغير المناخ.
يعتمد الإنتاج العالمي للغذاء حالياً على الاستخدام المكثف للأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية المكلفة، مما يضر بالبيئة والصحة البشرية، كما قال الخبراء في مؤتمر الإيكولوجيا الزراعية الذي استمر ثلاثة أيام، والذي بدأ يوم الثلاثاء.
وقالت الفاو: إن أقل من 30 دولة على مستوى العالم، من بينهم دولتان فقط في أفريقيا -ساحل العاج، وموريشيوس- لديها قوانين وسياسات تدعم الزراعة الإيكولوجية.
وقال ستيفان لو فول، وهو برلماني فرنسي ووزير الزراعة السابق: أمامنا ثلاثة تحديات كبرى، وهي: تغير المناخ، والأمن الغذائي، والعلاقة بين الزراعة والغابات والاقتصاد والعمالة.
وقال: إن الحل هو الزراعة الإيكولوجية، التي تحل محل الأسمدة الكيماوية بالطرق الطبيعية، مثل زراعة الأشجار وسط المحاصيل والأغذية المتناوبة لتحسين التربة وردع الآفات.
يشغل لو فول منصب نائب رئيس مبادرة “4 لكل 1000” التي تسعى إلى زيادة الكربون الموجود في التربة الزراعية بنسبة 4% سنوياً لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
تمتص التربة بشكل طبيعي الكربون من الغلاف الجوي من خلال عملية تعرف باسم العزل، والتي لا تقلل فقط من الغازات الدفيئة الضارة ولكنها أيضاً تخلق تربة خصبة أكثر.
وأضاف لو فول أن التربة الخصبة تنتج المزيد من الغذاء، مما سيغذي المزيد من الناس ويمكن للزراعة المربحة أن تحل مشكلة البطالة.
وقد أثبتت الإيكولوجيا الزراعية أنها تعمل في أفريقيا، حيث يتصارع المزارعون بالفعل مع التربة المتدهورة والطقس الذي لا يمكن التنبؤ به، حسب قول ملون بيلاي، الشريك المؤسس لمجموعة “تحالف من أجل السيادة الغذائية في أفريقيا” (AFSA).
وفي شمال إثيوبيا، قدمت تقنيات الزراعة الإيكولوجية غلة أفضل من الأسمدة الكيماوية في خمسة محاصيل حرجة، من بينها الشعير والذرة، وهو مشروع أعده معهد التنمية المستدامة، وهو مؤسسة خيرية مقرها أديس أبابا.
لكن بيلاي قال: إن تركيز المانحين على الزراعة التجارية في أفريقيا يعيد الزراعة الإيكولوجية إلى الوراء.
وقال لمؤسسة “طومسون رويترز”: إن رجال الأعمال الخيرية مثل بيل جيتس وغيره يأتون بالكثير من المال لتعزيز الزراعة التجارية في إشارة إلى رجال الأعمال الأثرياء الذين يستثمرون في مشاريع ذات هدف اجتماعي.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمؤسسة غيتس للتعليق.
وقال لو فول: إنه يمكن جلب المزيد من الناس على متن السفينة من خلال إظهار أن الزراعة الإيكولوجية مربحة، وقال: إن التكاليف ستنخفض بينما تظل الإنتاجية كما هي أو حتى تتحسن.