قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: إن المسؤولين الأمريكيين يصدرون “تقارير مضللة” بشأن تقدمهم في أفغانستان بعد 17 عامًا من الحرب؛ ما يعطى انطباعًا زائفًا بالوقائع على الأرض.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها السبت الماضي، أن المسؤولين الأمريكيين يزعمون أن الحكومة الأفغانية تسيطر على 56% من أراضي أفغانستان؛ رغم أنها في الواقع تسيطر فقط على 29% من البلاد.
كما أفاد التقرير بأن عدد قوات الأمن الأفغانية يفوق عدد عناصر حركة “طالبان” بنسبة 10 إلى 1، ولكن هذا، وفق الصحيفة، لم يظهر حقيقة أن ثلث عناصر القوات الأفغانية غادرت مواقعها دون أن تتم إزالتها من كشوف الرواتب.
ووفقًا لسجلات وزارة الدفاع الأمريكية، قُتل 2216 جنديًا أمريكياً خلال العملية العسكرية الأمريكية في أفغانستان، التي يُطلق عليها “عملية الحرية الدائمة”.
كما تشير تقديرات “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” إلى أن الولايات المتحدة أنفقت أقل من 841 مليار دولار في أفغانستان منذ عام 2001.
ومع ذلك، حتى بعد إنفاق كل هذه الأموال والجهود لمحاربة “طالبان”، يقول محللون عسكريون: إن الحركة تسيطر على غالبية الأراضي.
في السياق، أشارت “نيويورك تايمز” إلى أنّ الحرب بقيمة الدولار الحالية “أصبحت أكثر كلفة من خطة مارشال التي ساعدت في إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية”.
وتابعت: “هذا الاستثمار (في الحرب) يفرض ضغوطًا شديدة على الأمريكيين، لإظهار أن طالبان تخسر وأن البلد (أفغانستان) يتحسن”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لم تضلل الرأي العام بشأن وضع الحرب في أفغانستان فحسب، بل أيضًا فيما يتعلق بالظروف المعيشية في البلاد.
ووفقًا لتقرير “نيويورك تايمز”، أعلنت الحكومة الأمريكية عام 2010، أن متوسط العمر المتوقع للمواطن الأفغاني هو 63 عامًا.
غيّر أن منظمة الصحة العالمية أشارت عام 2009 إلى أن متوسط عمر الأفغان 48 عامًا؛ إثر وجود عدد كبير من معدلات الوفيات المرتفعة في وقت مبكر من مرحلة الطفولة.
وفي هذا الشأن، اختلفت أيضًا تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) مع توقعات الحكومة، إذ قدرت متوسط عمر الأفغان بـ51 عامًا.
كما أظهر التقرير أن الولايات المتحدة نفت أن تكون “طالبان” قد سيطرت لفترة وجيزة على مدينة غزني، جنوب شرقي أفغانستان، الشهر الماضي؛ لكن في الواقع، وعلى مدار ستة أيام، حاصرت “طالبان” المدينة، وسيطرت على معظم أرجائها باستثناء عدد قليل من المرافق الحكومية.
وبحسب “نيويورك تايمز”، استعادت القوات الأفغانية السيطرة على “غزني” بعد 6 أيام وبعد أن تكبدت خسارة قوامها 200 من ضباط الشرطة والجنود الذين قتلوا في اشتباكات مع مسلحي “طالبان”.