تحوّل “المسجد المثمّن” في بلدة أكجا كوجا التابعة لولاية دوزجه المطلة على البحر الأسود، إلى واحد من أبرز المعالم السياحية في الولاية، وذلك لبراعة هندستها المعمارية المستوحاة من التراث السلجوقي.
وتمّ استيحاء الشكل المعماري للمسجد من شكل الخيم المثمّنة التي اشتهرت بها الحقبة السلجوقية، ليتحوّل المسجد إلى نقطة جذب بالنسبة إلى آلاف السيّاح الذين يتوافدون سنويّاً إلى الولاية.
مراد بايق، رئيس وقف إحياء وترميم مسجد أكجا كوجا المركزي، قال لـ”الأناضول”: إنّ كل تفصيل معماري داخل المسجد مستوحى مما يسمّى بالخيم المركزية الخاصة بالعهد السلجوقي، الذي يتميّز بشكله المثمّن.
وأضاف أنه انطلاقاً من النقش الموجود على سجادات المسجد، ومروراً بجدرانه وإناراته، ووصولاً إلى سقفه، على شكل مثمّن.
ولفت بايق إلى أنّ المسجد المثمّن أضفى إلى ولاية دوزجه المعروفة أصلاً بطبيعتها الخلابة، وخضرتها النضرة، وبحرها الساحر، وآثارها التاريخية، جمالاً وسحراً فريدين من نوعهما.
وأبرز ما يميّز المسجد بالنسبة إلى السيّاح هو قبّتها المثمّنة أيضاً، التي تختلف في شكلها عن الأنموذج الكلاسيكي والتقليدي المعروف في بناء المساجد لدى تركيا.
وممّا يميّز المسجد المثمّن ويجعله من أبرز الأماكن السياحية هو موقعها الجغرافي، حيث تمّ إنشاؤه في مركز أكجا كوجا.
وتبلغ مساحة المسجد الداخلي 1300 متر مربع، فيما تبلغ المساحة الخارجية 500 متر مربع، ليتسع بذلك لـ5 آلاف مصلّ في آن معاً.
وذكر بايق أنّ المسجد لا يحظى باهتمام المسلمين فحسب، وإنما باهتمام السيّاح من كافة الأديان المختلفة.
وأشار إلى أنّ المسجد يتفرّد بشكله المعماري الفريد ليس في تركيا فحسب وإنما في العالم بأسره.
وأوضح بايق أنه لا توجد وسط المسجد دعائم، وأيّا كان الباب الذي تدخل منه يمكنك رؤية كافة أرجاء المسجد، ويتميّز القسم الداخلي للمسجد بارتفاعه الشاهق، فيما الطابق السفلي يتميّز برحابته.
ودعا بايق كل من يهتم بالهندسة المعمارية الفريدة إلى رؤية المسجد المثمّن، موضحاً أنّ بلدة أكجا كوجا رغم صغرها فإنّها منطقة تجذب وتستقطب السيّاح من كافة أرجاء العالم.
وتجدر الإشارة إلى أنّ حجر الأساس للمسجد تمّ وضعه في عام 1989، وافتتح للعبادة في عام 2004، حيث أشرف على تصميمه المعماري أرغون سوباشي.