في دراسته حول “واقع مدارس نهاية الأسبوع في أوروبا”، سعى د. غازي الرشيدي إلى إلقاء الضوء على هذا النوع من التعليم في الغرب، وذلك من خلال الإجابة عن 4 أسئلة محورية وكاشفة، دارت حول نسبة الملتحقين بهذه المدارس من أبناء المسلمين، وطبيعة الدراسة فيها، وأبرز التحديات التي تواجهها، وأخيراً بعض المقترحات لتطوير أداء هذه المدارس.
اعتمد الباحث المنهج النوعي في جمع المعلومات، واستخدم لهذا الغرض المقابلة كأداة لجمع المعلومات، واتبع في المقابلة نمط الأسئلة شبه المفتوحة؛ حيث تمت مقابلة 26 شخصاً –ينتمون إلى دول مختلفة في أوروبا الغربية- على هامش المؤتمر السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا بمنطقة “بروجيه”.
في البحث عن إجابة السؤال الأول وهو الخاص بنسبة الطلبة الملتحقين بهذه المدارس، توصل الباحث إلى أنه لا توجد قاعدة بيانات مفصلة توضح أعداد ونسب هؤلاء الطلبة، إلا أن هناك اتفاقاً على أن نسبة المنضمين من أبناء المسلمين في ازدياد مستمر، وإن كانت هذه النسبة قليلة مقارنة بأعدادهم؛ حيث لا تتجاوز النسبة 20% من مجموع أبناء المسلمين في بعض البلدان كما في فرنسا على سبيل المثال.
3 ساعات أسبوعياً
هناك شبه توافق بين مدارس نهاية الأسبوع في عموم فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية على كثرة الإقبال عليها من أبناء المسلمين الصغار، والانخفاض التدريجي في أعدادهم كلما كبروا، كما أن الجرعة التدريسية في هذه المدارس لا تتجاوز 3 ساعات أسبوعياً، يتعلم الطلاب في نصفها فقط مهارات اللغة العربية.
كما أن نهاية الأسبوع هو الوقت الذي يذهب فيه الأبناء لهذه المدرسة باستثناء طلبة المرحلة الابتدائية في فرنسا حيث يذهبون إليها يوم الأربعاء؛ لأنها عطلة أسبوعية لتلاميذ هذه المرحلة.
والكثافة العددية كبيرة في هذه المدارس، والمسجد هو المكان الذي يحتضن غالبية فعاليات هذه المدارس.
أما السؤال الثالث الذي تمحور حول أبرز التحديات، فقد جاءت إجابته على النحو التالي:
1- ضعف تأهيل المعلمين:
نظراً لعدم وجود كفاءات، فإن هذه المدارس لا تشترط في المعلمين الذين ينضمون إليها ضرورة الحصول على شهادة في تخصص اللغة العربية أو التربية الإسلامية، بالإضافة إلى الاختلاف الثقافي بين بيئة المدرس والبيئة الجديدة.
2- ضعف مستوى المنهج:
لأن المناهج تعطى باللغة العربية، وهذا إشكال يرى الكثيرون أنه عقبة في طريق توصيل المعلومة لأبنائهم ممن لا يجيدون العربية، بالإضافة إلى غياب مقررات تتعامل مع فقه الواقع، وعدم مواءمة ما يعطى للطلاب للواقع الذي يعيشون فيه، وهو ما يسبب انفصالاً وانفصاماً في شخصية الأبناء فيما يخص هويتهم وانتماءهم.
3- البيئة التعليمية غير مريحة:
لأنها تجور على حق الطفل في اللعب والراحة في فترة عطلته الأسبوعية.
4– تحديات أخرى:
– ضعف رواتب ومكافآت المعلمين.
– الإطار التنظيمي الذي توجد فيه المدرسة.
– ضعف المخرجات.
مقترحات علاجية
سعى السؤال الرابع إلى تقديم مقترحات لعلاج هذه التحديات، التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1– تأسيس مرجعية أوروبية تهتم باللغة العربية.
2– إنشاء مدارس حكومية ذات هوية إسلامية.
3- تحسين وتطوير الوضع القائم في هذه المدارس.