احتشد عشرات الرهبان الهندوس وعشرات الآلاف من أتباعهم، تحت مظلّة حزب «بهاراتيا جاناتا»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، لحضّ حكومته على تشييد معبد على أطلال مسجد تاريخي يعود إلى القرن السادس عشر.
وألقى قياديون هندوس خطباً ألهبت مشاعر دينية، أمام حشد تجاوز عدده 200 ألف شخص، مطالبين باتخاذ إجراء يمهّد لتشييد معبد جديد في مدينة أيوديا شمال البلاد.
وهدم غوغاء هندوس المسجد عام 1992، ما أسفر عن شغب أوقع حوالى ألفي قتيل، في واحد من أسوأ أعمال العنف الطائفي في الهند، منذ تقسيمها عام 1947.
وناشدت جماعات هندوسية وإسلامية المحكمة العليا المساعدة في تسوية الملف، لكن المحكمة طلبت مزيداً من الوقت لإصدار حكمها.
وطالب الحزب الحاكم وأحزاب وجماعات هندوسية أخرى الحكومة بإصدار أمر تنفيذي بتشييد المعبد، يتجاوز قرار المحكمة العليا.
وقال الراهب الهندوسي أفديشاناند جيري جي ماهاراج أمام الحشد: على الحكومة والمحكمة العليا إدراك أن الأمر يتعلّق بالعاطفة الدينية للهندوس الذين يتطلّعون إلى وجود معبد لورد رام الكبير في أيوديا.
ويعيد حزب “بهاراتيا جاناتا” والجماعات الهندوسية التابعة له فتح ملف أيوديا، في كل مرة مع اقتراب الانتخابات منذ 30 سنة، لإثارة توتر بين الهندوس والأقلية المسلمة التي تشكّل نحو 14% من تعداد سكان الهند (1.3 مليار نسمة).
وتأتي الدعوات إلى تشييد المعبد الجديد في أيوديا، قبل انتخابات مرتقبة بحلول مايو 2019، ويسعى مودي خلالها إلى الفوز بولاية ثانية.
وتصرّ جماعات هندوسية على أن هذه البقعة كانت موقعاً لمعبد، قبل أن يشيّد حاكم مسلم مسجداً فيها عام 1528، وقالت ميناكاشي ليكهي، وهي نائب عن “بهاراتيا جاناتا”: أتيت إلى هنا لحضور هذا التجمّع الديني، بوصفي امرأة هندوسية، لا بصفتي سياسية، إذ أعتقد أن مسألة معبد رام متصلة بعقيدة 80% من مواطني الهند.
ويرجّح معظم المحللين أن يحقق “بهاراتيا جاناتا” نتائج أقل بكثير مما حققه عام 2014، علماً أن منتقدي الحزب يتهمونه باستغلال الملفات الطائفية لحشد تأييد شعبي.