يشكل شعار القمة الافريقية ، واحدة من اهم قضايا القارة السمراء ، حيث اختير للعام الجاري “اللاجئون والعائدون والمشردون داخلياً نحو حلول دائمة للتشرد القسري في أفريقيا” ، كإحدى القضايا التي تؤرق العالم ، بما فيها القارة الافريقية التي تسجل معدلات كبيرة من اللجوء والنزوح بين قارات العالم .
من المقرر أن يتم إطلاق هذا الشعار رسميا في الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية الـ32 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الأحد بجلسة مغلقة، على أن يستمر العمل تحت هذا الشعار لمدة عام كامل، نظرا لتفاقم هذه المشكلة داخل القارة الأفريقية بشكل كبير.
اهم الجهود المبذولة في هذا الصدد
ولأهمية الموضوع عقد حوار رفيع المستوى حول الهجرة والتشرد في أفريقيا، السبت ، تحت شعار “الهجرة والنزوح في أفريقيا: معالجة الأسباب الأساسية ” ، من خلال آليات تمويل مخاطر مبتكرة ” ، تناول فيه المشاركون العديد من القضايا ذات الصلة عبر الأوراق التي تم تناولها في الحوار ، وسيقدم المغرب في هذه القمة تقريرا عن إنشاء مرصد للهجرة تابع للاتحاد الأفريقي .
وسلط الحوار الضوء على الترابط بين الهجرة والأمن الغذائي وتغير المناخ ، من خلال تبادل الخبرات المكتسبة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي .
كما أكد الحوار على أهمية الشراكات بين المؤسسات الأفريقية ومدى أهميتها في التصدي لهذه المشكلات التي تواجه القارة الافريقية ، و تجلب التكامل في مواجهة التحديات المرتبطة بأسباب الهجرة.
وبحسب تقرير على موقع الاتحاد الافريقي ، فان أسباب الهجرة تعود الى عدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن المدني والفقر ، إلا أن الآونة الأخيرة تغيرت الأسباب في تسارع الهجرة بسبب الآثار السلبية لتغير المناخ.
فبين عامي 2008 و 2015 ، شُرد ما متوسطة 26 مليون شخص سنوياً بسبب الكوارث ذات الصلة بالطقس أو الطقس. فيما شهد العام 2016 ، نزوح ما يقدر بنحو 1.1 مليون شخص بسبب المخاطر الطبيعية المفاجئة.
ولفت التقرير الى تزايد المخاوف حول حالات الجفاف والفيضانات وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة ،وتبعا لذلك من المتوقع أن تنمو الهجرة أكثر.
وستوفر عملية الإعلان والاهتمام بقضايا اللاجئين والعائدين خلال العام 2019 ، فرصة لاستكشاف وعرض الآليات المبتكرة الأفريقية التي تعالج الأسباب الكامنة وراء الهجرة ، لا سيما الكوارث الطبيعية والأحداث الجوية المتقلبة .
وتعتبر وكالة قدرة للمخاطر الأفريقية (ARC) ، إحدى هذه الآليات المبتكرة ، وهي وكالة متخصصة تابعة للاتحاد الأفريقي ، تم تأسيسها في عام 2012 لمساعدة الدول الأعضاء على التخطيط والتخطيط والاستجابة لأحداث الطقس المتطرفة والكوارث الطبيعية الأخرى ، وبالتالي حماية الغذاء.
وفي أول أربع سنوات من العمليات ، أطلقت آلية تأمين الوكالة بأكثر من 36 مليون دولار أمريكي إلى بلدان في منطقة الساحل وجنوب إفريقيا لتقديم المساعدة في الوقت المناسب لأكثر من 2.1 مليون شخص و 900،000 من الماشية المتضررة من الجفاف الشديد.
وفي محاولة لزيادة الحماية ضد الأحداث المناخية القاسية في المناطق الريفية ، أخذ بنك التنمية الأفريقي القيادة لتصميم مرفق تمويل مخاطر الكوارث في أفريقيا ، وهو برنامج سيوسع نطاق الوصول إلى مرافق نقل المخاطر الخاصة بالوكالة ، للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
حماية التعليم
كما عقد حوار رفيع المستوى حول قضايا النوع الاجتماعي والتعليم وحماية المدارس في الأوضاع الإنسانية ، بأديس أبابا الثلاثاء الماضي ، على هامش القمة الافريقية .
وشارك في الحوار الذي عقد تحت عنوان “حماية وتأمين التعليم الجيد للاجئين من الأطفال والنساء والنازحين والعائدين”، عدد من وزراء التعليم والشؤون الإنسانية بالدول الافريقية ، وممثلي مفوضية الاتحاد الافريقي .
ودعت ساره انيانق اقبور ، مفوضة التعليم والتكنلوجيا بالاتحاد الافريقي ، الى أهمية وضع السياسات التعليمية للاجئين والنازحين بمناطق الصراعات والحروب، وقالت على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز دور التعليم بالدول الافريقية إلا ان الكثير من التحديات امام توفير التعليم والمعلم بسبب الحروب والصراعات في بعض مناطق افريقيا .
ويهدف الحوار الذي يركز على موضوع القمة الافريقية الـ 32 ، الى وضع طرق لسد الثغرات في التعليم المدرسي للفتيات اللواتي يواجهن النزاع أو التهجير القسري والتحديات ذات الصلة ؛ فضلا عن تبادل الخبرات حول بيئات التعليم والتعلم لضمان استمرار الوصول إلى التعليم في مناطق النزاع المسلح والحالات الإنسانية ، بحسب موقع للاتحاد الافريقي .
حقائق وأرقام حول النزوح والتشرد واللجوء .
وفق تقارير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، والاتحاد الأفريقي ومركز الاتصالات الموحدة ، وهي منظمة موثوقة تعمل مع الأمم المتحدة ، تم إجبار 68.5 مليون شخص غير مسبوق في جميع أنحاء العالم على ترك منازلهم ، ومن بينهم ما يقرب من 25.4 مليون لاجئ ، أكثر من نصفهم دون سن الثامنة عشرة.
ونزوح 15000 شخص يوميًا داخل الدول الأفريقية ، وفقًا لتقرير مركز رصد النزوح الداخلي الجديد ، وهناك 12.6 مليون أفريقي يعيشون في حالة نزوح بحلول نهاية عام 2016.
و شهد بداية عام 2017 ، نزو ح 2.7 مليون شخص بسبب النزاع أو العنف أو الكوارث ، ولم يعبروا حدوداً دولية.
وتسبب النزاع في 75 في المائة من النزوح الجديد لأفريقيا في النصف الأول من عام 2017 ، و 70 في المائة في عام 2016. وتتواجد هذه الحالات بجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وجنوب السودان بانتظام بين البلدان الأكثر تضرراً.
قوانين واتفاقات حول موضوع القمة
تعتبر اتفاقية كمبالا لحماية ومساعدة النازحين داخليا في أفريقيا ، معاهدة تابعة للاتحاد الأفريقي تتصدى للتشرد الداخلي الناجم عن الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية ومشاريع التنمية الواسعة النطاق في أفريقيا.
وتم اعتمادها أكتوبر 2009. ووقع عليها 40 دولة العام 2016 ، فيما تم التصديق عليها من قبل 25 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي .
دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في 6 ديسمبر 2012 ، بعد 30 يومًا من تصديق الدولة الخامسة عشرة عليها.
مناشدة اممية ومساندة عربية
لم تعد قضية اللاجئين والعائدين امر افريقيا فحسب ، وانما تمثل قضية عالمية ، نظرا لما يترتب عليها على مستوى حقوق الانسان والقضايا المشتركة بين دول العالم .
وفي هذا الصدد ، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، القادة الأفارقة إلى إيلاء اهتمام خاص للاجئين.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ، موسى فكي ، في أديس أبابا امس السبت، قال غوتيريش ، إن الأفارقة بحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة.
وسلط الضوء على أهمية ضمان مسار التنمية المستدامة وحل النزاعات المتعلقة بالانتخابات بطريقة سلمية ومن خلال الحوار ، مؤكدا على أن منظمته تعمل مع الاتحاد الأفريقي من أجل تحديات النزوح واللاجئين.
وقال إن الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي يعملان معا من أجل تحديات النزوح واللاجئين .
وأضاف أن غالبية الهجرة الإفريقية تقع داخل إفريقيا ، غير أن أكبر عدد من الضحايا هو أولئك المهاجرين غير الشرعيين الذين يسافرون إلى أوروبا ودول أخرى عن طريق البحر.
وقدمت دولة قطر مبادرة سخية لإنشاء صندوق برعاية الاتحاد الإفريقي لتغطية تكاليف إجلاء المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في ليبيا إلى بلدان .
وتأتي المبادرة القطرية التي قدّمها ، أمير قطر ، تميم بن حمد آل ثاني، لإنشاء صندوق تساهم فيه قطر بمبلغ 20 مليون دولار، لعودة المهاجرين وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم ، في إطار الرؤية الداعمة للعمل الإنساني والتنموي في دول الاتحاد الإفريقي، وتخفيفا للظروف المعيشية الصعبة لهؤلاء المهاجرين”.
وتُعد ليبيا مركز انطلاق رئيسي لقوارب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.
وخلال زيارة قام بها ، موسى فكي، منتصف يناير الماضي للدوحة، أكد أن مبادرة امير قطر للتكفل بالمهاجرين الأفارقة، جاءت في الوقت المناسب، لأنها موجّهة لأناس في أمسّ الحاجة إليها .
وأوضح فكي ، أن الاتحاد الإفريقي يقدّر المبادرة القطرية التي قدّمها أمير البلاد ، من أجل مساعدة هؤلاء المهاجرين حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم؛ لافتاً أن تلك المبادرة بشكل خاص هي مبادرة إنسانية لأن الظاهرة أصبحت واضحة.