قال خبير عسكري صهيوني: إن سلاح “حماس” الجديد في مواجهة “إسرائيل” هو الطائرات المسيرة من دون طيار لمواجهة تحدي الجدار الحدودي الذي تبنيه “إسرائيل” شرق قطاع غزة للتصدي لتهديد الأنفاق الحدودية، بحيث يسعى جيش “حماس” إلى إرسال هذه الطائرات لاختراق الأجواء الإسرائيلية.
وأضاف أمير بوخبوط في تقريره بموقع “ويللا” -ترجمه موقع “عربي21”- أن هذه الطائرات المسيرة كان لها أفضلية منخفضة لدى “حماس”، لكن السنوات الأخيرة منحتها أولوية متقدمة في ظل اقتراب “إسرائيل” من انتهاء بناء الجدار الحدودي التحت أرضي، مما يدفع الجيش للاستعداد لمواجهة هذا التهديد الجديد.
وأشار إلى أنه في فبراير 2016 ظهرت أول مرة الطائرات المسيرة في أجواء غزة، لكنها لم تشعل الأضواء الحمراء في قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي؛ لأن تهديد الأنفاق كان يتصدر عناوين الأخبار، و”حماس” كانت تزيد في قدراتها العسكرية البحرية.
وأوضح أن التقديرات العسكرية الإسرائيلية اتجهت في حينه إلى أن هذه الطائرات تحمل كاميرات تصويرية، وليس معدات قتالية، لكننا اليوم بعد ثلاث سنوات ونصف سنة، نرى أن التهديد ارتفع درجات إضافية؛ لأن الاستعداد الفلسطيني لمواجهة الواقع الأمني الذي سينشأ عقب الانتهاء الإسرائيلي من إقامة الجدار الحدودي يجري على قدم وساق من خلال مواصلة عمليات التهريب، لاستكمال منظومة الطائرات المسيرة في قطاع غزة.
وزعم أن جيش “حماس” يسعى لتهريب طائرات كاملة، وبعض أجزائها، وابتداع أفكار خلاقة لاستخدامها من شبكة الإنترنت، وقد اجتهدت أجهزة الأمن الإسرائيلية لتشكيل طواقم فنية متخصصة للعمل على المعابر الإسرائيلية المؤدية لقطاع غزة، لمنع تهريب أي أجزاء من هذه الطائرات عبر طرود بريدية، فيما تنشط المنظمات الفلسطينية بعمليات التهريب عبر الطرق البرية وبوابة صلاح الدين على الحدود المصرية والمفارق المائية.
وأشار إلى أنه في عام 2018 استخدمت “حماس” الطائرات المسيرة لجمع المعلومات الأمنية لمعرفة ما يقوم به الجيش الإسرائيلي على الجانب الآخر من الحدود مع قطاع غزة، لا سيما أعمال الهندسة لاستكمال الجدار الحدودي، وفي بعض الأحيان استخدمت “حماس” الطائرات المسيرة لإرشاد المتظاهرين على طول الحدود، وكشف الطرق أمامهم، وإظهار النقاط الضعيفة على طول الحدود لتحديدها لعمليات الاقتحام البشري الجماهيري.
وأكد أن هذه الطائرات لا يزيد ثمنها على عدة آلاف من الشواكل، ويتم شراؤها عبر شبكة الإنترنت، لأنها تحولت مع مرور الوقت إلى وسيلة قتالية ضمن منظومة “حماس” العسكرية، ودخلت في حرب العقول التي تخوضها “إسرائيل” مع “حماس”.
وختم بالقول: إنه في مارس 2019 كشفت “حماس” شكلاً جديداً من عمل الطائرات المسيرة المطورة التي تخترق الأجواء الإسرائيلية ثم تعود للجانب الفلسطيني، دون إزعاج، فيما يكتفي الجنود الإسرائيليون بمشاهدتها، والتفرج عليها، وتم استخدام هذا التصوير لغرض الدعاية والحرب النفسية التي تشنها “حماس” على “إسرائيل” عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فيما انشغل الجيش بالتفكير بأساليب إسقاط هذه الطائرات عبر وسائل تكنولوجية.