– الصين تعتقل ما بين مليون وثلاثة ملايين مسلم من الأويجور بسبب دينهم
تم تدمير الحياة الدينية لجماعة الأويجور المسلمة بالكامل تقريبًا، في منطقة شينجيانج (تركستان الشرقية) الأويجورية المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال غرب الصين.
فقد تم اعتقال أو احتجاز ما بين مليون وثلاثة ملايين مسلم من الأيجور بسبب دينهم، والمراقبون الحكوميون الذين يقومون بمراقبة جماعية يبقون مجتمع الأويجور تحت المراقبة المستمرة، والآن تقف المساجد فارغة بسبب وجود الشرطة الصينية، ومنذ عام 2016 بُني العشرات من معسكرات الاعتقال وتعبئتها بالأويجور وتوسيعها، وكل من يعيش في شينجيانج ليست لديهم القدرة على أي نوع من التواصل مع عائلاتهم خارج المنطقة.
ولا يوجد سجل لعدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم أو تعرضوا للتعذيب أو تم تعقيمهم بالقوة أو قطع أعضائهم، وهذه هي الحالة القصوى لمحاولات الحكومة الصينية المستمرة لمحو ممارسة الأقليات لأديانها في جميع أنحاء البلاد.
وهذا الانتهاك لحقوق الإنسان قائم على المعتقدات الدينية، وانتهاك للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وهذا يدعونا إلى العمل، إن تاريخنا كأقلية دينية يجعلنا ندرك تمامًا التهديدات التي تواجهها مثل هذه المجموعات، ونحن نقف جنبًا إلى جنب مع من يتعرضون للاضطهاد بسبب ممارستهم لدينهم.
في الشهر الماضي، انضم مركز “RAC” إلى أعضاء مجتمع الأويجور في اجتماعات مع أعضاء الكونجرس وموظفيهم حول الأزمة المستمرة في الصين، وكانت هذه الدعوة قوية بشكل خاص لأن الأمريكيين الأويجور الذين تحدثوا إلى المشرعين الأمريكيين تعرضوا للترهيب والتهديد من قبل الحكومة الصينية، وتعرضت سلامة أسرهم في الصين للخطر، ولا يعرف الكثير من الأمريكيين الأويجور مكان أفراد أسرهم في الصين.
وفيما يقرب من 50 اجتماعًا مع أعضاء مجلس الشيوخ والممثلين والموظفين، تبادل أفراد المجتمع الأويجور قصصًا شخصية، من بين هؤلاء فيركت جودات، الذي أخبر المشرّعين ولجنة مكافحة الإرهاب قصته كما يلي:
اعتُقلت والدتي، ميناويير تويرسون، للمرة الأولى في نوفمبر 2017 لمدة 22 يومًا، وتم إرسالها إلى معسكر الاعتقال الصيني، وبعد إطلاق سراحها اضطرت إلى قطع الاتصال بنا، ولكن كان من الصعب عليها أن تعيش دون أن تسمع صوت أبنائها.
وفي 6 فبراير 2018، تركت رسالة صوتية في الدردشة الجماعية الخاصة بنا على “WeChat”، قالت: إنها ذاهبة إلى “المدرسة” مرة أخرى، وطلبت منا الدراسة والعمل بجد أكثر، وعدم القلق عليها، وقالت أيضًا: إنها لا تعرف ما إذا كان يمكنها العودة أم لا، وكنا نعلم أن العديد من أفراد عائلتي، من بينهم شقيقا والدتي الصغار، وعمتي وابنها الوحيد، وغيرهم قد تم إرسالهم بالفعل إلى المعسكرات.
اجتمعنا في الولايات المتحدة لمناقشة ما يجب القيام به، لكننا قررنا الانتظار بسبب الخوف من أن تؤذي الحكومة الصينية أفراد أسرنا أكثر إذا تحدثوا علانية وانتقدوا الحكومة الصينية بسبب أفعالها الخاطئة.
وبعد الانتظار لمدة سبعة أشهر، قررت أخيرًا أن أتحدث وأتواصل وأجتمع مع أعضاء الكونجرس والمسؤولين في وزارة الخارجية ووسائل الإعلام، وبعد إطلاق مقطع فيديو للشهادة عبر الإنترنت، تلقيت أول تهديد من الحكومة الصينية من خلال أصدقاء العائلة، قالوا: إنه إذا لم أتوقف عن انتقاد الحكومة الصينية والدفاع عن شعبي، فلن أتحدث إلى والدتي أو أراها مرة أخرى.
وفي 26 مارس 2019، التقيت بوزير الخارجية مايك بومبو أنا وثلاثة آخرين من الأويجور، وعندما نشرت وسائل الإعلام قصتنا سمعت من صديق للعائلة أن والدتي نُقلت إلى السجن، وأن عمي وعمتي نُقلا أيضًا إلى سجون في مدينة أخرى بعيدة بسبب نشاطي، لكنني ظللت أتحدث وأخيراً تلقيت مكالمة هاتفية من والدتي في 17 مايو 2019، بعد أن فقدتها لمدة 15 شهرًا و11 يومًا.
أخبرتني والدتي أثناء المكالمة الهاتفية أنها قد أطلق سراحها في يوم عيد الأم، كما تم إطلاق سراح أحد أعمامي، وقالت: “لقد تعلمت قواعد لغة الماندرين الصينية”، وطلبت مني إيقاف جميع أفعالي ضد الحكومة.
بعد ثلاثة أيام علمت أن والدتي أُفرج عنها فقط ليوم واحد وأعيدت إلى المعسكر مرة أخرى في اليوم التالي، وقد كانت تحت المراقبة عندما اتصلت بي، وقالت ما تريد منها الحكومة أن تقوله، وبعد أن تم الإبلاغ عن ذلك من قبل عدد قليل من وسائل الإعلام، تم إطلاق سراح والدتي الآن وقد “تلقت” هاتفًا من الحكومة الصينية حتى تتمكن من الاتصال بعائلتها هنا في الولايات المتحدة، لكنها لا تزال تتلقى زيارات رسمية يوميًا من الشرطة ومسؤولين حكوميين وترسل لهم تقارير عنها.
في الكونجرس، يمكن أن يشكل تشريع يسن من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي مثل قانون حقوق الإنسان للأويجور (H.R. 649 / S.178) استجابة قوية من الولايات المتحدة لهذه الأزمة، وسوف يدين التشريع علانية الإجراءات الصينية، ويشجع على استخدام العقوبات ضد الأفراد والشركات المشاركة في هذا القمع، ويوفر الموارد للمواطنين الأمريكيين الذين يقبع أفراد من أسرهم في معسكرات الاعتقال، ويمنح مكتب التحقيقات الفيدرالي سلطة أكبر للتحقيق في استخدام المراقبة من قبل الحكومة الصينية ضد الأويجور الذين يعيشون في الولايات المتحدة.
كما سيشجع التشريع الحكومة على إنشاء منصب جديد في وزارة الخارجية، هو المنسق الخاص للولايات المتحدة لشينجيانج، للإشراف على استجابة الحكومة الأمريكية الشاملة للقمع الصيني.
___________________________________
هارون تورن وزوي تيرنر – Reform Judaism