أعلنت جمعية الرحمة العالمية عن استمرارها في تنفيذ حملتها التي أطلقتها خلال شهر رمضان المبارك “حملة أطفال اليمن” التي تستهدف الأطفال المصابين بسوء التغذية تحت سن 5 سنوات، حيث يعاني هؤلاء الأطفال من سوء حاد في التغذية؛ مما تسبب في نقص شديد بالوزن ومشكلة في النمو وتدهور النسيج العضلي والدهني وانخفاض السكر في الدم، كما أنهم يعانون من العديد من الأمراض بسبب سوء التغذية الحاد ومنها التهابات الجهاز التنفسي.
وفي هذا الصدد، قال رئيس القطاع العربي في جمعية الرحمة العالمية بدر بو رحمة: إن عدد الأطفال المستفيدين من الحملة إلى الآن وصل إلى 37 ألف حالة تقريباً من إجمالي مستهدف الحملة الذي يبلغ 100 ألف طفل يمني مصاب بسوء التغذية الحاد، وبين بو رحمة أن جمعية الرحمة العالمية تقدم لكل مصاب 4 علب من المادة الغذائية التي يحتاجها الطفل المصاب بسوء التغذية، كما توفر العلاج المناسب للطفل المصاب بسوء التغذية الحاد، وتقدم الأدوية اللازمة بحسب كل حالة، خاصة أن كل حالة من الحالات تحتاج إلى محاليل ومضاد حيوي وسوائل وريدية ودواء خافض للحرارة.
وتابع بو رحمة أنه وحسب بيانات برنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من مليوني طفل يمني يعانون من سوء التغذية، فيما يموت طفل كل 10 دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يمكن أن تقي منها برامج التحصين، كما أن نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة في اليمن تعود إلى سوء التغذية، ونحو نصف أطفال اليمن يعانون من التقزم بسبب سوء التغذية الذي يؤثر في نموهم.
وأكد بو رحمة أن تفاعل أهل الكويت لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية في اليمن يجسد معاني الأخوة والإنسانية والتكافل التي حث عليها الدين الإسلامي، كما يجسد ثقافة العطاء التي يتحلى بها تجاه المنكوبين في كل دول العالم في كافة الأزمات والمحن التي يتعرضون لها، مبيناً أن مثل هذه الحملات تلامس واقع المسلمين، وتعبر عن موقف الكويت تجاه قضايا المسلمين الإنسانية، مؤكداً أن الكويت ستظل واحة العطاء الإنساني، ولذا استحقت أن تكون مركزاً للعمل الخيري والإنساني.
وأوضح بو رحمة أن الأوضاع الإنسانية في اليمن مأساوية، حيث وصفت الأمم المتحدة اليمن بأنها أسوأ مكان من الممكن أن يعيش فيه الأطفال، وأعلنت أن 75% من السكان باليمن يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، كما أن هناك قرابة ثمانية ملايين يمني يعانون من النقص الشديد في الأمن الغذائي، أي أنهم لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم القادمة، كما أن هناك أكثر من 22 مليون فرد بحاجة إلى مساعدات إنسانية؛ أي أن هناك 3 من كل 4 أشخاص يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات، ويوجد في اليمن حوالي مليون نازح يعيشون مع عائلات مضيفة أو في سكن بالإيجار أو في مخيمات نزوح مؤقتة يجمعهم كلهم صعوبة أحوال المعيشة.
وأضاف بو رحمة أن الحملات التي تقوم بها جمعية الرحمة العالمية لإغاثة الشعب اليمني الشقيق تأتي استجابة فورية وعاجلة لنداء الأخوة والواجب تجاه الأشقاء في اليمن، وتلبية احتياجاتهم التموينية والطبية وغيرها، مساندة لهم في ظل الظروف التي يمرون بها جراء الأحداث الجارية.