– خاطر: الاحتلال أنشأ آلاف القبور الوهمية تحت وفوق الأرض ويبيع القبر الواحد للمستوطنين بــ25 ألف دولار
– الخواجا: الاحتلال استولى على 90% من أراضي الأوقاف في القدس
تبتكر سلطات الاحتلال الصهيوني أساليب متعددة للاستيلاء على الأرض الفلسطينية، وأكثرها خطورة ما كشفت عنه مؤسسات فلسطينية عن قيام الاحتلال بإقامة قبور وهمية في أحياء مدينة القدس المحتلة وفي محيط المسجد الأقصى المبارك، بهدف الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية، وقطع التواصل الجغرافي بين البلدات الفلسطينية في القدس، وذلك ضمن الحرب التهويدية الشاملة التي تتعرض لها مدينة القدس، وتغيير ملامحها العربية والإسلامية.
القبور الوهمية زرعتها سلطات الاحتلال في كل منطقة بمدينة القدس، بل وقامت بتجريف المناطق الأثرية والتاريخية الفلسطينية بهدف إقامة تلك القبور، وابتكر الاحتلال القبور الوهمية المكونة من عدة طبقات تحت الأرض، للقيام بحفريات تحت وفي محيط الأقصى والأحياء العربية بهدف تبرير هذه الجريمة البشعة.
وسن الاحتلال أكثر من 81 قانوناً، وذلك لتبرير عدوانه وانتهاكاته الخطيرة لحقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته، التي تتعرض لعملية تزوير وطمس ممنهجة في ظل صمت المجتمع الدولي على الجرائم التي ترتكب بحق مدينة القدس باعتبارها منطقة مقدسة، وتقع تحت احتلال يسارع الوقت من أجل الاستيلاء على كل ما هو مقدس فيها.
الانتهاء من بناء مقبرة وهمية
ويستعد الاحتلال لافتتاح مقبرة وهمية ضخمة تضم 25 قبراً خلال الأيام القادمة مصنوع من “البوليسترين”، وقد بنيت تلك المقبرة على أراضي قرية دير ياسين الواقعة غربي القدس المحتلة، التي أقيمت على أنقاضها مستوطنة “جفعات شاؤول”، وهذه المقبرة الوهمية بلغت تكلفتها 55 مليون دولار ومكونة من أربعة طوابق من القبور الوهمية.
وتلك القبور الوهمية يتم كتابة أسماء عبرية عليها لأشخاص صهاينة لا علاقة لهم بالوجود في فلسطين المحتلة، بل هي عملية تزوير واضحة لتاريخ وحضارة القدس الإسلامية.
خطورة المقابر الوهمية وأهدافها
ويقول مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لـ”المجتمع”: إن الاحتلال أقام أكثر من 70 ألف قبر وهمي في منطقة جبل الزيتون في القدس، على مساحة أكثر من 400 دونم، التي تعرضت لعملية تهويد شاملة، ويقوم ببيع القبر الواحد للمستوطنين الراغبين في شراء هذا القبر بنحو 25 ألف دولار، ومعظم من يشتري هذه القبور هم من الصهاينة الذي يعيشون خارج فلسطين لتخليد موتاهم، والبعض الآخر ممن يستوطنون داخل فلسطين المحتلة، وهذه المقابر خالية بالتأكيد من الموتى، وهناك مقابر يتم دفن المستوطنين فيها، والشواهد والأمثلة على ذلك كثيرة.
وأشار خاطر إلى أن الاحتلال قضم معظم الأراضي الواقعة في محيط الأقصى والأحياء العربية، من خلال أسلوبه في استخدام طريقة القبور الوهمية، وبعضها مكون من عدة طبقات، بهدف تخريب تاريخ مدينة القدس، ويستخدم هذه القبور الوهمية كأداة سياسية، بهدف تعميق الاحتلال، وإحاطة الأقصى والقدس برموز وهمية غير موجودة في التاريخ.
وأكد خاطر أنه لأول مرة في التاريخ تقام قبور وهمية من عدة طبقات تحت الأرض ومنظمة بشكل كبير، مؤكداً أن المقابر الوهمية باتت تغزو كل مكان في القدس، وأصبح هناك طوفان من المقابر الوهمية ضمن عملية التهويد التي تتزامن مع حرب استيطانية شرسة، والاستيلاء يومياً على عقارات ومنازل الفلسطينيين في مدينة القدس، وإتاحة المجال بشكل مستمر للمستوطنين لاستباحة الأقصى، حيث شهد هذا العام أكبر عدد لاقتحامات الأقصى منذ احتلال مدينة القدس عام 1967م.
أراضي الأوقاف
من جانبه، قال الخبير في مجال الاستيطان صلاح الخواجا لـ”المجتمع”: المقابر الوهمية حلقة من حلقات التهويد في القدس، والاحتلال استولى على 90% من أراضي الأوقاف، والاحتلال قطع التواصل بين البلدات والقرى الفلسطينية بفعل الاستيطان والمقابر الوهمية التي استخدمت كأداة للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
ولفت الخواجا إلى أن أحياء المغاربة وأحياء كثيرة في القدس تم الاستيلاء عليها، حيث أقام الاحتلال 5 بؤر استيطانية في سلوان، مشيراً إلى أن الاحتلال يعمل على عزل الأقصى كذلك عن بقية الأراضي والأحياء في القدس بهدف تهويدها بالكامل وإحكام السيطرة الصهيونية عليها.