قذائف هاون وصواريخ هندية حولت المنازل والمدارس والمباني في قرى “جورا” و”شاهكوت” و”نوسهري” بولاية آزاد جامو وكشمير؛ الشطر الباكستاني من الإقليم، إلى ركام وأنقاض.
مشاهد دمار خلفت الموت والذعر، وجعلت حياة سكان القرى بالولاية أكثر صعوبة، فيما لا يزال الخوف يكبّل تحركاتهم اليومية منذ الهجوم الدامي الذي استهدفهم في 20 أكتوبر الماضي، وأسفر عن خسائر مادية ومعنوية كبيرة في المنطقة.
ففي “جورا” التي يقطنها 20 ألف مواطن، قتل 7 أشخاص بينهم 6 مدنيين، ودُمر 4 آلاف مبنى أحدهم كان يستخدم من قبل المدرسة الموجودة بالمنطقة، كما تضررت العديد من البنايات جراء الهجوم الذي شنته الهند على المنطقة.
وقال مير عبدالراشد، رئيس منظمة الباعة والحرفيين في “جورا”، وهو أحد الذين تهدمت منازلهم جراء الهجوم، بحسب “الأناضول”: إن المنزل كان ميراث العائلة ويتقاسمه مع أخويْه.
وأضاف أن أحد إخوته قام باستئجار نصيبه من المنزل للمدرسة، بينما استأجر الثاني الجزء الخاص به لأحد الباعة، وقد لقي الأخير حتفه جراء الهجوم.
وأشار إلى أن الشخص الذي فقد حياته بالمنزل هو من إقليم بلوشستان لكنه يعيش في آزاد جامو وكشمير منذ 20 عاماً.
مير امتياز؛ هو أيضاً من بين المتضررين، حيث دمر الهجوم منزله بالكامل، حيث كان يعيش فيه مع زوجته وأطفاله الخمسة.
وقال امتياز: إن ظروفه المادية لا تسمح له بشراء منزل جديد، مشيراً إلى أنه يكسب قوت يومه بصعوبة من العمل في السوق.
استهداف مدرسة
لم تقتصر أضرار الهجمات الهندية على المنازل وأماكن العمل فحسب، بل طالت أيضاً مبنى مدرسة تضم 400 طالب.
ومبنى المدرسة استأجرته حكومة آزاد جامو وكشمير بانتظار استكمال أشغال إنشاء المبنى الأساسي للمدرسة، إلا أن الهجوم الهندي أدى إلى انهيار المبنى تماماً.
وقال هواجا مانشا، أحد المعلمين بالمدرسة: إن الهجوم وقع في المساء بينما لم يكن أحد في المدرسة، الأمر الذي حال دون وقوع خسائر في الأرواح، إلا أن السجلات والمستندات والأدوات التعليمية أصبحت غير قابلة للاستخدام مرة أخرى جراء الهجوم.
وأصابت قذائف الهاون الهندية مركز التجارة بالمدينة، مما أدى لحدوث أضرار كبيرة في العديد من الدكاكين الموجودة بمنطقة الهجوم، إضافة إلى تضرر أحد الفروع البنكية.
وقال بيرزاده قاسم شاه، صاحب محل لبيع الأثاث تضرر جراء الهجوم: إنه فقد تجارته بقيمة 5 ملايين روبية باكستانية (حوالي 32 ألف دولار) لافتاً إلى أنه لن يتمكن من تأسيس عمله مرة أخرى.
وأسفر الهجوم الهندي قبل أسبوعين على البلدات الثلاث إلى تهدم 165 منزلاً، و38 مقر عمل، و3 مدارس إضافة إلى تضرر 15 سيارة.
وقال راجا محمود شاهد، والي منطقة نيلوم: إن الحكومة ستقدم دعماً بقيمة مليون روبية باكستانية لأسر الضحايا، و500 ألف روبية للمصابين.
وأشار شاهد عيان إلى أن سكان المنطقة أنشؤوا مخابئ للاحتماء من الهجمات الهندية، كما أنشأت الحكومة أيضاً مخابئ يمكن السكان من الاحتماء بها بشكل جماعي، مضيفاً أنه تم إنشاء 20 مخبأ حتى الآن.
وسقطت قذائف الهاون الهندية أيضاً على موقع إنشاء محطة نيلوم-بيلوم الهيدروكهربائية.
كما تضررت نقطة للشرطة بالمنطقة إضافة إلى موقع إنشاء السد، وتم نقل المهندسين الصينيين بالموقع إلى أماكن أكثر أمناً.
الهجوم الثاني على آزاد كشمير
وهجوم 20 أكتوبر يعتبر الثاني من نوعه الذي تشنه الهند هذا العام على الولاية الخاضعة للسيطرة الباكستانية بحجة استهداف التنظيمات الإرهابية.
ففي 14 فبراير الماضي، استهدفت قافلة أمنية هندية بهجوم في مقاطعة “بولواما” في كشمير، أسفرت عن مقتل 40 من قوات الأمن، وألقت نيودلهي باللوم على باكستان التي نفت أي دور لها في الهجوم.
ومنذ الشهر المذكور، وحتى الآن، وصل عدد انتهاكات وقف إطلاق النار التي ارتكبها الجيش الهندي باستهداف المناطق الخاضعة للسيطرة الباكستانية، 2229 انتهاكاً.
وطبقاً لمصادر باكستانية، قُتل 42 مدنياً وأُصيب 169 شخصاً جراء الهجمات التي شنتها الهند، فيما قُتل 60 جندياً هندياً نتيجة رد القوات الباكستانية على تلك الهجمات.