دعا وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح المتعافين من عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) إلى التبرع بالدم بغية الاستفادة من البلازما المناعية التي ثبت إيجابيتها في علاج المصابين بالمرض.
وقال وزير الصحة في تغريدة بثها عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إنه ثبت طبيا إيجابية استخدام بلازما دم المتعافين من الإصابة بفيروس كورونا في علاج المصابين بالمرض لذا “نطلب من جميع المتشافين المبادرة بالتبرع بالدم”.
و”يسهم نقل بلازما الشخص المتعافي من (الفيروس) إلى مرضى يعانون من المرض في تزويدهم بالمناعة” بحسب مديرة إدارة خدمات نقل الدم في بنك الدم الدكتورة ريم الرضوان.
وقالت الرضوان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس الأول إن “جسم الشخص المصاب عندما يواجه الفيروس يبدأ في تكوين أجسام مضادة للتغلب عليه” موضحة أن “المتبرع الواحد يسهم في علاج ثلاثة مرضى”.
وأفادت أن “الأجسام المضادة في بلازما دم المريض المتعافي تبقى على مستوى عال ثلاثة أسابيع ثم تميل إلى الانخفاض لذا يتم تحديد جدول زمني لكل متبرع على حدة” علما بأن “عملية التبرع من الشخص المتعافي بعد انتهاء العلاج وفترة الحظر المنزلي وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية”.
وقبل أسابيع كانت صحيفة التلغراف البريطانية قد كشفت أن تقنية معالجة مرضى كورونا بدم المتعافين منه ستُعتمد في مستشفيات خدمة الصحة الوطنية “في المستقبل القريب جدًا”، وفي المستشفيات الأمريكية كذلك واليوم أعلن وزير الصحة د. باسل الصباح عن قرب اعتماد هذه التقنية في الكويت كما كان بنك الدم الكويتي نظم قبل أيام حملة للتبرع بالدم بهدف توفير مخزون جيد من البلازما لاستخدامها ضمن جهود وزارة الصحة في علاج بمصابي “كورونا”.
يأتي ذلك بعد أيام من موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على خطوة مماثلة في أمريكا، حيث يمكن للأطباء الآن إجراء عمليات نقل “البلازما المتعافية” للمرضى الذين يعانون من عدوى كوفيد-19 بشكل خطير.
ويعتمد هذا النهج، الذي استُخدم سابقا في جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، على أن دم المرضى المتعافين يحتوي على أجسام مضادة يمكنها محاربة الفيروس.
ويتسابق الوزراء البريطانيون حاليًا للحصول على 3.5 مليون عدة اختبار من شأنها تحديد إن كان دم المتعافين يحتوي (على نحو فردي) على أجسام مضادة للفيروس التاجي.
وقال الدكتور جايل موفلين، المدير الطبي لقسم الدم وزراعة الأعضاء التابع لخدمة الصحة الوطنية ببريطانيا واستشاري أمراض الدم، إن المملكة المتحدة تخطط لبدء “توفير البلازما من الأشخاص المتعافين إلى المستشفيات علاجا لـ كوفيد 19 في المستقبل القريب جدًا”.
ونوقشت هذه الخطوة في مكالمة فيديو لكبار المسؤولين البريطانيين. وكان قد دعا الخبراء بريطانيا إلى بدء استخدام هذا العلاج بعد تقارير عن التجارب في الصين الشهر الماضي.
وكان البروفيسور لورانس يونغ، عالم الفيروسات في كلية طب واريك، قد صرح في فبراير/شباط الماضي أنه “ينبغي أن ننظر بالتأكيد في استخدام البلازما المتعافية من المرضى الذين تم شفائهم في المملكة المتحدة”.
وقالت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية “لقد عملنا مع خدمة الدم الوطنية تحسبًا لهذه القضية، واتفقنا على هذا الإجراء في أوائل مارس الجاري. وهذا يعني أن مرضى كوفيد-19 يستطيعون تلقي البلازما من المرضى المتعافين”.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الأسبوع الماضي “من الممكن أن تكون البلازما المتعافية التي تحتوي على أجسام مضادة فعالة ضد العدوى… على الرغم من أن البلازما المتعافية لم تظهر فعاليتها في كل مرض تم دراسته”.
وأضافت أنها ستعطي الموافقة على التجارب الفردية للعلاج قبل التوصل إلى قرار بشأن “إعطاء بلازما النقاهة بشكل روتيني للمرضى المصابين بـ”كوفيد-19”.
وتابعت أنه نظراً “إلى الموقف الطارئ للصحة العامة”، فإنه يمكن للأطباء التقدم بطلب لاستخدام البلازما لعلاج المرضى الذين يعانون من “عدوى كوفيد-19 بشكل خطير أو على نحو يهدد الحياة بشكل آني”.
وخلال جائحة الإنفلونزا الإسبانية، استخدم الأطباء مصل الدم من مرضى الأنفلونزا المتعافين لعلاج من لم يزل يعاني المرض، وفي كثير من الحالات تعافى المرضى بالفعل.
البلازما والمصل هما جزءان سائلان واضحان في الدم، وكلاهما يحتوي على أجسام مضادة، ولكن البلازما تحتوي أيضًا على بعض البروتينات المفيدة الأخرى التي يفتقر إليها المصل.
واستخدمت تقنية نقل البلازما تجريبيًا لعلاج أعداد صغيرة من الأشخاص خلال اندلاع مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في عامي 2002 و2003.