شن علمانيون ويساريون مصريون حملة نقد عنيفة ضد موقع “فيسبوك” عقب تعيينه أول عربية ضمن 20 شخصية دولية لمراجعة محتوى الموقع، بدعوى أن توكل كرمان تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ودعا بعضهم لمقاطعة الموقع لهذا السبب.
حيث تصاعدت الحملة التي يقودها نشطاء ومحامون على مواقع التواصل ضد قرار إدارة “فيسبوك” تعيين الناشطة اليمنية في حقوق الإنسان توكل كرمان، والحائزة على جائزة “نوبل للسلام” عام 2011، في مجلس الإشراف العالمي على محتوى ما ينشر على منصتي “فيسبوك” و”إنستجرام”.
وبعث المحامي طارق العوضي بـ”تحذير” إلى إدارة “فيسبوك”، معترضاً على تعيين توكل كرمان، رغم توجهاتها السياسية التي تتعارض أساساً مع سياسات “فيسبوك”، بحسب قوله، ويدعو المصريين لغلق صفحاتهم على “فيسبوك” لمدة ساعة اعتباراً من السبت 9 مايو الساعة السادسة مساءً “كرسالة رفض وتحذير أولى لإدارة “فيسبوك” ودعوة إلى إعادة دراسة مثل هذا القرار”.
ووصف معارضون آخرون تعيين كرمان بأنه يعني تعيين محكمة عليا للمحتوى “الفيسبوكي” تضم توكل كرمان التي تنتمي لجماعة الإخوان.
وكتب الطبيب هاني راجي يقول معترضاً: هذا معناه إعطاء إشراف على “فيسبوك” مصر للإخوان مباشرةً، هي عدوة صريحة لأنظمة سياسية من مصر للسعودية للإمارات، إما سيتم حذفها من اللجنة أو مصير “فيسبوك” سيكون إغلاقاً!
بالمقابل، دعا يمنيون وعرب للاحتفاء بتولي كرمان بعيداً عن الانتماءات السياسية باعتبار أنها العربية الوحيدة بين 20 اختارهم مارك “فيسبوك” للمجلس العالمي.
وقال نشطاء: إن هذا رفض “عنصري” من جانب بعض أصحاب التوجهات السياسية المعارضة للإخوان، بينما لو تم تعيين يساري أو علماني سوف يحتفون به.
وكتبت كرمان على صفحتها في “فيسبوك”: “يسعدني الانضمام إلى مجلس الإشراف العالمي لمحتوى “فيسبوك” و”إنستجرام”، الذي لم يعد احتكار الحكومات لوسائل الإعلام والمعلومات ممكناً بفضل منصات التواصل الاجتماعي”.
ووصفت هدف انضمامها إلى مجلس “فيسبوك” بأنه “للمساعدة في حماية أصوات الناس والدفاع عن حرية التعبير”، مؤكدة: “سنعمل بكل استقلالية وشفافية ووضوح للفصل في قضايا المحتوى على المنصتين، واتخاذ قرارات ملزمة بشأن ما ينشر وما الذي يجب ألا ينشر فيهما، مع مراعاة حرية التعبير ومبادئ حقوق الإنسان”.
أعضاء المحكمة العليا لـ”فيسبوك”
وتضم هذه “المحكمة العليا” المستقلة الخاصة 20 عضواً، منهم كرمان، وهي مخولة اتخاذ قرارات ملزمة بشأن المحتوى الذي يسمح به أو ينبغي إزالته على “فيسبوك” و”إنستجرام”، واتخاذ قرارات نهائية بشأن المنشورات التي قد تقحم “فيسبوك” في جدل حول الرقابة أو التضليل الإعلامي أو حرية التعبير.
ومن الأعضاء العشرين للمجلس الذين أُعلنت أسماؤهم من بلدان مختلفة ومن ضمنهم رجال قانون وناشطون في مجال حقوق الإنسان وصحفيون وحائزون على جائزة “نوبل للسلام” إضافة إلى رئيس وزراء دنماركي سابق.
منهن من النساء الناشطة النسوية اليمنية الحائزة على جائزة “نوبل للسلام” العام 2011 توكل كرمان، ورئيسة الوزراء الدنماركية السابقة ورئيسة منظمة “سايف ذي تشيلدرن” سابقاً هيبخ ثورنينغ شميد.
ووصف برنت هاريس، مدير السياسة العامة في “فيسبوك”، إنشاء هذا المجلس بأنه “بداية تغيير جذري في الطريقة التي ستتخذ فيها بعض أصعب قرارات المحتوى على الموقع”.
وأوضح هاريس أن مؤسس “فيسبوك” مارك زاكربيرغ اقترح تشكيل هذا المجلس في العام 2018، وقد أنشأ عملاق الإنترنت الذي يتخذ في كاليفورنيا مقراً له، مؤسسة لتمويله تعمل ككيان مستقل.