أصدرت وزارة الصحة التركية تعميماً جديداً إلى عموم البلاد، يتضمن تدابير إضافية للحد من تفشي فيروس (كوفيد 19) “كورونا”، وشدد التعميم على ضرورة تكثيف جولات المراقبة على المحلات التجارية والأماكن العامة.
وبموجب التعميم تم حظر الفعاليات في المطاعم والأماكن المشابهة بعد الساعة الثانية عشر ليلاً، وتم منع سائقي الحافلات الصغيرة من أخذ ركاب أكثر من عدد المقاعد الموجودة في حافلاتهم، إلى جانب العديد من التدابير الاحترازية.
جاء ذلك بعد أن عادت الأرقام اليومية لعدد الوفيات والمصابين للارتفاع بشكل كبير، الأمر الذي اعتبره وزير الصحة فخر الدين قوجا “ذروة الموجة الثانية” من انتشار الفيروس، واعتبر مراقبون التعميم بانه تشديد للإجراءات الوقائية ومقدمة لعودة تدريجية وحذرة للإغلاق، الذي خرجت منه تركيا أوائل يونيو الماضي، بعد أن تراجعت أعداد الوفيات اليومية إلى أقل من 18، والإصابات إلى أقل من 900 يومياً خلال الشهر الماضي.
دعوات متصاعدة للالتزام
وبناء على تراجع أعداد الإصابات في الفترة الماضية تم فتح الاقتصاد، ورفعت القيود التي كانت مفروضة على أنشطة عطلات نهاية الأسبوع وعلى بعض الفئات العمرية، ولكن مع ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات مجدداً بدأت الحكومة بإعادة فرض الإغلاق تدريجياً وتشديد الرقابة والمتابعة على تطبيق الإجراءات الوقائية في عموم البلاد.
حيث عادت الأرقام للارتفاع تدريجياً، وأعلنت وزارة الصحة التركية، أمس الأربعاء عن تسجيل 1673 حالة إصابة جديدة، خلال الـ24 ساعة الماضية، من أصل 111193 فحص.
وقالت الوزارة في بيان: “تم تسجيل 1673 حالة جديدة مصابة بالفيروس، لترتفع الحصيلة إلى 284 ألفا و943 حالة.
وكشفت أن حالات الوفاة في تركيا ارتفعت إلى 55 حالة، لتبلغ الحصيلة النهائية 6 آلاف و837 حالة، لافتةً إلى أن حالات الشفاء ارتفعت 943 لتصل إلى 254 ألفا و188 حالة.
هذا الارتفاع دفع الجهات الرسمية التركية للتحذير من مخاطر الموجة الثانية، وسط دعوات متصاعدة للالتزام بالإجراءات الوقائية وعودة تدريجية للإغلاق.
وقال وزير الصحة التركي: إن البلاد تشهد ذروة ثانية لتفشي فيروس كورونا بسبب ما وصفه بـ”الإهمال” في حفلات الزفاف وغيرها من المناسبات الاجتماعية، وقال الوزير في تصريحات أدلى بها بعد اجتماعه مع الفريق العلمي المكلف بمتابعة الوباء، إن العاصمة أنقرة شهدت أعلى معدل زيادة في حالات الإصابة بالفيروس في الآونة الأخيرة، إذ وصلت الإصابات إلى ضعف عدد الحالات التي شهدتها إسطنبول التي كانت في السابق بؤرة تفشي الوباء في تركيا.
وأضاف: إن فرض إجراءات العزل العام لكبح تفشي الفيروس ليس على جدول أعمال الحكومة في الوقت الراهن.
من جهتها تراجعت وزارة التعليم التركية عن قرارها القاضي بفتح المدارس، بعد أن كان وزيرها ضياء سلجوق، أعلن الشهر الماضي أن المدارس، ومعظمها مغلق منذ مارس الماضي، ستبدأ في فتح أبوابها اعتبارا من 21 سبتمبر الجاري.
إجراءات احترازية مشددة
التطورات الجديدة دفعت الحكومة التركية إلى إصدار مجموعة قرارات لتشديد الاجراءات الاحترازية خلال اليومين الماضيين، شملت عقوبة السجن لكل من تثبت إصابته بالفيروس، ولا يمتثل لإجراءات الحجر الصحي.
وقالت وزارة العدل التركية، في حسابها على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”: إن كل من تثبت إصابته بالفيروس، ولا يمتثل لإجراءات الحجر الصحي، يعتبر فعله جريمة يعاقب عليها القانون التركي.
وأضافت: عدم امتثال الشخص المصاب بالفيروس للحجر الصحي، يشكل تهديداً لصحة المواطنين، ووفق المادة 195 من قانون العقوبات التركي، فإن الشخص يعاقب بالسجن من شهرين إلى سنة كل من لم يمتثل للإجراءات الوقائية.
وأشارت إلى أن الأشخاص المثبتة إصابتهم، ويقاومون عُمال الرعاية الصحية، فإن عقوبتهم ستكون بالمثل، أي السجن من شهرين إلى سنة.
وأصدرت وزارة الداخلية التركية، تعميماً لجميع الولايات، شددت فيه على ضرورة ارتداء الكمامات في جميع الأماكن العامة والخاصة، باستثناء المنازل بموجب توصيات المجلس العلمي، وتعليمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفرضت الوزارة في وقت سابق على المخالفين لارتداء الكمامة غرامة مالية قدرها 900 ليرة تركية.
ونص التعميم على تخفيض عدد الأشخاص في وسائل النقل العام، مع المحافظة على المسافة الاجتماعية، وقال والي مدينة إسطنبول، علي يرلى قايا في بيان، إنه لن يسمح بامتلاء المقاعد الرباعية المقابلة لبعضها في حافلات النقل العام، وسيتم السماح بملء مقعدين فقط، مؤكداً أنه سيتم السماح بالجلوس على المقاعد في جميع وسائل النقل بنسبة تصل إلى 50 في المئة.
جدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال إن بلاده ستخرج من جائحة كورونا باقتصاد أقوى، ودعا الأتراك إلى اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية.
وأضاف في كلمة له الاثنين الماضي: تركيا تبلغ أهدافها اعتمادا على انتهاء معركتها مع فيروس كورونا بنجاح، وأكد على أن بلاده بمقدورها الاستفادة من تغير الاقتصاد العالمي بسبب الجائحة.