– بن نصر: خطاب ماكرون حيرة ومحاولة تحويل للوجهة
– النوري: الإسلام يخوض صراعاً مستميتاً منذ عقود طويلة ضد الاحتلال والهيمنة
– علي: الإسلام أيّها “الماكرون” ارتطمت على صخوره إمبراطوريات فتحطمت وتلاشت
– العوني: ماكرون الفرنسي يعمل على تنفيذ أجندة صهيونية
تتواصل ردود الفعل السياسية والثقافية وعلى مستوى المجتمع المدني في تونس على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ذكر فيها أن “الإسلام في أزمة”، وانتقد بعض المظاهر والسلوكيات كعدم المصافحة للنساء، وعدم مشاركة الرجال والنساء في حمامات السباحة، فضلاً عن اللباس المحتشم بما في ذلك الحجاب وليس النقاب، وأعلن عن سن قانون يمنع ذلك في الإدارات العامة دون التطرق لعادات اليهود كعدم العمل يوم السبت، أو امتناع بعض الطوائف الدينية عن التبرع بالدم أو قبوله عند الحاجة إليه أثناء العملات الجراحية، أو امتناع بعض الطوائف النصرانية أيضاً وغيرها عن حلق الشعر وتقليم الأظافر، وتعذيب الجسد بالآلات الحديدية، والامتناع عن الاغتسال، وغيرها من السلوكيات الغريبة، التي يصنفونها في خانة حقوق الإنسان، ويغلقون تلك الخانة عندما يتعلق الأمر بالإسلام.
خطاب حيرة
وقال الباحث في المجال الثقافي، محمد بن نصر، في منشور له على “فيسبوك:” أعتبر خطاب ماكرون خطاب حيرة وتحويلاً فاشلاً للوجهة، خطاب حيرة أمام تحولات في العمق تشهدها المجتمعات الأوروبية عامة والمجتمع الفرنسي خاصة، حيث إن الوجود الإسلامي في هذه المجتمعات لم يعد وجوداً طارئاً، وإنما أصبح مكوّناً أساسياً من مكونات هذا المجتمع.
وتابع: لم تعد تنفع معه هذه الخطابات العمودية العدمية، خطابات تتناقض مع واقع أفقي، ثري بتفاعلاته وتحولاته، ويكفي أن نرى مواقف الفئات الشبابية من هذا النوع من الخطابات لنعرف درجة الهوة التي تفصلها عنها (كان اتحاد الطلبة الفرنسيين قد احتج واستهجن رفض بعض النواب الاستماع لرئيسة الاتحاد لأنها مسلمة محجبة).
وأردف: محاولة فاشلة لتحويل الوجهة، فماكرون يمر بأزمات حادة داخل حزبه ناتجة عن فشل سياساته على المستوى الوطني، ومن الخطأ اختزال الوضع الوبائي في المجال الصحي، فمآلاته عل المستوى الاقتصادي والقيمي ستنتج عنها تحولات في العمق.
وبيّن أن استعداء الإسلام والمسلمين من الطرق التي يُلتجأ إليها عندما تحتد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ولكن هذه المرة جاءت بشكل مفضوح ومُسقط، ولذلك لن تكون قادرة على التعمية على المشكلات الحقيقية التي تعيشها فرنسا.
وأشار إلى أن ذلك لا يعفي المسلمين من التصدي بحكمة وجرأة ومعالجة كل الثغرات التي تُستغل بذكاء ضدهم، فهم يعرفون أنهم تحت مجهر يشتغل على مدار الساعة، ولكن يعرفون أيضاً أن احترام القوانين هي المظلة الوحيدة التي تحميهم، إنها معركة صراع إرادات طويلة المدى.
الإسلام يخوض معركة ضد الاحتلال
وأوضح الباحث الاقتصادي د. محمد النوري، لـ”المجتمع”، أن الإسلام لا يعيش أزمة كما زعم مانويل ماكرون، بل يخوض صراعاً مستميتاً منذ عقود طويلة ضد الاستعمار الذي ورثه أجداد ماكرون ووكلاء الاستعمار في العالمين العربي والإسلامي الذين لولا دعم وتمويل ماكرون وحلفاؤه لما استمر حكمهم ساعة من الزمن مثل الانقلابين والسفاحين والمجرمين والمطبّعين الخونة (..)، حسب قوله.
وأشار إلى أن الأزمة الحقيقية هي التي تنخر جسم الغرب، فهناك أزمة أخلاقية قيمية بشهادة العقلاء، أزمة الديمقراطية الزائفة التي بان خورها في العديد من أرجاء العالم، إلى أزمة اقتصادية خانقة بدأت منذ عام 2008 ولا تزال متواصلة ولَم تزدها جائحة “كوفيد 19” إلا استفحالاً؛ مما جعل أصواتاً عديدة في الغرب تدعو إلى الاستنجاد بأدوات التمويل الإسلامي.
وزاد الأزمة الحقيقية هي تلك التي تشهدها فرنسا الاستعمارية التي تخسر يوماً بعد يوم على كافة الصعد الثقافية والعسكرية والاقتصادية في أفريقيا والشرق الأوسط مقابل الزحف الصيني والتقدم الروسي.
وختم قائلاً: الأزمة الحقيقية هي التي خاضتها فرنسا في ليبيا بدعمها للعميل حفتر وهزيمتها أمام القوة التركية الصاعدة، وكل ذلك يؤكد أن الأزمة الحقيقية يعيشها ماكرون لا الإسلام.
أزمة فرنسا
وكتبت المحامية المعروفة والناشطة المثيرة للجدل، ليلى بن الحاج علي، على صفحتها على “فيسبوك”: فرنسا تدرك جيّداً أن حجمها يتقلّص، وأن مواردها المتأتية من بلاد القارة الأفريقية تنتظر بعض أنفاس إسلامية، ترتبط بمفهوم الجهاد تحديداً، وأن غريمتها تركيا التي تسعى إلى استرجاع “عثمانيتها” ستعتمد أساساً على الوازع الديني (الإسلام) حتى توحّد الصفوف؛ لذا فالطبطبة على النفس ستكون بواسطة ضرب العامل المهدّد لكيانها؛ وهو الإسلام، ثم الجهاد، فماكرون تحدث عن الإسلام كأنه يتحدّث عن اقتصاد ما أو حزب ما أو نظام سياسي ما أو دولة ما أو علاقات دبلوماسية ما أو إحدى بورصات العالم!
وتابعت: الإسلام أيّها “الماكرون” ارتطمت على صخوره حضارات وإمبراطوريات وممالك ودول فتحطمت وتلاشت!
أجندة صهيونية
الناشط السياسي، رفيق العوني، قال لـ”المجتمع”: لم أستغرب مما صرح به الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون؛ لأن هذا الرئيس يعمل على تنفيذ أجندة صهيونية كانت وراء فوزه بمنصب رئاسة الجمهورية الفرنسية، وهو زوج بريجيت التي تكبره بـ25 عاماً وهي يهودية الأصل، تنحدر من عائلة راشفيلد اليهودي مالك “البنك الدولي”، وهي التي دعمته أيضاً في الوصول إلى الحكم.