– النمروش: معلومات وردت باحتمال هجوم حفتر على مدن بني وليد وترهونة وغريان
– الجيش الليبي: تحركات “مشبوهة جداً” لمليشيات حفتر في سرت
– العمامي: إشعال فتيل مواجهة جديدة في المنطقة خيار حفتر المفضل في هذه المرحلة
تشهد الساحة الليبية مؤشرات على وجود احتمال قيام اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمغامرة عسكرية جديدة، قد تؤدي إلى نسف المسار السياسي الذي بدأت بوادره بالظهور، بعد الإعلان عن تفاهمات “بوزنيقة 2″، بين وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة، التي جاءت بدعم دولي بحثاً عن حل سياسي سلمي للأزمة الليبية.
وكانت قوات الانقلابي حفتر بدأت هجوماً للسيطرة على العاصمة طرابلس، وحققت بعض التقدم، في 9 أبريل 2019، لكن قوات حكومة الوفاق الشرعية التي يعترف بها المجتمع الدولي أطلقت عملية “عاصفة السلام” بدعم تركي، وسيطرت على الشريط الساحلي الممتد من العاصمة طرابلس حتى الحدود التونسية.
كما سيطرت على قاعدة “الوطية الجوية” غربي طرابلس، التي كانت آخر تمركز عسكري مهم لحفتر في الغرب الليبي، ثم سيطرت على مدينة ترهونة جنوب شرقي طرابلس، وهدأت بعدها المعارك بين الطرفين على مشارف مدينة سرت الإستراتيجية، لتتدخل أطراف دولية عديدة في مسعى لتحقيق السلام الذي افتقدته ليبيا، منذ عام 2014، بعد تشكيل حفتر جيشاً من المرتزقة سيطر من خلاله على مدينة بنغازي والمناطق الشرقية من ليبيا، ما تسبب بانقسام البلاد.
“الوفاق” تعلن التأهب
وقد أعلنت حكومة الوفاق رفع جاهزية قواتها لأقصى درجة، تخوفاً من هجوم محتمل لقوات حفتر، ونشرت غرفة عمليات “بركان الغضب” التابعة لها، عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مساء الخميس الماضي، صورة عن برقية موجهة إلى رئاسة الأركان العامة من قبل وزير الدفاع، صلاح الدين النمروش.
وتضمنت البرقية أنه “وردت معلومات باحتمال هجوم حفتر على مدن بني وليد وترهونة وغريان شمال غربي ليبيا”.
وطالب النمروش الأركان العامة وآمري المناطق العسكرية وغرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية باتخاذ التدابير لصد ومنع أي هجوم محتمل، وأخذ أقصى درجة الحيطة والحذر.
وأكد وزير الدفاع الليبي التزام قوات الوفاق بالهدنة، التي أُوقفت بموجبها المعارك وإطلاق النار من قبل الأطراف الليبية، في أغسطس الماضي، معللاً ذلك بالقول: “لأننا نطمح إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية وندعم العملية السياسية”، لكنه استدرك: إن “قواتنا مستعدة، وننتظر تعليمات القائد الأعلى للجيش للرد على مصدر النيران”.
وبحسب صفحة “بركان الغضب” على “فيسبوك”، فإن الساعات القليلة الماضية شهدت توجيه عدة فصائل تابعة لقوات حكومة الوفاق، من بينها “الكتيبة 77″ و”قوة الشهيد 11-20” نداءات لمنتسبيها للاستعداد وتجهيز العربات والآليات واتخاذ كافة التدابير للتصدي لأي عدوان محتمل من قبل مليشيات حفتر.
وأشارت الصفحة، أمس الجمعة، إلى أن “قوة الشهيد 11-20” رفعت درجة التأهب والاستعداد، وباتت على جاهزية تامة لأي طارئ.
الحرب خيار حفتر للبقاء
يرى المحلل الليبي أحمد العمامي أن إشعال فتيل مواجهة جديدة في المنطقة هو خيار حفتر المفضل في هذه المرحلة؛ لأن جميع الأطراف في المنطقة الغربية لم تعد راغبة ببقائه في المشهد بسبب إخفاقاته المستمرة.
وقال العمامي لـ”المجتمع”: التحشيد الذي تقوم به قوات حفتر يذكرنا بما جرى العام الماضي، فبينما كانت الأمم المتحدة تحضر لعقد مؤتمر حواري جامع لليبيين، في 14 أبريل 2019، وقبل 10 أيام من موعد الحوار المقرر هاجمت ميلشياته طرابلس بشكل مباغت؛ ما نسف شهوراً من التحضيرات الأممية لهذا المؤتمر.
وأضاف: لا أستبعد أن يقدم حفتر في هذا التوقيت على مغامرة جديدة لاستهداف مصراتة من الغرب، وطرابلس من الجنوب، بعد أن ظهرت بوادر تشير إلى احتمال نجاح جهود “بوزنيقة – 2″، خاصة أن الدعم بالأسلحة والمرتزقة لم يتوقف منذ هزيمته بطرابلس في يونيو الماضي.
وتابع العمامي: أغلب القادة السياسيين والعسكريين غرب ليبيا يرفضون أي دور مستقبلي لحفتر، بعدما أجهض كل فرص السلام وارتكب الكثير من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، غير أن الداعمين الخارجين هم الذين يراهنون على حفتر، فهو يملك القدرة على خلط الأوراق وإجهاض أي مشروع للسلام الداخلي.
لكن القيادات العسكرية في المنطقة الغربية ترفض التنازل لرئيس برلمان طبرق، الذي “لا يملك سلطة على الأرض، وإنما يملكها حفتر”، على حد قول وزير الدفاع الليبي، صلاح الدين النمروش.
ويسعى عقيلة إلى اقتسام السلطة مع الغرب باسم المنطقتين الشرقية والغربية، من دون أن يملك ما يمكن أن يقدمه لقادة المنطقة الغربية وللاستقرار في البلاد.
فحفتر مسيطر بالكامل على إقليم برقة (شرق) وبدرجة أقل على إقليم فزان (جنوب)، ومليشياته لا تستمع لأوامر عقيلة، سواء تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار أو إنهاء إغلاق حقول وموانئ النفط.
كما أن كثرة المبادرات قد يؤدي إلى تصادمها، مثلما هو الأمر بالنسبة لمشاورات جنيف التي تقودها الأمم المتحدة لاختيار مجلس رئاسي جديد ورئيس حكومة، التي تتقاطع مع مشاورات بوزنيقة، التي لا تعد المنظمة الدولية طرفاً فيها.
ما يعني أن كلاً منهما تشوش على الأخرى، فضلاً عن تنافس بين دول شمال أفريقيا (المغرب ومصر والجزائر وتونس) لاحتضان المشاورات الرئيسة لحل الأزمة الليبية.
تحركات “مشبوهة”
في ظل هذا الزخم الدولي الذي يحاول التوصل إلى اتفاق جديد، بديل عن اتفاق الصخيرات، الموقع في 17 ديسمبر 2015، حذر الجيش الليبي من تحركات “مشبوهة جداً” لمليشيات حفتر في سرت (250 كلم شرق مصراتة) وجنوب بلدة الشويرف (400 كلم جنوب طرابلس).
وتحدث مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، ناصر القايد، عن طائرة روسية تحمل مرتزقة سوريين تابعين لنظام بشار الأسد، هبطت في مطار القرضابية (بسرت).
وأضاف أن مرتزقة من “الجنجويد” السودانيين وآخرين تابعين لشركة “فاغنر” الروسية يتحركون، بقيادة المبروك السحبان، نحو الشويرف (الخاصرة الجنوبية لإقليم طرابلس).
فيما أجرى الجيش الليبي مناورات عسكرية بالدبابات والذخائر الحية، استعداداً لأي هجوم محتمل لمليشيات حفتر.