أقرت حكومة الاحتلال الصهيوني خطة لاستقدام نحو ألفين من يهود إثيوبيا فيما يعد خطوة رئيسة نحو إنهاء جدل استمر عقوداً طويلة حول مصيرهم.
ويبلغ عدد يهود إثيوبيا نحو 8 آلاف شخص كانوا ينتظرون لسنوات قراراً يسمح لهم بالهجرة إلى الأراضي المحتلة والإقامة هناك.
ولا تعطي القوانين الصهيونية يهود إثيوبيا المعروفين “بالفلاش مورا” الحق المباشر في الحصول على الجنسية بشكل آلي بمجرد وصولهم أراضيها كما يحدث مع أغلب يهود العالم.
وكانت عمليات سرية قد سمحت بنقل عدد من يهود إثيوبيا إلى “إسرائيل” خلال حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، وللكثير منهم علاقات قرابة بيهود الفلاش مورا.
وتسمح حكومة الاحتلال بدراسة طلبات الهجرة للفلاش مورا بشكل شخصي منفرد حسب حالة، كما يقيم الآلاف منهم في معسكرات في غوندور وأديس أبابا في إثيوبيا.
وتمتد جذور الكثير من يهود الفلاش مورا إلى طائفة “بيتا الصهيونية”، وهي طائفة عميقة الجذور في مملكة أكسوم القديمة في أراضي إثيوبيا الحالية، لكن المنصِّرين تمكنوا من تحويل قطاع كبير منهم إلى الديانة المسيحية خلال القرن التاسع عشر.
وفي وقت لاحق، عاد أبناء طائفة “بيتا الصهيونية” إلى الديانة اليهودية مرة أخرى، لكن لم يتم الاعتراف بهم “كيهود بالكامل” من جانب وزارة الداخلية في حكومة الاحتلال الصهيوني.
ولطالما شهد المجتمع الصهيوني جدلاً واسعاً بشأن ملف استقدام أحفادهم “يهود الفلاش مورا” ووصل الخلاف حتى إلى أبناء طوائف اليهود الإثيوبيين الأخرى في الأراضي المحتلة.
وينادي بعض الصهاينة من أصول إثيوبية بالسماح “للفلاش مورا” بالقدوم إلى البلاد والانضمام إليهم، بينما يرفض قطاع آخر ذلك على أساس عدم اعترافه بأنهم يهود من الأساس.
ورحبت وزيرة الهجرة التابعة لحكومة الاحتلال بنينا تامانو شاتا بقرار الحكومة، وغردت على “تويتر” قائلة: “سعيدة جداً بالقرار ومنتشية”.
يذكر أن بنينا التي تم تعيينها في المنصب مؤخراً تنتمي إلى يهود إثيوبيا، وتعهدت في وقت سابق بجلب بقية “الفلاش مورا” قبل نهاية العام المقبل بحد أقصى.
وشهدت ثمانينيات القرن الماضي سلسلة من العمليات الاستخباراتية لجلب يهود إثيوبيين من معسكرات للاجئين في السودان من قبل عملاء جهاز الاستخبارات الخارجية في حكومة الاحتلال الصهيوني (الموساد)، وذلك بتعليمات مباشرة من رئيس الوزراء حينها مناحم بيغين.
وفي العقد التالي، وبالتحديد عام 1991 تم نقل عدد آخر من يهود إثيوبيا إلى الأراضي المحتلة عبر عدد من الرحلات الجوية.
ويبدو اندماج اليهود الإثيوبيين في المجتمع الصهيوني أمراً شديد الصعوبة في ظل ارتفاع نسبة البطالة والفقر بينهم عن بقية فئات المجتمع، علاوة على التمييز ضدهم، وهو الأمر المستمر رغم تحسن الأمور بشكل طفيف خلال الأعوام القليلة الماضية.