نعى قادة ومسؤولون، اليوم الثلاثاء، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، عبر بيانات واتصالات مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن حزنه العميق لوفاة عريقات.
وأكد غوتيريش، في بيان أصدره المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، التزامه الشخصي والتزام الأمم المتحدة بدعم “جميع الجهود المبذولة للجمع بين الأطراف لتحقيق حل طال انتظاره وعادل ومستدام يقوم على دولتين، تعيش فيهما “إسرائيل” وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن”.
وقال الأمين العام: إنني ممتن لمعرفتي بالدكتور عريقات، لقد كانت حياته مكرسة للسعي السلمي للعدالة والكرامة والحقوق المشروعة للفلسطينيين في تقرير المصير والسيادة وإقامة الدولة.
وتلقى عباس اتصالاً هاتفياً من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، معزياً بوفاة عريقات.
وأشاد العاهل الأردني خلال الاتصال بمناقب الفقيد، ومواقفه الوطنية لخدمة قضيته الفلسطينية العادلة.
ونعت وزارة الخارجية المصرية عريقات، وقالت، في بيان: لقد فقدت القضية الفلسطينية والعالم العربي بأسره مناضلاً ثابتًا لا يتزعزع، قضيته وأهدافه واضحة ومشروعة، أفنى عمره في الدفاع مُخلصاً عنها بشتى الوسائل الدبلوماسية والتفاوضية.
خسارة جسيمة
بدوره، عدّ رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، في بيان، غياب عريقات بـ”الخسارة الجسيمة للحضور الفلسطيني في المنتديات العربية والدولية”.
وهاتف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الرئيس عباس، معزياً بوفاة عريقات.
وأشاد أبو الغيط بمناقب الفقيد، ومواقفه الوطنية لخدمة قضيته الفلسطينية العادلة.
كما هاتف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الرئيس الفلسطيني معزياً.
وأشاد آل ثاني، خلال الاتصال الهاتفي، بمناقب الفقيد، ومواقفه الوطنية لخدمة قضيته الفلسطينية العادلة.
كما اعتبر الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، وفاة عريقات، خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني والسلام في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في رسالة نشرها الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تعليقاً على نبأ وفاته.
بدوره، هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية الرئيس عباس، معزياً بوفاة عريقات.
وأشاد هنية بمناقب الفقيد، و”مواقفه الوطنية في الدفاع عن حقوق شعبه وقضيته العادلة”.
ونعى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نافذ عزام، عريقات.
وقال عزام، في بيان: نتوجه بأصدق العزاء للشعب الفلسطيني، والإخوة في حركة “فتح”، وعائلة عريقات الكريمة، بوفاة المناضل الكبير صائب عريقات.
بدوره، قدم المبعوث الأممي لعملية السلام نيكولاي ملادينوف التعازي بوفاة عريقات.
وكتب في تغريدة على تويتر مخاطباً عريقات: بقيتَ مقتنعاً بأن “إسرائيل” وفلسطين يمكنها العيش بسلام، ولم تتخل عن المفاوضات، ارقد بسلام.
ونعى رئيس مجلس السيادة بالسودان عبدالفتاح البرهان، وأعضاء المجلس، عريقات، وقال، في بيان: مجلس السيادة إذ ينعاه، إنما ينعى للأمتين العربية والإسلامية قائداً ومناضلاً عربياً بارزاً كرس حياته وطاقاته لخدمة القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة.
الأزهر ينعى
ونعى الأزهر وإمامه الأكبر د. أحمد الطيب، عريقات.
وأعرب الأزهر عن خالص تعازيه إلى أسرة الفقيد والعالم العربي ودولة فلسطين الشقيقة وشعبها المناضل بوفاة د. عريقات.
كما نعى الرئيس التونسي قيس سعيّد صائب عريقات، وفق بيان للرئاسة التونسية.
وفي رسالة تعزية تقدم سعيّد للرئيس الفلسطيني محمود عباس وللشعب الفلسطيني بخالص العزاء وأصدق عبارات المواساة والتضامن في وفاة عريقات
واعتبر سعيد أن عريقات كان من رجالات فلسطين البررة الذين عاهدوا الله على الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة وتركوا بصمات خالدة في تاريخ فلسطين المشرف ستذكرها الأجيال المقبلة بكلّ فخر.
وأعلنت حركة التحرير الوطني (فتح)، اليوم الثلاثاء، وفاة عريقات (65 عاماً)، بعد تشخيص إصابته بفيروس كورونا في الثامن من الشهر الماضي.
وقالت الحركة: إن جنازة عريقات ستُنظم غداً الأربعاء في مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، بعد إلقاء نظرة الوداع عليه في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.
من هو عريقات؟
وولد عريقات في 28 أبريل 1955 في بلدة أبو ديس، شرقي القدس المحتلة، وسافر إلى الولايات المتحدة، في سن السابعة عشرة، وأقام هناك مع والده فترة طويلة.
وفي عام 1982 حصل على شهادة الدكتوراه في دراسات السلام من جامعة برادفورد البريطانية.
وبزغ نجم عريقات في عالم السياسة، حينما ظهر مرتدياً الكوفية الفلسطينية، خلال عضويته لوفد المفاوضات الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام، عام 1991.
وشارك في مباحثات واشنطن خلال عامي 1992 و1993، وعُيِّن رئيساً للوفد الفلسطيني المفاوض عام 1994.
وكان عريقات أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وفي عام 1995، حمل لقب “كبير المفاوضين الفلسطينيين”، وانتخب لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني في جولتي الانتخابات اللتين عقدتا عامي 1996 و2006.
وعرف عن عريقات بأنه أحد المقربين من الزعيم الراحل ياسر عرفات (1929- 2004)، وخاصة إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في مدينة طابا المصرية عام 2001.
في عام 2009، انتخب عضواً باللجنة المركزية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة، ثم اختير بالتوافق في نهاية عام 2009 عضواً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ومنذ عام 2003، وحتى وفاته، ترأس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.