يخوض الفلسطينيون معارك شرسة مع الاحتلال الصهيوني في الدفاع عن أرضهم في وجه التغول الاستيطاني وعمليات التهويد، فلا يمر يوم دون اشتباك مع الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين يستولون بشكل مستمر على الأراضي الفلسطينية، بهدف توسيع المستوطنات، وشق طرق التفافية وقطع التواصل الجغرافي بين القرى والبلدات الفلسطينية.
وتشهد الأراضي التي قرر الاحتلال الاستيلاء عليها تواجداً فلسطينياً دائماً، لمنع الاحتلال من الاستيلاء عليها، مثل قرية حمصة الفوقا في الأغوار، وبيت دجن في نابلس، والعيسوية وبيت حنينا وحزما في القدس المحتلة، بالإضافة إلى قرى نابلس والخليل، التي كثف الاحتلال من عمليات الاستيلاء عليها وأصدر قرارات بالاستيلاء على مساحات واسعة منها لضمها للمستوطنات.
مقاومة مستمرة في نابلس
عساف: نخوض معارك على الأرض ولن نصمت على حرب الاستيطان
وعلى أرض قرية بيت دجن شرقي نابلس بالضفة المحتلة، يريد الاحتلال الاستيلاء على 80% من أراضي القرية، وذلك ضمن مخططات التهويد المتسارعة الهادفة لتطبيق عملية الضم الاستعمارية، وسط صمت دولي على حرب الاستيطان والتهويد وتجاهل هذا المحتل لكل القرارات والقوانين الدولية.
ويقول رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بيت دجن نصر أبو جيش، لـ”المجتمع”: إن المقاومة وصمود أهالي بيت دجن في نابلس أحبطت محاولات كثيرة للمستوطنين، لإقامة بؤر استيطانية جديدة، لافتاً إلى أن الاحتلال أصدر أوامر هدم 51 منزلاً في بيت دجن وحدها، وأنه يخطط للاستيلاء على 48 ألف دونم من أراضي بيت دجن وينفذ عمليات اقتلاع وتجريف للأراضي بشكل مستمر.
من جانيه، يقول مراد أشتيوي، مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لـ”المجتمع”: إن هناك مسيرات أسبوعية تنظم فوق أراضي قرية بيت دجن منددة بالاستيطان على جبال القرية الشرقية، والتصدي لمحاولات ضم الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني، مؤكداً أن هناك الكثير من الحملات الوطنية لتنفيذ علية إعادة زراعة أكثر من 15 ألف شجرة اقتلعها الاحتلال.
هدم في القدس والخليل والأغوار
الجبور: لن ينجح الاحتلال في سرقة الأرض وسنقاوم حتى آخر قطرة دم
وغير بعيد عن بيت دحن، أصدر الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية عشرات أوامر الهدم للمنازل والعقارات الفلسطينية، غير مكترث بالمطالبات الدولية بوقف عمليات الهدم والاستيطان خاصة رسالة البرلمانين الأوروبيين، التي دعت لتجميد ووقف كل الأعمال الأحادية، والوقف الفوري لعمليات هدم المنازل والمنشآت في الأغوار الفلسطينية.
ويقول رئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار وليد عساف لـ”المجتمع”: إن الشعب الفلسطيني يخوض معركة مصيرية على أرضه ويدافع عنها ويتشبث بها، وهناك العديد من النجاحات تحققت في هذا المجال، من خلال إحباط مخططات للاحتلال لإقامة بؤر استيطانية جديدة، وقد نجحنا خلال الشهور الماضية بفضل الصمود والمقاومة الشعبية والتمسك بالحقوق القانونية، في إجبار الاحتلال على إزالة 12 بؤرة استيطانية أقيمت في الأغوار.
وأشار عساف إلى أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وبحقوقه، ولن يسمح بتكرار نكبة عام 1948، وأن الصمود والمقاومة والتشبث بالأرض هي الطريق لصد هجوم الاحتلال والمستوطنين على الأرض الفلسطينية.
في سياق متصل، قال راتب الجبور، المختص في مجال الاستيطان: إن الشعب الفلسطيني سيدافع عن أرضه حتى آخر قطرة دم، ولن يسمح بتنفيذ عمليات التهجير الجماعية التي يخطط لها المحتل، وذلك بهدف الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، مشيراً إلى أن الاحتلال شرع بهدم عشرات المنازل في قرى مسافر يطا وجنوب الخليل ضمن محاولاته لتوسيع المستوطنات وتنفيذ عملية الضم الاستعمارية.