رحبت دول عربية وغربية ومنظمات دولية بمنح مجلس النواب الليبي، الأربعاء، الثقة للحكومة الجديدة برئاسة عبد الحميد دبيبة.
والأربعاء، منح مجلس النواب الليبي خلال جلسة في مدينة سرت (شمال)، الثقة للحكومة الجديدة، بتأييد 132 صوتا من أصل 133 حضروا جلسة التصويت.
وتعليقا على ذلك، أعربت قطر، في بيان لوزارة خارجيتها، عن ترحيبها بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة دبيبة ونيلها ثقة مجلس النواب.
وأكدت دعمها الكامل للحكومة الجديدة “حتى تحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في التنمية والاستقرار والازدهار“.
وفي عمان، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، في تغريدة عبر تويتر: “نبارك للأشقاء في ليبيا منح مجلس النواب الثقة للحكومة الليبية“.
واعتبر الصفدي منح الثقة لحكومة دبيبة “خطوة رئيسية على طريق العملية السياسية المستهدفة حل الأزمة واستعادة ليبيا الشقيقة أمنها واستقرارها“.
في القاهرة، أعربت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، عن “تطلع مصر للعمل مع حكومة الوحدة الوطنية خلال المرحلة الانتقالية“.
وأضافت أن مصر “ستدعم جهود الحكومة الليبية للوفاء بالتزاماتها المقررة وفقا لخارطة الطريق للحل السياسي، بهدف عقد الانتخابات (العامة) في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، وتطبيق المخرجات الصادرة عن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 واجتماعات المسار الاقتصادي“.
ترحيب تونسي وجزائري
وفي تونس، هنأ الرئيس قيس سعيد، دبيبة، خلال اتصال هاتفي، بـ”تمكن الليبيين من الالتقاء على كلمة سواء بعد منح مجلس النواب الليبي الثقة للحكومة“.
وأعرب سعيّد، وفق بيان للرئاسة التونسية، عن “عزمه الصادق على فتح آفاق واسعة في كل المجالات مع الحكومة الليبية تقوم على الأواصر العائلية الخاصة التي تجمع بين الليبيين والتونسيين والضاربة في عمق التاريخ“.
كما أجرى سعيد اتصالا مماثلا مع رئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي، مهنئا بنيل الحكومة الجديدة ثقة مجلس النواب.
وفي السياق، هنّأ رئيس الحكومة التونسي هشام المشيشي، دبيبة بنيل حكومته ثقة مجلس النواب، معربا في بيان عن أمله بأن “تمثل هذه الخطوة مرحلة مهمة على طريق الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلد الشقيق“.
وفي الجزائر، أكد الرئيس عبد المجيد تبون، على “تأييده واستعداده التام لمساندة الحكومة الجديدة”، معربا عن أمله “في إنهاء حالة الانقسام في ليبيا وتوحيد الصفوف لضمان نجاح الاستحقاقات الهامة نهاية هذا العام (في إشارة إلى الانتخابات العامة)“.
وقال في بيان نشرته الرئاسة، إن الجزائر “التي أثبتت قولا وفعلا وقوفها إلى جانب الشعب الليبي وتضامنها اللامشروط معه، لن تدخر جهدا في سبيل تحقيق السلم والمصالحة الوطنية في هذا البلد الشقيق“.
وفي بيروت، أجرى رئيس الحكومة المكلف في لبنان سعد الحريري اتصالا مع دبيبة، مهنئا إياه بنيل حكومته ثقة مجلس النواب.
وتمنى الحريري، وفق تغريدة نشرها عبر حسابه على “تويتر”، لدبيبة “التوفيق في جهوده لإعادة توحيد المؤسسات وإطلاق عجلة إعادة الإعمار وإجراء الانتخابات النيابية نهاية العام الجاري“.
وفي الرياض، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن “أملها في أن يحافظ هذا الإنجاز على وحدة وسيادة ليبيا، بما يفضي إلى خروج كافة المقاتلين الأجانب والمرتزقة“.
وأعربت الخارجية، في بيان، عن أمل الرياض بأن “يؤسس هذا الإنجاز لحل دائم يمنع التدخل الخارجي الذي يعرّض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر“.
وفي الكويت، رحبت وزارة الخارجية بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، مشيدة بالجهود المقدرة التي بذلتها الأمم المتحدة لبلوغ هذا الهدف.
وأعربت الخارجية في بيان، عن “الأمل بأن يحقق هذا الإنجاز تطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار، وأن تتمكن الأمم المتحدة من تحقيق النجاح فيما تبقى من مسارات“.
وفي المنامة، أكدت وزارة الخارجية البحرينية، على “أهمية الخطوة في إرساء الأمن والاستقرار في ليبيا، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق للسلم والتنمية والازدهار“.
ودعت الوزارة في بيان، “كافة مكونات المجتمع الليبي إلى السير على نهج السلام وتغليب الصالح الوطني“.
وفي أبوظبي، أثنت وزارة الخارجية الإماراتية على “جهود الأمم المتحدة بشأن تشكيل سلطة تنفيذية جديدة”، مؤكدة “تعاون أبو ظبي مع السلطة الجديدة بما يحقق الأمن والاستقرار والازدهار وتطلعات الشعب الليبي“.
وأعربت الوزارة، عن “تطلع الإمارات إلى نجاح ما تبقى من مسارات (لحل الأزمة في ليبيا) برعاية بعثة الأمم المتحدة“.
من جانبها، أشادت جامعة الدول العربية، في بيان نشره مصدر مسؤول فيها على موقعها الإلكتروني، بـ”التوافق العريض الذي ميز النقاشات التي دارت بين أعضاء مجلس النواب الليبي والأغلبية الكبيرة التي نالتها التشكيلة الحكومية التي تقدم بها دبيبة“.
وأعرب المصدر عن الأمل بأن “يتم الآن الشروع في تنصيب السلطة التنفيذية الجديدة في أقرب فرصة بقيادة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الحكومة دبيبة“.
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف بـ”اتفاق الأشقاء في ليبيا على اختيار السلطة التنفيذية الجديدة المتمثلة بالمجلس الرئاسي ورئيس الوزراء“.
وشدد في بيان، على “أهمية هذه الخطوة للوصول إلى الحل الدائم والشامل بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، ويلبي تطلعات وطموح الشعب الليبي”، مشيدا بجهود بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا“.
ترحيب غربي
غربيا، رحب السفير الأمريكي لدى طرابلس ريتشارد نورلاند، بمنح الثقة لحكومة عبد الحميد دبيبة، مقدما التهاني لليبيا.
ونقلت السفارة الأمريكية، في تغريدة عبر حسابها على “تويتر”، عن نورلاند قوله: “نقدم تهانينا بمناسبة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي ستمهد الطريق للانتخابات في ديسمبر القادم“.
وفي السياق، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: “باتت فرصة حقيقية الآن للمضي قدما نحو الوحدة والاستقرار والمصالحة واستعادة سيادة ليبيا بالكامل“.
وأشادت البعثة “بقيادة مجلس النواب (رئيسه عقيلة صالح) وأعضائه على اجتماعهم التاريخي ودعم مصالح وطنهم وشعبهم“.
كما قدم ساباديل جوزيه سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا، وفق تغريدة عبر “تويتر”، تهانيه لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة دبيبة لحصولها على ثقة مجلس النواب.
وقال جوزيه: “مبروك لليبيا في هذا اليوم التاريخي حقًا! يمكن لحكومة الوحدة الجديدة أن تعتمد على الدعم الكامل من المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي“.
وعقب منح حكومته الثقة، وصف دبيبة، في خطاب متلفز، ذلك بـ”اللحظة التاريخية”، متعهدا بعدم تكرار الحرب في البلاد.
كما تعهد بدعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وإنجاز الاستحقاق الدستوري والقانوني للانتخابات العامة في الموعد المحدد، والحرص على الاستماع لشكوى المواطنين في جميع أنحاء البلاد.
وفي 5 فبراير الماضي، انتخب ملتقى الحوار السياسي الليبي سلطة تنفيذية موحدة، على رأسها دبيبة لرئاسة الحكومة، مهمتها الأساسية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر 2021.
ويأمل الليبيون أن تنهي هذه الخطوة سنوات من الصراع المسلح في البلاد، فاقمه هجوم مسلح شنته مليشيا اللواء الانقلابي خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، في أبريل 2019، وباء بالفشل بعدما استمر لأكثر من عام.