حققت الدراما الفلسطينية نجاحا ملحوظا، رغم ضعف الإمكانات مقارنة مع مثيلاتها في القنوات العربية، ومع حلول شهر رمضان المبارك، ينتظر المتابع العربي أحداث الجزء الثاني من مسلسل “بوابة السماء”، الذي يتناول واقع المقدسيين في ظل الاضطهاد والتضييق الذي يمارسه الاحتلال بحقهم.
المشرف العام على مسلسل بوابة السماء محمد ثريا، قال: “إن الجزء الثاني من المسلسل، امتداد للعمل المقاوم الفلسطيني في الإطار الفني، ولم يكن العمل الأول الذي تنتجه الدراما الفلسطينية والدراما المقاومة“.
وأضاف لـ”قدس برس”: “هناك تاريخ من المسلسلات الدرامية المقاومة بدأناها بمسلسل الروح، ثم الفدائي بجزأيه: الأول والثاني، وبعدها مسلسل حساب مفتوح، وبعدها مسلسل بوابة السماء الجزء الأول، ونحن اليوم على أعتاب إصدار الجزء الثاني من هذا المسلسل، “الذي نسأل الله أن يكون بوابة لتحرير فلسطين، وأن يشاهده العالم العربي والعالم الإسلامي“.
وبيّن ثريا أن مسلسل بوابة السماء في جزئه الثاني امتداد للجزء الأول من المسلسل، الذي عرَض معاناة أهالي القدس والبلدة القديمة، وكيف يتم تهجيرهم قسرًا، بالإضافة إلى مواجهتهم استراتيجية التطهير العرقي في القدس وضواحيها.
وأشار ثريا إلى أن “بوابة السماء” يركز على موضوع تسريب العقارات في القد المحتلة للاحتلال الصهيوني، عبر شركات عربية.
ولفت إلى أن المسلسل يسلط الضوء على ترويج المخدرات في القدس والبلدة القديمة، والجماعات الصهيونية التي تنشط في ترويج المخدرات وتهويد المناهج.
وأضاف: “نناقش في هذا المسلسل المقاومة في الضفة الغربية والقدس؛ لننطلق من الدراما الفلسطينية، لتصدير معاناة الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وغزة أو في الشتات“.
ويعتقد ثريا أن الفن المقاوم هو صنوان مع السلاح الفلسطيني ضد الاحتلال، مشيرًا إلى أن أدوات المقاومة لا تقتصر على السلاح العسكري فحسب، بل كل الأدوات المتاحة كالمسيرات الشعبية والإعلام، أو “عبر الفن الذي نعتقد أنه سلاح فعال لمواجهة ومجابهة الاحتلال الصهيوني في كل مكان”، مؤكدا أن الفن المقاوم، ينطلق من مبادئ وطنية وإسلامية.
وشدد ثريا على أن الدراما الفلسطينية المقاومة “دراما راشدة مبنية على أسس فلسطينية نبتت من أرض فلسطين، ومن حرصها على تثبيت الوعي الفلسطيني، وتثبيت الحق الفلسطيني“.
وأوضح أن مسلسل بوابة السماء في جزئه الثاني “هو الطريق الذي نرنو فيها بالتأثير على شعوبنا العربية بعد ردحة من الزمن، وبعد أن غيبت القضية الفلسطينية وقضية القدس مع طوفان التطبيع مع الاحتلال الصهيوني“.
وذهب ثريا إلى أن دراما المقاومة، بمثابة رد على قنوات عربية تطبع مع الاحتلال الصهيوني، وتريد أن تعلم أبناءنا أن الحياة مع الاحتلال الصهيوني حياة طبيعية، وأنه ليس هناك قضية فلسطينية، وليس هناك دولة محتلة للشعب الفلسطيني.
ونوه ثريا إلى وجود كثير من المسلسلات “التي تطمس الحقيقة وتزيف الحقائق، وتريد أن تجمل صورة الاحتلال الصهيوني أمام الشعوب العربية“.
وأضاف: “نحن نراهن أيضاً على الشعوب العربية وعلى وعي الشعوب العربية، ورأينا عندما كان هناك تطبيع من ممثل عربي مع الاحتلال الصهيوني كيف ثارت نقابة المهن التمثيلية في مصر ضد هذا الممثل المطبع“.
ويؤكد ثريا أن لدى الشعوب العربية وعيا كبيرا بالقضية الفلسطينية، وأن وظيفة الفنانين تعزيز هذا الوعي، عبر الدراما الفلسطينية والدراما المقاوِمة.
وأشار إلى أن 10 محطات عربية ستبث مسلسل بوابة السماء، منها: قناة المنار، وقناة فلسطين اليوم، وقناة اليرموك، وقناة الزيتونة، وقناة درر، وقناة الوطن، مؤملا أن يكون هذا العمل رافعة لشعبنا الفلسطيني، وللمقاومة الفلسطينية.
الأكثر جذباً
بدوره يؤكد أحد أبطال مسلسل بوابة السماء، الفنان الفلسطيني وائل معروف، أن دراما المقاومة، الأكثر جذبًا للمتابع العربي، ويتعرف الناس من خلالها على واقع الحياة للفلسطيني، وكيف أنه يصبر ويقاوم الاحتلال ويدافع عن أرضه وعن معتقده، غير مكترث بحصار أو إغلاق، أو مرض، أو أي شيء آخر.
وأكد معروف أهمية المساحة التي يشغلها الفنان الفلسطيني في خندق المقاومة والدفاع عن ثوابت القضية الفلسطينية، مشددا على أن المعركة في ميدان الوعي، لا تقل ضراوة عن المعارك العسكرية؛ “لما لها من دور في ترسيخ الرواية الفلسطينية وإيصالها للعالم“.
ونوه إلى استقباله اتصالات من رجال المقاومة، مفادها أن الفنانين الفلسطينيين الملتزمين بقضايا الشعب الفلسطيني، هم شركاء في المقاومة في الدرب نفسه، والخط نفسه.
ويشير معروف إلى أن دراما المقاومة، هي الدراما الوحيدة التي تجتمع عليها العائلة كبيرهم وصغيرهم، “بحسب شهادات متابعين عرب من دول عربية عدة خاصة من المغرب العربي، ومتابعين في الدول الغربية، تواصلوا معه“.
وأشار إلى أن العائلات العربية تتابع دراما المقاومة؛ “لخلوّها من المشاهد المخلة”، لافتًا إلى أن بعض المدارس الابتدائية العربية، تعرض على طلابها في حصة الأنشطة، حلقات من الدراما الفلسطينية كمسلسل الفدائي.
صعوبات وتحديات
وتطرق معروف لواقع الفن والفنانين الفلسطينيين في غزة، منوهًا إلى أن مهنة الفن في القطاع، ليست مهنة للعيش “وما بطعمي خبز”، وأن 99% من الفنانين لديهم أعمال ومصالح أخرى لتأمين قوت يومهم.
وأوضح أن هذا الأمر أثّر بشكل كبير على الفنانين، وتسبب بمشاكل لهم؛ بسبب غيابهم عن أعمالهم أثناء تأديتهم لدورهم في مجال الفن، مما أدى إلى تقليص معاشاتهم بحسب المدة التي ينقطعون فيها عن أعمالهم.
واستدرك: “بالرغم من هذه الظروف إلا أن حب الفن والدراما الملتزمة التي ترسخ القيم والمبادئ الإسلامية والعادات والأعراف المجتمعية الراقية، وأن تقدم للمجتمع عملا ناجحا وهادفا، كلها تهوّن عليك كل تلك الصعاب“.