قال طه آيهان، رئيس منتدى شباب التعاون الإسلامي: إنه لا توجد مؤسسة مركزية دولية لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، مشدداً على أن مواجهة تلك الظاهرة بشكل فردي أمر صعب للغاية، ومن الضروري مناهضتها بشكل ممنهج.
وفي مقابلة مع “الأناضول”، أوضح آيهان أن “الإسلاموفوبيا” ليست مجرد ظاهرة اجتماعية عادية، ولا يمكن تفسيرها بسبب واحد فقط، إذ إنها مرض ناتج عن تداخل عدة عوامل زمنية ومكانية ومجتمعية.
ولفت إلى تنامي الخطاب المعادي للأديان بما فيها الإسلام في كل العالم، وإلى وجود العديد من الجهود السلبية في موضوع العداء للإسلام على وجه الخصوص.
وأشار إلى أن بعض السياسيين في أوروبا مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس حزب “من أجل الحرية” في هولندا خيرت فيلدرز، يستخدمون العداء للإسلام لتحقيق أهدافهم في السياسة الداخلية والدولية.
وأوضح أن هناك جهوداً مستمرة في العديد من الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وألمانيا بخصوص إعادة تشكيل الإسلام.
وأكد أن هناك أعداداً كبيرة من المسلمين في فرنسا وألمانيا أغلبهم مواطنون ولدوا ونشؤوا هناك وليسوا مجرد أقليات.
وشدد على أن التمييز ضد هؤلاء المسلمين مخالف للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وللقيم المؤسسة للاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
حجم الخطر
وقال آيهان: إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد النور والمركز الإسلامي بمدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، يعد مثالاً بارزاً يوضح إلى أي مدى وصلت خطورة موجة “الإسلاموفوبيا” والعداء للإسلام، لدرجة أنها باتت تشكل خطراً مباشراً على حياة المسلمين.
وفي 15 مارس 2019، تعرض مسجد النور ومركز لينود الإسلامي في كرايست تشيرش لهجوم إرهابي بالأسلحة الرشاشة، نفذه شخص أسترالي يدعى برينتون تارانت.
وحكم على الإرهابي تارانت بالسجن المؤبد، في أغسطس 2020، لارتكابه الهجوم الذي أسفر عن مقتل 51 شخصاً وإصابة 49 آخرين.
وأفاد آيهان أنه عقب الهجوم الإرهابي، دعت تركيا منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع طارئ وكان من ضمن القرارات الصادرة عنه تشكيل مجموعة مكونة من قانونيين وحقوقيين في مجال مكافحة “الإسلاموفوبيا”، وتقديم الدعم الدولي اللازم لمن يتعرضون لمخاطرها.
وبيّن أن منتدى شباب التعاون الإسلامي جزء من هذه المجموعة وأنهم سيواصلون متابعة الموضوع عن كثب.
وأردف: عقب الهجوم الإرهابي، عقدت الأمم المتحدة اجتماعاً بمبادرة من تركيا وباكستان لمناقشة الموضوع، وتقرر اتخاذ الخطوات اللازمة لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، وتم إعلان 15 مارس يوماً عالمياً لمكافحة “الإسلاموفوبيا”.
قضية عالمية متعددة الأبعاد
وأضاف آيهان أن مكافحة “الإسلاموفوبيا” بشكل فردي أمر صعب للغاية، وأنه من الضروري مناهضتها بشكل ممنهج.
ولفت إلى عدم وجود مؤسسة مركزية في موضوع مكافحة الظاهرة، وإلى وجوب تأسيس مراكز فكر من أجل توثيق حالات “الإسلاموفوبيا” ومشاركة المعلومات والوثائق اللازمة.
وأكد أن مراكز الفكر والدراسات، وقنوات التلفزيون والإذاعة والصحف التي سيتم تأسيسها لهذا الغرض يمكنها ممارسة دور دولي مهم في البحث والدفاع عن الحقوق.