لا يمر يوم على القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة المحتلة بدون أن تسجل هجمات للمستوطنين، الذين حولوا طرقات ومزارع الفلسطينيين إلى ساحة حرب حقيقية، أعادت للأذهان، كما يقول الفلسطينيون، التفاصيل المروعة لهجوم العصابات الصهيونية على المدن والبلدات الفلسطينية إبان النكبة عام 1948م، وتنفذ تلك الهجمات بإشراف مباشر من قوات الاحتلال التي توفر لهؤلاء الحماية الكاملة، بل وتشرف على تسليحهم وعمليات انطلاقهم من المستوطنات لتنفيذ هجماتهم.
دغلس: هجمات المستوطنين تنوعت ما بين حرق لمنازل ومنشآت ومزروعات واستيلاء على الأراضي
هجمات مكثفة
من جانبه، قال مدير هيئة مقاومة الاستيطان والجدار مراد أشتيوي لـ”المجتمع”: إن عصابات المستوطنين نفذت أكثر من 700 هجوم على القرى والبلدات الفلسطينية، حيث شكل المستوطنون لتنفيذ الهجمات عصابات يطلق عليها جماعات “تدفيع الثمن”، و”شبيبة التلال”، تتنوع تلك الهجمات وتكون أكثرها دموية حين يتم الهجوم على المزارعين والمنازل، وإلقاء الحجارة على المركبات.
وأكد أشتيوي أن عصابات المستوطنين علاوة على الهجمات المسلحة والمنظمة يقومون بإقامة بؤر استيطانية وكرفانات متنقلة، ووضع أسلاك شائكة في محيط أراضي المزارعين لمنعهم من الوصول إليها، محذراً من جرائم جديدة يرتكبها هؤلاء مع بدء موسم قطف الزيتون، حيث يتعمد هؤلاء سرقة ثمار الزيتون وتقطيع الأشجار وحرقها أو تجريفها.
الجبور: هجمات عصابات المستوطنين تعيد للأذهان فصول النكبة عام 1948
ووجه أشتيوي نداء للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للتدخل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
حملة وطنية
على صعيد متصل، انطلقت الحملة الوطنية والشعبية لدعم صمود المزارعين تحت عنوان “فزعة”، بمبادرة من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ونشطاء من اللجان الشعبية، واللجنة التنسيقية، بالشراكة مع عدد من المؤســـسات الرســمية والأهلية والشعبية والنشــطاء في لجان المقاومة الشعبية، ومجموعات شــــــبابية فاعلة.
وتهدف حملة “فزعة” لإسناد صمود المزارعين في المناطق المستهدفة من الاحتلال ومستوطنيه، حيث يصعّد المستوطنون من اعتداءاتهم بحق المزارعين في موسم قطاف الزيتون، والمتمثلة بحرق الأشجار واقتلاعها وتسميمها وسرقة المحاصيل وترويع المزارعين والاعتداء عليهم.
من جانبه، قال منسق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة المحتلة راتب الجبور لـ”المجتمع”: إن طبيعة ونوع الهجمات التي تنفذها عصابات المستوطنين تعيد للأذهان أفعال العصابات الصهيونية قبل وأثناء النكبة، حيث ينفذ هؤلاء هجمات على الأطفال والنساء والمزارعين، وينشرون الموت في الأماكن التي يقتحمونها مدججين بالسلاح.
إطلاق حملة وطنية لمساندة المزارعين وصد هجمات المستوطنين
وأشار الجبور إلى أن على سبيل المثال لا الحصر، تعرضت 15 قرية خلال الأيام الماضية لهجمات من قبل المستوطنين في جنوب الخليل.
بدوره، بيَّن منسق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة المحتلة غسان دغلس لـ”المجتمع”، أن قرى نابلس هي الأخرى تعرضت لاعتداءات مكثفة من قبل المستوطنين الذين اقتلعوا أكثر من 12 ألف شجرة زيتون، هذا بالإضافة لإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية وشق طرق التفافية خاصة بالمستوطنين، واصفاً ما يحدث بالحرب الشرسة التي تشنها عصابات المستوطنين الذين تحولوا لعصابات كبيرة تنطلق من المستوطنات لتنفيذ الاعتداءات الوحشية.
وأشار دغلس إلى أن موسم قطاف الزيتون هذا العام سيكون صعباً على المزارعين، خاصة في الأراضي القريبة من المستوطنات، وباتت حياتهم في خطر شديد مع تصاعد هجمات المستوطنين.