بمسامير وخيوط ولوح خشبي وموهبة كسرت رتابة التقليد، يبدع الفنان نعيم معروف من قطاع غزة بفن الرسم، مجسداً من خلاله أشكالاً ورسومات وكلمات معبرة بطريقة فنية تبدو للناظر معقدة لكنها في الحقيقة لوحات جميلة وجذابة.
“المجتمع” التقت الشاب نعيم معروف للتعرف أكثر عن هذا الفن الذي يعد حديثاً.
وقال معروف الذي درس الهندسة المدنية لـ”المجتمع”: إنه يجيد موهبة الرسم منذ طفولته، مضيفاً أنه مع عدم وجود فرص عمل ومشاريع إنشائية بالقطاع بدأت بالتفكير خارج الصندوق بشيء جديد ومميز يلفت أنظار المواطنين ومحبي الفن.
وأشار إلى أنه ابتكر طريقة الرسم بالخيوط والمسامير، وبدأ برسم أول لوحة، وسط إشادات من قبل أصدقائه الذين شجعوه على الاستمرار بذلك.
وأضاف معروف: بعد ذلك قررت أن أستمر بهذا الفن ليكون مصدر دخل لي، وأستطيع أن أوفر مصروفي الشخصي.
وتابع حديثه: يعتمد فن الرسم بالخيوط والمسامير على رسم الشكل على قطعة خشبية أقوم بجلبها من محلات النجارة، وأحياناً من المخلفات، ثم أضع المسامير على خطوط اللوحة الخشبية، وتأتي المرحلة الأخيرة وهي نسج خيط الحرير لتتكون اللوحة بشكل جميل.
وأشار إلى أن هذا النوع من الفن يحتاج الدقة والتركيز في العمل، لافتاً إلى أن اللوحة تستغرق وقتاً طويلاً حسب حجم اللوحة ونوعها.
وأضاف: رسمت مناظر طبيعية وشخصيات سياسية ولوحات فنية أخرى، إضافة للتراث الوطني الفلسطيني.
ويعتمد معروف على مواقع التواصل الاجتماعي في تسويق لوحاته، ويأتيه زبائن من مختلف محافظات القطاع الخمس، مؤكداً أن سعر اللوحة يبدأ من 3 دولارات وصولاً لـ50 دولاراً، وذلك مرتبط بحجم ونوع اللوحة.
طموح
ويطمح الشاب إلى المشاركة بلوحاته في معارض دولية يمثل بها فلسطين، مشيراً إلى أنه شارك في عدة معارض محلية بغزة، ولاقت لوحاته رواجاً وإعجاباً كثيراً من قبل المواطنين.
وقال: من الصعوبات التي تواجهني في عملي أني أعيش في عمارة سكنية، وأن صوت المطرقة أثناء العمل يزعج الجيران، مؤكداً أنه يحاول التغلب على ذلك.
كما أنه يطمح إلى تطوير مشروعه أكثر، وأن يكون لديه مشغل خاص يقوم بالعمل داخله بشكل مريح، ويمتلك بداخله جميع المعدات اللازمة لمشروعه.
وفي ختام حديثه، أكد نعيم ضرورة مواجهة الصعوبات التي يتعرض لها الإنسان من خلال التفكير خارج الصندوق، وعدم الاستسلام للظروف التي تحاول إعاقة عمله وحياته وتجعله عرضة للاكتئاب والضغوط النفسية.