بخاخ الربو
ما حكم استعمال بخاخ الربو؟
– بخاخ الربو هو عبارة عن علبة فيها دواء سائل، وهذا الدواء يحتوي على 3 عناصر: الماء، والأكسجين، وبعض المستحضرات الطبية، وهذا البخاخ لا يفطر ولا يفسد الصوم، وهو قول الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد العثيمين، والشيخ عبدالله بن جبرين، رحمهم الله تعالى، واللجنة الدائمة للإفتاء(1).
أقراص اللسان
ما حكم استعمال الأقراص التي توضع تحت اللسان أثناء الصيام؟
– الأقراص التي توضع تحت اللسان هي أقراص توضع تحت اللسان لعلاج بعض الأزمات القلبية، وهي تمتص مباشرة بعد وضعها بوقت قصير، ويحملها الدم إلى القلب، فتوقف أزماته المفاجئة، ولا يدخل إلى الجوف شيء من هذه الأقراص، وتناول هذه الأقراص لا يفسد الصوم، بشرط ألا يبتلع شيئاً مما يتحلل منها، وقرره مجمع الفقه الإسلامي بالإجماع وذلك للاتي:
أولاً: أنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما.
ثانياً: لأنه لا يدخل منها شيء إلى الجوف، إنما تقوم الأوعية الدموية الموجودة تحت اللسان بامتصاص المادة الدوائية وقد أجمع أهل العلم على عدم الفطر بما نفذ من المسام، ولا فرق بين أن تكون المسام خارج الفم أو داخله.
ثالثاً: أن الأصل صحة الصيام، ولا يحكم بفساده إلا بيقين(2).
منظار المعدة
ما حكم منظار المعدة في نهار رمضان؟
– منظار المعدة هو عبارة عن جهاز طبي يدخل عن طريق الفم إلى البلعوم ثم إلى المريء ثم إلى المعدة، وهو لا يفطر لأنه ليس مغذياً، ولكن يستثنى من ذلك ما إذا وضع الطبيب على هذا المنظار مادة دهنية مغذية لكي يسهل دخول المنظار إلى المعدة فإنه يفطر.
الحقن العلاجية
ما حكم استعمال الحقن العلاجية أثناء الصيام؟
– الحقن العلاجية تنقسم إلى قسمين:
أ- حقن جلدية وعضلية غير مغذية: فلا تفطر كما نص على ذلك الشيخان ابن باز، وابن عثيمين، رحمهما الله تعالى، واللجنة الدائمة للإفتاء، وذلك لأنها ليست أكلاً وشرباً ولا في معناهما.
ب- حقن وريدية مغذية: هذه مفطرة لأنها بمعنى الأكل والشرب، وهو قول الشيخ السعدي، وابن باز، وابن عثيمين، ومجمع الفقه الإسلامي.
فائدة: الإبر التي يتعاطاها مريض السكر ليست مفطرة.
الدهانات والمراهم واللاصقات العلاجية
هل ما يوضع من دهانات أو مراهم أو لاصقات على الجلد يفطر الصائم؟
– ما يوضع على الجلد ليس مفطراً، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومجمع الفقه الإسلامي، وذلك لأن الجلد ليس منفذاً للمعدة، ومثله علاج الجلد بأشعة الليزر.
قسطرة الشرايين
رجل اضطر لعمل قسطرة الشرايين في نهار رمضان فما حكم صيامه؟
– قسطرة الشرايين هي عبارة عن أنبوب دقيق يدخل في الشرايين لأجل العلاج والتصوير، وذهب مجمع الفقه الإسلامي أنها لا تفطر لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما ولا يدخل المعدة.
الغسيل الكلوي
هل يؤثر الغسيل الكلوي على الصيام إذا كان الإنسان صائماً؟
– جرت الكتابة لكل من مدير مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومدير مستشفى القوات المسلحة بالرياض، للإفادة عن صفة واقع غسيل الكلى، وعن خلطه بالمواد الكيماوية، وهل تشتمل على نوع من الغذاء؟ وقد وردت الإجابة منهما بما مضمونه أن غسيل الكلى عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة (كلية صناعية) تتولى تنقيته ثم إعادته إلى الجسم بعد ذلك، وأنه يتم إضافة بعض المواد الكيماوية والغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم، وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء والوقوف على حقيقة الغسيل الكلوي بواسطة أهل الخبرة أفتت اللجنة بأن الغسيل المذكور للكلى يفسد الصيام، وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: بالنسبة لمن يقوم بعمل غسيل كلى أينقض وضوءه خروج الدم منه أثناء الغسيل؟ وكيف يصوم ويصلي أثناء الغسيل إذا وافق وقت الصلاة؟ فأجاب: “أما نقض الوضوء فإنه لا ينقض الوضوء وذلك لأن القول الراجح من أقوال العلماء أن الخارج من البدن لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من السبيلين، فما خرج من السبيلين فهو ناقض للوضوء، سواء كان بولاً، أم غائطاً أم ريحاً، كل ما خرج من السبيلين فإنه ناقض للوضوء، وأما ما خرج من غير السبيلين كالرعاف يخرج من الأنف، والدم يخرج من الجرح وما أشبه ذلك فإنه لا ينقض الوضوء لا قليله ولا كثيره، وعلى هذا فغسيل الكلى لا ينقض الوضوء، أما بالنسبة للصلاة فإنه يمكن أن يجمع الرجل المصاب بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، وينسق مع الطبيب المباشر في الوقت بحيث يكون الغسيل لا يستوعب أكثر من نصف النهار لئلا تفوته صلاة الظهر والعصر في وقتيهما، وأما بالنسبة للصيام فأنا في تردد من ذلك، أحياناً أقول: إنه ليس كالحجامة، الحجامة يستخرج منها (أي يستخرج بها الدم) ولا يعود إلى البدن، وهذا مفسد للصوم كما جاء في الحديث، والغسيل يخرج الدم وينظف ويعاد إلى البدن؛ لكن أخشى أن يكون في هذا الغسيل مواد مغذية تغني عن الأكل والشرب، فإن كان الأمر كذلك فإنها تفطر، وحينئذ إذا كان الإنسان مبتلى بذلك أبد الدهر يكون ممن مرض مرضاً لا يرجى برؤه فيطعم عن كل يوم مسكيناً، وأما إذا كان في وقت دون آخر فيفطر في وقت الغسيل ويقضيه بعد ذلك، وأما إن كان هذا الخلط الذي يخلط مع الدم عند الغسيل لا يغذي البدن، ولكن يصفي الدم وينقيه فهذا لا يفطر الصائم، وحينئذ له أن يستعمله ولو كان صائماً ويرجع في هذا الأمر إلى الأطباء” اهـ(3).
وخلاصة الإجابة: أن المصاب بالفشل الكلوي يفطر في الأيام التي يُجري فيها الغسيل، ثم إن تمكن من القضاء فإنه يلزمه القضاء، وإن كان لا يتمكن من القضاء فهو بمنزلة كبير السن الذي لا يستطيع الصيام، فيفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
التحاميل التي تؤخذ عن طريق الدبر
ما حكم صيام من يستعمل التحاميل التي تؤخذ عن طريق الدبر؟
– التحاميل الشرجيّة هي ما يوضع في دبر الإنسان لعلاجِ نوعٍ ما من الأمراض كارتفاع درجة الحرارة أو البواسير، وقد أورد الشيخ ابن عثيمين أنّ التحاميل الشرجيّة لا تُفطِر الصائم لأنّها ليست أكلًا أو شربًا، وليست بمعنى الأكل أو الشرب، فالشرع حرّم أثناء الصيام الأكل والشرب وما يقوم مقاميهما؛ لذلك إن كان الصائم مريضًا وبحاجةٍ لها فلا بأس في استخدامها، والله أعلم.
الحقنة الشرجية في نهار رمضان
هل الحقنة الشرجية تفطر الصائم؟
– اختلف العلماء حول إن كانت الحقنة الشرجيّة تفطر الصائم أم لا؟ والحقنة الشرجية هي الحقن الحاوية على سوائل أو مواد غذائيّة أخرى يحتقن بها المرضى ممّن يصابون بالإمساك المعويّ، فقد ذهب بعضهم إلى أنّها من المفطرات؛ وذلك باعتبار أنَّ كلّ ما يدخل إلى الجوف من طعامٍ أو شراب يعدّ مفطرًا، أمّا ابن تيميّة -شيخ الإسلام- فقد قال: إنّها ليست مفطرة، فهو يرى أنّها ليست طعامًا أو شرابًا ولا بمعنى الطعام والشراب(4)، وقد رأى العفاني أنّ هذا الأمر يكون بالعودة إلى الطبيب المشرِف، فإن أكّد أنّ الحقنة تحتوي على مواد تشبه الطعام والشراب كانت مفطِرة، وإن كانت تحتوي على ما لا يشبه الطعام والشراب فلا تعدُّ من مفطرات الصيام. ومن الصواب ولضمان الصيام الصحيح للصائم تأجيل الحقنة الشرجية، فلا ضرر في تأجيل الحقن الشرجيّة للفترة التي تلي فترة الإفطار، ولا سيما أنّ العلم قد أثبت أنّ الامتصاص يحدث في الأمعاء الدقيقة، وأنّ للأمعاء الغليظة قدرةٌ على امتصاص السوائل، كما نصح الأطباء بعدم أخذها أثناء الصيام، لأنّها تخرِّش القولون وتضعف عضلات الأمعاء وتستهلك قوى الصائم، والله تعالى وأعلم(5).
___________________________________
(1) أحكام الصيام المعاصرة من كتاب فقه النوازل- للشيخ د. خالد المشيقح.
(2) ينظر: مجلة مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي (10/778).
(3) “مجموع فتاوى ابن عثيمين” (20/113).
(4) كتاب “نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان”- سيد حسين العفاني- صـ 280، بتصرّف.
(5) كتاب “الفقه الميسر”- عبد الله الطيار- صـ 148، بتصرّف.