في خطوة نحو التحرير وإيمانهم القوي بنصر الله على أعدائهم لو بعد حين، يتسابق الفلسطينيون في قطاع غزة إلى حفظ القرآن الكريم، حيث انتشرت مؤخراً مراكز لتحفيظ كتاب الله في مختلف محافظات القطاع الخمس من شماله حتى جنوبه، وتشهد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين من كافة الفئات العمرية إضافة للنساء والإناث.
وكان من آخر الذين أتموا حفظ القرآن الكريم هو 220 طبيباً وطبيبة من الجامعة الإسلامية بقطاع غزة، حيث أقيم لهم احتفال خاص من قبل إدارة الجامعة والكلية تكريماً لهم بحضور أهاليهم وأساتذتهم وزملائهم الذين أعربوا عن فرحتهم بهذا التكريم.
نعيم: الجامعة الإسلامية بغزة تسعى لتأهيل أطبائها لقيادة مجتمعهم وتقديم الأمانة الصحية السليمة
وخضع الطلاب لجلسة استماع واحدة، وقرؤوا كل ما طلب منهم بأحكام التلاوة والتجويد والسند المتصل، وقرؤوا القرآن الكريم بقراءاته المتعددة.
قيادة المجتمع
وبهذا الخصوص، قال عميد كلية الطب فضل نعيم، في تصريح صحفي: إن كلية الطب تتصدر اليوم مشهداً بهيجاً يمتد به العز والفخر ويشع نوراً ليضيء الأرجاء بكوكبة من حفظة كتاب الله.
وأضاف نعيم: نحتفي بتكريم هؤلاء الطلبة الذين أكرمهم الله ومنّ عليهم بحفظ كتابه، وسنواصل حضّ أبنائنا على الجد والاجتهاد في المسيرة القرآنية المباركة.
وأوضح أن الجامعة تحرص على صياغة شخصية طبيب المستقبل، بحيث تكتمل فيه كل الجوانب النفسية والعلمية والروحانية، وتمكنه من علاج أمراض الأبدان والقلوب، مشيراً إلى أن الكلية تسعى لتأهيل أطبائها، لقيادة مجتمعهم وتقديم الأمانة الصحية السليمة.
الفرا: عزة المسلمين وتحقق انتصارهم لن يكون إلا بالتشبث بالقرآن الكريم
طريق التحرير
وبدوره، قال الشيخ يحيى الفرا، المشرف على مراكز التحفيظ التابعة للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين، في تصريح لـ”المجتمع”: إن مراكز التحفيظ التي بدأت مؤخراً تشهد إقبالاً من قبل المواطنين كباراً وصغاراً وتزيد خلال الإجازات الصيفية.
وأضاف الفرا أنه يتم تعليم الطلبة على أيدي مشايخ متمكنين حيث يدرس الطالب “قاعدة النور”، ومن ثم يبدأ بالحفظ من جزء “عم”، ويتم تعليمه أحكام التلاوة والتجويد، وصولاً إلى ختم الطالب للقرآن الكريم.
وشدد على ضرورة حث الأبناء على حفظ كتاب الله والتمسك به، داعياً الأهالي وأولياء الأمور إلى الاستمرار في تشجيع أبنائهم لذلك.
وقال: إن عزة المسلمين وتحقق انتصارهم لن يكون إلا بالتشبث بالقرآن الكريم وحفظ آياته.
أبو عطية: لن يسترجع حقوقنا ويحرر أرضنا ويطهر مقدساتنا إلا جيل قرآني
وأضاف أن تمسكنا بكتاب ربنا وإتقانه حفظًا وعلمًا وعملاً هو مقدمة الطريق إلى النصر بإذن الله سبحانه وتعالى، فنحن على موعد باقتراب نصرنا وإرهاب عدونا وإعادة عزتنا.
من جهته، قال سعيد أبو عطية، وهو حافظ للقرآن، في تصريح مماثل لـ”المجتمع”: إن تربية الأبناء وتنشئتهم على حب القرآن يكون له بالغ الأثر الإيجابي على حياتهم وسلوكهم ومعاملتهم في حياتهم مع الآخرين.
وأضاف أبو عطية: نحن شعب تحت الاحتلال، ولن يسترجع حقوقنا ويحرر أرضنا ويطهر مقدساتنا إلا جيل قرآني، وكلما اقتربنا من الدين يقترب النصر ويعجل ذلك من زوال الاحتلال.
ونصح أبو عطية المقبلين على خوض رحلتهم مع القرآن بمبدأي “الفهم والحفظ”، وقال: إن فهم معاني القرآن تساعد على سهولة حفظه وتثبيته وتطبيقه في الواقع والحياة.
وشهد قطاع غزة مؤخراً انتشاراً لمراكز لتحفيظ القرآن الكريم التي تنشط خلال الإجازات الصيفية فيما تجاوز المئات منهم حفظ كتاب الله تعالى.