حذر مراقبان مختصان بالشأن “الإسرائيلي” من أن تكون المناورات العسكرية “الإسرائيلية” (عربات النار)، التي انطلقت أمس الإثنين “خدعة كبرى” لتوجيه ضربة عسكرية لقطاع غزة.
وأعلنت المقاومة الفلسطينية في القطاع، اليوم الثلاثاء، أنها “رفعت درجة الجهوزية في صفوفها جراء المناورة الإسرائيلية”، مطالبة بأخذ “أعلى درجات الحيطة والحذر“.
وتعتبر “عربات النار” المناورة الأضخم في تاريخ جيش الاحتلال؛ حيث ستستغرق شهرًا كاملًا، في إطار تمرين عسكري، يحاكي سيناريوهات قتالية متعددة الجبهات والأذرع، جوًا وبحرًا وبرًا و”سيبرانيًا“.
أزمات متعددة
وقال الخبير في الشؤون “الإسرائيلية” عادل ياسين لـ”قدس برس”: إن “هذه التدريبات تأتي في إطار المحاولات المتكررة التي تقوم بها قيادة الجيش الإسرائيلي لإعادة الروح للقوات البرية، التي تعاني من أزمات متعددة“.
واستعرض “ياسين” أهم الأزمات التي يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مثل “فقدانه القدرة على الدخول في مناورة برية وتحقيق إنجازات حقيقية، كفشله خلال حرب لبنان الثانية 2006، وعدوانه على غزة عام 2014، حينما تمكنت المقاومة من منعه من التقدم، وكبدته الكثير من الخسائر حتى داخل مواقعه العسكرية، فضلا عن خطف جنديين”.
وأضاف: “قيادة جيش الاحتلال تدرك أنها لن تتمكن من تحقيق الحسم أو حتى الردع، ما لم يتم تفعيل الجيش البري، وهو ما يحتاج إلى جرأة وقدرة على التضحية، في ظل المعطيات التي تشير إلى تراجع الدافعية للقتال والتهرب من أداء الخدمة تحت عدة ذرائع“.
وأشار إلى أن “التدريبات الإسرائيلية الواسعة تهدف إلى سد الثغرات في الجيش البري؛ حيث ترى قيادته أن الوسيلة لتحقيق ذلك هي تدريب القادة الميدانيين ليكونوا قدوة للجنود”.
وحول توقيت المناورات أكد ياسين أنها “تأتي في إطار خطة التدريبات السنوية للعام الماضي، التي تم تأجيلها بسبب معركة سيف القدس، كما تحرص قيادة الجيش على تدريب القوات في ظروف جوية مريحة نسبيا، أي قبل بدء موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وقبل موسم الشتاء وما يتخلله من عواصف“.
خديعة الاحتلال
وحذر المختص في الشأن “الإسرائيلي” إياد حمدان، من المناورات، قائلا: إنه: “ما دام تشارك فيها جميع الوحدات والتشكيلات وإعلان الكابينت (المجلس الوزاري المصغر) عنها، فيجب الحذر“.
وفي سياق تحذيره من “خديعة الاحتلال”، أشار حمدان إلى أن “المناورات العسكرية الإسرائيلية يعلن عنها عادة قبل أشهر، لكن هذه المرة كشف عنها قبل يومين فقط من تنفيذها؛ ما يوحي بأن هناك أمرا ما، دفع قيادة الأركان إلى تسريعها”، حسب توقعه.
وأضاف حمدان لـ”قدس برس” أن “تسريبات إعلام الاحتلال بمهاجمة جنين شمالي الضفة مقصودة، بينما قطاع غزة يشهد حالة من الهدوء، والاكتفاء بإبقاء معبر بيت حانون مغلقا ما هو إلا للتمويه“.
ووصف الكشف عن خلافات داخل الكابينت بأنها “مسرحية”، مستدركا بالقول: “علينا تذكر أن الأحزاب الصهيونية لا تتنافس إلا على حساب الدم الفلسطيني“.
وكانت قيادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أعلنت عن رفع حالة التأهب والجهوزية لكافة الأجنحة والتشكيلات العسكرية، وذلك بالتزامن مع إعلان الاحتلال عن انطلاق مناورة شهر الحرب، التي أسماها “عربات النار“.
وأكدت الغرفة المشتركة في بيان تلقته “قدس برس” أنها في “حالة انعقادٍ دائم لرصد ومتابعة سلوك الاحتلال؛ تحسباً لقيامه بارتكاب أية حماقةٍ ضد أبناء شعبنا“.
وقالت: “نطمئنكم يا أهلنا ويا أبناء شعبنا بأن مقاومتكم ستبقى الدرع الحامي لكم ولقضيتكم العادلة“.