تكتسب قضية فلسطين أهميتها من خلال مكانة القدس والمسجد الأقصى الثابتة بالقرآن والسُّنة، فـ”الأقصى” أولى القبلتين وثالث الحرمين وإليه كانت رحلة الإسراء والمعراج، فإذا استطاع الاحتلال السيطرة التامة على القدس والمسجد الأقصى؛ فستفقد قضية فلسطين أهميتها في نفوس المسلمين ويطويها النسيان، ويعقبها ضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني، وتقنين وضع الفلسطينيين مثل الأجانب المقيميين في دولته كما فعل عقب احتلال القدس عام 1967، وتقام دولة للفلسطينيين في قطاع غزة، فيلجأ الاحتلال إلى حسم قضية القدس لصالحه، ويتبع المسجد الأقصى وزارة الأديان الصهيونية.
وقام الاحتلال الصهيوني عام 1967 بإصدار قانون “المواطن الدائم” الذي يقنن فيه وضع الفلسطينيين في مدينة القدس مثل الأجانب المقيمين في دولته، فقام بمنح فلسطينيي القدس تصريح إقامة دائمة، ومن يعش في القدس دون إقامة يعتبر متسللًا، ويتعرض لدفع الغرامة والسجن 7 سنوات، ثم أصدر القانون الخاص بالبطاقة الممغنطة عام 2009 التي تمكن سلطة الاحتلال من استعراض كافة المعلومات الخاصة بفلسطينيي القدس وإقامتهم وتنقلاتهم، بهدف التضييق عليهم وتتبعهم، ويمكن سحب هوية الإقامة منهم في أي وقت بدعوى إخلاله بالأمن العام، فيرحل خارج القدس مثل أي أجنبي يقيم في دولة أخرى ثم تقوم الدولة بسحب إقامته وترحيله.
ولم تتوقف الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى حتى اليوم، ولعل أكثرها ضررًا للمسجد الأقصى ما قام به الصهيوني دنيس مايكل روهان، يوم 21 أغسطس 1969، بإشعال النار في المصلى القبلي من المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال، واكتُشفت أنفاق تم حفرها بصورة سرية أسفل المسجد عام 1981م بداية من حائط البراق، ثم اكتشف نفق آخر بالقرب من باب الغوانمة، وقد أدت تلك الحفريات إلى تخريب العديد من الآثار المحيطة به، ودمرت الطبقات الأرضية التاريخية في المكان، وحاصروا المسجد بنحو 100 كنيس ومنشأة يهودية تحت الأرض وتجاوزت أسوار المسجد، وهناك أنفاق تحت باب السلسلة عند السور الغربي للمسجد.
وقد استمرت سياسة الاحتلال الصهيوني بعزل القدس عن الضفة الغربية بجدار عازل، وأصبح الفلسطينيون في القدس البالغ عددهم 240 ألفاً معزولين تماماً ويعيشون على 20% تقريباً من مساحة القدس، وتضم محافظة القدس بما تضم من مدن وقرى 471 ألفاً، وفقاً لإحصاء السلطة الفلسطينية لعام 2022، ولا يسمح الاحتلال لفلسطينيي الضفة بدخول القدس إلا بتصريح، ولا تعترف بأي مسؤول للسلطة الفلسطينية في القدس، الأمر الذي فرض على المقدسيين وفلسطينيي 1948 داخل الدولة الصهيونية مهمة الدفاع المستمر عن الأقصى على النحو التالي:
1- التصدي للاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى:
قام المقدسيون بالتصدي للانتهاكات الصهيونية لـ”الأقصى” بالحراسة والرباط في المسجد، وأطلقوا عليه “الرباط المقدسي”، حيث يتناوبون بالتواجد الدائم في المسجد، وعند حدوث اقتحامات للأقصى بأعداد كبيرة ينفر إليه المقدسيون بالآلاف أو عشرات الآلاف؛ مما يؤدي إلى إحباط الهدف الرئيس من الاقتحام وتقليل الأضرار الناتجة عنه، ونجح المقدسيون في ترميم الأجزاء المتضررة من المسجد، فقاموا بإصلاح التسويات الأرضية الواقعة تحت سطحه، وتحويلها إلى مصليات على غرار إصلاح المصلى المرواني ومصلى الأقصى القديم، ما دفع الاحتلال إلى وقف أعمال الصيانة للمسجد وترميمه.
ولسنا في مجال حصر وتتبع الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى ومواجهة المقدسيين لها، لكننا سنشير فقط لأقربها زمناً وأشدها عنفاً، ومنها المواجهات التي شهدها المسجد الأقصى خلال الأسبوع الأخير من رمضان 1442هـ/ مايو2021 عشية دعوات “جماعات الهيكل المزعوم” لتنظيم اقتحامات جماعية فيما يسمى “يوم توحيد القدس”، وهي ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة حسب التقويم العبري، فتصدى الآلاف لهم بالرباط في “الأقصى”، وأفشلوا اقتحامه صباحاً خلال فترة الاقتحامات، كما أفشلوا “مسيرة الأعلام السنوية” التي تنظم في شوارع القدس، وألغيت بعد تصدي المقدسيين لها واعتبارها الشرارة التي أشعلت الحرب على قطاع غزة وانتهت في 21/ 5/ 2021.
2- مقاومة الحواجز العسكرية وإغلاق أبواب “الأقصى”:
حاولت سلطة الاحتلال عام 1996 السيطرة الأمنية على المسجد بوضع الحواجز العسكرية على مداخل “الأقصى”، ومنع الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة من الصلاة فيه، وتركيب آلات تصوير لمراقبة الطرق المؤدية إلى “الأقصى” وسهولة ملاحقة المقدسيين المدافعين عنه، واعترض المقدسيون على ذلك الإجراء، فقامت بالتعدي عليهم بالغازات والضرب والاعتقال والإبعاد والتحقيق مع حراس “الأقصى” والعاملين فيه، وإصدار أحكام الإبعاد عن “الأقصى” بحق المرابطين والمدافعين عنه رجالًا ونساءً، وقامت شرطة الاحتلال باقتحام ساحات المسجد “الأقصى” وتصوير كافّة المرابطين في المسجد في الأيام 17-21 مارس 2011، ورسمت خارطةً لأماكن تجمعهم، وتوزعهم على ساحات المسجد ومبانيه.
ولما اتخذ الاحتلال قرارًا بإغلاق “باب الأسباط”، في 14 يوليو2017، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى الشمالية، والمدخل الوحيد لسيارات الإسعاف إلى المسجد في حالة الطوارئ، ووضع بوابات إلكترونية عند مدخله لملاحقة المصلين، ثم قاموا بإغلاق المسجد ومدخل البلدة القديمة ومنع إقامة صلاة الجمعة في سابقة لم تحدث من قبل منذ احتلال القدس عام 1967؛ فانتفض المقدسيون ورفضوا الدخول عبر البوابات، وقاموا بمواجهة قوات الاحتلال وأداء الصلوات بأعداد كبيرة بجانب أبواب “الأقصى” والشوارع المحيطة به وخاصة باب “الأسباط” مما اضطرت سلطة الاحتلال إلى التراجع وإزالة البوابات الإلكترونية، في 24 يوليو 2017.
وقد أثبت نجاح المقدسيين في تصديهم للبوابات إلكترونية عند “باب الأسباط” أثراً فعالاً في إحباط مخططات الاحتلال نحو “الأقصى”، وأكد قدرة حالة الرباط الجماهيرية على مواجهة الاحتلال، متسلّحة بصمود وثبات، مما شجعهم لمواجهات أخرى مع سلطات الاحتلال لفتح “باب الرحمة” و”باب العامود”، و”باب الشيخ جراح”، ومواجهة سلطات الاحتلال في مواطن متعددة.
وقد قام الاحتلال بإغلاق “باب الرحمة” عام 2003، فرد المقدسيون على ذلك بعودة الرباط المقدسي بصورة مستمرة أمام مصلّى باب الرحمة الذي شهد تطوّرات كثيرة منذ إغلاقه حتى يوم 17 فبراير 2019، حين اكتشف المقدسيون السلسلة والقفل الذي أثبته الاحتلال على البوابة الواقعة أعلى الدرج المؤدّي إلى “باب الرحمة”، فاجتمع مجلس الأوقاف وشؤون المقدّسات الإسلامية في المبنى، وحذروا من إقدام الاحتلال على بناء كنيس فيه، وبدأت الدعوة في القدس إلى الرباط عند “باب الرحمة”، وتمكن الشباب المقدسي من كسر الأقفال التي وضعها الاحتلال، فاعتقلت قوات الاحتلال سيدة مقدسية و4 شباب، ثم أغلقت جميع أبواب المسجد، وقد حاولت قوات الاحتلال إرهابهم بالاعتداء عليهم والاعتقال في ليل 19/ 2/ 2019، فاقتحمت المنطقة واعتدت بوحشية على المصلين والمرابطين، وأغلقت أبواب المسجد مما أدى إلى إصابة أكثر من 20 مصليًا، واعتقال 13 آخرين، فاستمر المقدسيون في الرباط بشكل يومي حتى استطاعوا فتح باب الرحمة وتمكنوا من صلاة الجمعة في المسجد، يوم 22 فبراير2019.
ولم تستقرّ الأوضاع في باب الرحمة منذ إعادة فتحه، في 22 فبراير 2019، فحاول الاحتلال ومنظماته المتطرّفة إغلاق المصلى مرة أخرى عبر الاقتحامات المتكررة، ومحاولات إفراغه من محتوياته وأثاثه، واستهداف الحراس والمصلين داخله، فاستمر استهدافه للمنطقة الشرقية من الأقصى، خاصة محيط مصلى باب الرحمة عبر اقتحامها المستمر، ففي 4 مارس 2019، سمحت شرطة الاحتلال لـ38 مستوطنًا بأداء صلوات تلمودية علنية قرب “باب الرحمة”، وهي اعتداءات تؤكد استهداف الاحتلال لهذه المنطقة، واختيارهم لها لجعلها الجزء الذي يستوعب المستوطنين، وهو ما تم مواجهته من قبل المقدسيين.
وقد شكلت هبة “باب الرحمة” ضربةً قاصمة لجهود “منظمات المعبد”، حيث استطاع المقدسيون بتلاحمهم وثباتهم كسر محاولات الاحتلال استمرار إغلاق مصلى “باب الرحمة”، فقامت قوات الاحتلال بغلق أبواب المسجد الأقصى، يوم 12 مارس 2019، واعتدت على حراسه، واعتقلت بعضهم واستغلت إغلاق “باب المغاربة” بصورة دائمة في اقتحام المسجد الأقصى ومواجهة المصلين، وقامت بإغلاق بابي “حطة” و”الناظر” بصورة دائمة في صلاتي الظهر والعصر، وقامت بزيادة أعداد المستوطنين عند “باب القطانين” حتي يتمكنوا من إرهاب الفلسطينيين، وقامت باعتقال الفلسطينيين في المنطقة الشرقية، ومصلى باب الرحمة خاصة، وشهد فبراير ومارس 2019 إبعاد 191 فلسطينيًا عن “الأقصى” عقب أحداث “باب الرحمة”، فصدرت قرارات إبعاد بحق رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبدالعظيم سلهب، ونائبه الشيخ ناجح بكيرات، واعتقلت، في أبريل 2019، أكثر من 50 حارسًا وموظفًا في الأوقاف.
وقام المصلون بعمارة باب الرحمة مما دفع قوات الاحتلال إلى محاولة تغيير طبيعته بالقوة، فأخرج بعض الأثاث من المصلى، في 8 يوليو 2019، ثم اقتحمته فيما بعد قوة من الوحدات الخاصة، وأفرغت محتوياته من الخزائن والستائر الخشبية، ثم استولت على بعض القواطع والخزائن الخشبية بعد اقتحامها.
3- مواجهة تهجير الاحتلال للأحياء المحيطة بـ”الأقصى”:
تتصدر في السنوات الماضية قضية أحياء الشيخ جرّاح شمال البلدة القديمة، ووادي حلوة وبطن الهوى في سلوان جنوب البلدة القديمة، وغيرها قائمة الأحياء المستهدفة استيطانيًا، نتيجة مواقعها وحضورها في رفد “الأقصى” بالمد البشري.
ولنأخذ مثالًا من تلك الانتهاكات بحق الأحياء الفلسطينية المحيطة بالمسجد الأقصى، ومنها: حي الشيخ جرّاح وقضيته التي شكلت أبرز قضايا مدينة القدس المحتلة، في أبريل 2021، حين أقدمت سلطات الاحتلال على تهجير أهالي 28 منزلًا قسرًا، ويقع حي الشيخ جرّاح شمال البلدة القديمة في القدس المحتلة، ويقطنه أكثر من 3 آلاف فلسطيني، ويحاول الاحتلال إنشاء حزامٍ استيطاني يُحيط بالبلدة القديمة وحصار سكان القدس من الفلسطينيين، ورفع قدرة المحتلّ على استهداف الوجود الفلسطيني برمته، وهو ما يعيق دورهم في الدفاع عن القدس والرباط في المسجد الأقصى، وفتح المجال أمام المزيد من الاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسيين في البلدة القديمة.
واتجهت سلطات الاحتلال، في 1 مايو 2021، إلى إجلاء سكان المنازل المستهدف تهجيرها في حي الشيخ جرّاح، وظنت أن الأمر سيمر دون معوقات، خاصة أن إعادة فتح القضية جاء مع استمرار اقتحامات المسجد الأقصى، والتحضير لاقتحامات مركزية، في 10 مايو 2021م، الموافق 28 رمضان 1442ه، وهو ما صوّر لسلطات الاحتلال أن استهداف الحي سيمر دون أي رد فعل فلسطيني أو دولي، لكن الأمر جاء على غير ما دبر له، فقد سلطت وسائل الإعلام الضوء على القضية، فنالت تعاطفاً دولياً، واستطاعت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الدخول مع الاحتلال في مواجهة عسكرية أسمتها “سيف القدس” التي استمرت 11 يومًا، ما بين 10 و21 مايو 2021، وقامت الجماهير الفلسطينية في مختلف المناطق المحتلة بمفاجأة الاحتلال وإشعال الجبهات المختلفة في وجهه، ما اضطره إلى التراجع.
4- المواجهات المفتوحة مع سلطات الاحتلال في القدس:
يعيش فلسطينيو القدس حياة مأساوية في عزلة، ويعانون من الفقر وسوء الخدمات الأساسية وانعدام الأمن، ويتحملون بشجاعة مهمة الدفاع عن المسجد الأقصى وإحباط مخطط الاحتلال ومواجهته، فلم تكن المناوشات بين المقدسيين والصهيونيين المقتحمين للمسجد الأقصى تنتهي عند أبواب المسجد وساحاته، بل امتدت إلى مواجهات مفتوحة في القدس، وتتصاعد كلما تصاعد الاعتداء على “الأقصى”، والأمثلة على ذلك كثيرة، ولعل أقربها زمناً وأشدها عنفًا تلك المواجهات الميدانية مع الاحتلال، في أبريل 2021، فقد تم خلالها قيام المقدسيين بمواجهات مفتوحة مع الاحتلال شملت أهدافاً نوعية للاحتلال تم استهدافها في القدس، ومنها: برج مراقبة حاجز مخيم شعفاط العسكري، والبؤر الاستيطانية الجديدة في الحارة الوسطى (سلوان)، ومبنى محكمة الاحتلال المركزية، ومبنى وزارة العدل، وشارع بار إيلان، وتجمعات المستوطنين في ساحة البراق، ومبنى محكمة الاحتلال المركزية، وقد تعدد المواجهات خلال أبريل.
فبلغت المواجهات مع سلطات الاحتلال 101 مواجهة، استخدمت خلالها الزجاجات الحارقة والطعن بالسكين، وجاءت كالتالي: باب العامود 19 مواجهة، العيساوية، ومحيط مستوطنة التلة الفرنسية والجامعة العبرية 10 مواجهات، الطور ومحيط مستوطنة بيت أورورت 8 مواجهات، والمسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة 7 مواجهات، وحزما 7 مواجهات، وباب الساهرة 6 مواجهات، سلوان وراس العامود 7 مواجهات، وباقي مناطق القدس 33 مواجهة، وقرى شمال غرب القدس 4 مواجهات.
5- سياسة التنكيل بالفلسطينيين المدافعين عن “الأقصى”:
سعت سلطات الاحتلال بكل الطرق الممكنة لحرمان الفلسطينيين في القدس من ممارسة حياتهم الطبيعية، فهم يعيشون بين الاعتقال والاحتجاز في سجون الاحتلال لفترات طويلة لا فرق بين رجل وامرأة وطفل وشيخ مريض، وانتهجت في ذلك استخدام الاعتقال الإداريّ المفتوح سلاحًا لمنعهم من ممارسة حياتهم بحريّة، ويبلغ عدد المعتقلين من القدس نصف عدد المعتقلين من فلسطين المحتلة جميعًا، ففي العام الماضي الذي شهد كثافة عالية من الانتهاكات منذ مايو 2021 حتى مايو 2022، سجلت نحو 9700 حالة اعتقال في كافة أنحاء فلسطين، من بينها 153 من النساء، و1417 من الأطفال، وكانت النسبة الأعلى من الاعتقالات في القدس فبلغت 4540 حالة اعتقال، وتم التعدي على المعتقلين بالضرب المبرح خلال عملية الاعتقال، خاصة داخل غرف المراقبة عند مداخل ساحة باب العامود حيث تعمد الجنود ضربهم على الرأس والوجه والظهر مستخدمين العصي واللكمات والركل بالأقدام والخوذ ورشهم بالغاز وصعقهم بالمسدس الكهربائي، وحول العديد من المعتقلين من مركز التحقيق إلى المستشفيات بسبب إصابتهم بكسور في الأنف، وانتفاخات بالرأس وحالة إغماء جزئي وأوجاع شديدة وارتفاع في ضغط الدم.
وصعّدت سلطات الاحتلال من قرارات الإبعاد عن القدس والأقصى والبلدة القديمة، حيث بلغت خلال النصف الأول من هذا العام حتى نهاية يونيو 2022م نحو 365 قرار إبعاد، بينها 257 قرار إبعاد عن “الأقصى”، و18 عن مدينة القدس، و68 عن القدس القديمة، و4 قرارات منع مقدسيين من دخول الضفة الغربية، ومن بينهم 40 أنثى بينهن قاصرات، و37 قاصراً صدرت بحقهم قرارات إبعاد.
وقام المستوطنون، في مايو 2022، باعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس القديمة وسلوان خاصة في حي بطن الهوى ووادي حلوة، وحي الشيخ جرّاح، ويعتدون بالضرب والسباب على من يجدونه في طريقهم، وإذا ما بادر أحدهم في الدفاع عن نفسه تتدخل قوات الاحتلال بالغازات السامة والضرب والاعتقال، وتخريب الممتلكات، أضف إلى ذلك أيضًا قرارات إخلاء المنازل وتهجير أهلها بالقوة، وقرارات هدم المنازل وإلزام صاحب المنزل بهدمه أو تحمله تكاليف هدمه.
لقد كانت خطط التهويد للمسجد الأقصى بالغة الخطورة والتعقيد، ووقف المقدسيون وفلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948 وحدهم في ميدان الدفاع عن المسجد الأقصى، والالتحام المباشر اليومي مع الاحتلال، ومواجهة جحافل المقتحمين المتزايدة بصدورهم العارية بصبر وثبات أسطوري متحملين ما ينالهم من القتل والسجن والنفي والتعذيب لأكثر من 7 عقود متواصلة، ونجح الردع الجماهيري للمقدسيين في إحباط المخطط الصهيوني للسيطرة على “الأقصى”، وهو ما جعل القضية حية في نفوس المسلمين وباعثاً قوياً نحو تحرير الأرض المحتلة.
______________________________________
1- براءة درزي: مصلّى باب الرحمة: التطوّرات والمآلات، موقع مدينة القدس، 7/3/2019، https://tinyurl.com/.
2-خليل التفكجي، 86% من مساحة شرقي القدس تحت سيطرة “الإسرائيليين”، صحيفة الاعتصام، العدد (26) بتاريخ 17/2/2006.
3- سراب حميد عبودي، القدس في الاستراتيجية الإسرائيلية، مركز الدارسات الفلسطينية، كلية العلوم السياسية، 1989.
4- فوزي عباس فاضل: الاستيطان الصهيوني، القدس أنموذجًا، مجلة دراسات دولية، بغداد، العدد (42)، دون تاريخ.
5- الأقصى وردود الفعل العربية والإسلامية، مؤسسة القدس الدولية، قسم الأبحاث والمعلومات، بيروت، 27/ 10/ 2021.
6- حي الشيخ جرّاح ومخاطر التهجير، مؤسسة القدس الدولية، قسم الأبحاث والمعلومات، بيروت، يونيو 2022.
7- كمال الجعبري: القدس صمود ومواجهة تقرير توثيقي لنقاط المواجهة في القدس، موقع مدينة القدس، أبريل 2021م.
8- مركز معلومات وادي حلوة: 2201 مستوطناً يستبيحون الأقصى.. اعتداءات واعتقالات وتوتر في الساحات، 7 أغسطس2022م.
https://www.silwanic.net/index.php/article/news/78623/ar –
9- وكالة وفا: أبرز الانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى خلال تموز/يوليو 2019، https://tinyurl.com/y5tc7glv.
(*) باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية.