نشرت المواقع والصحف المصرية، في 8 سبتمبر الجاري، خبر تكوين فريق كرة قدم طائفي لأول مرة بمصر باسم “عيون مصر”، وأعلنت الصفحة الخاصة لكنائس وسط القاهرة عبر “فيسبوك” عن قيام نادي “عيون مصر” -تحت التأسيس- التابع لها بفتح باب التقديم لكرة القدم، حيث كتبت تقول: “تحت رعاية وإشراف الحبر الجليل الأنبا رافائيل، يفتح النادي أبوابه للتقديم لكرة القدم وإجراء اختبارات القبول للانضمام لصفوف الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، الذي سوف يخوض مباريات الدوري العام المصري لكرة القدم بالدرجة الرابعة”.
وأعلن النادي فتح باب التقديم للناشئين من مواليد أعوام 2002، و2001، و2000، وكذلك اللاعبين مواليد من أعوام 1998 وحتى عام 1990، وكشف أنه سيتم منح مزايا للمتقدمين الذين سيجري قبولهم مثل الرواتب الشهرية والمكافآت الكبيرة مع توفير فرص الاحتراف داخل وخارج مصر وتوفير أماكن إقامة للمغتربين.
حملة كاذبة عن عنصرية الأندية وعدم قبولها باللاعبين المسيحيين!
الذريعة التي يرفعها الطائفيون لتكوين نادٍ طائفي أن أندية مصر المختلفة لا تضم سوى عدد قليل من اللاعبين الأقباط، مع أن النسبة طبيعية ومعقولة جداً وفقاً لعدد السكان، والرياضيون المصريون يشترون لاعبين من شتى بلاد العالم ومن مختلف الأديان بأثمان غالية طلباً للفوز على منافسيهم المحليين والدوليين، وعرفت مصر مذ نشأت الأندية لاعبين نصارى مشهورين لا تميز الأندية بينهم وبين المسلمين كما يدعي المتعصبون الطائفيون الجدد، منهم على سبيل المثال: رزق الله حنين (1920)، كامل أندراوس (1937)، الأخوان صليب وفهمي رزق رمزي برسوم (1941)، حليم تالوت (1953)، دميان (1961)، نخله جرجس (1964)، جرجس نجيب (1964)، منير جرجس “الليوي” (1967)، هاني سرور (1978)، عماد شاروبيم (1981)، محسن عبدالمسيح، طارق فهيم (1997) ناصر فاروق (1998)، أشرف يوسف (1999)، هاني رمزي، وكان معظم اللاعبين النصارى في أندية كبرى: المختلط (الزمالك)، والسكة الحديد، والترسانة، والاتحاد السكندري، والأهلي.
وقد نفت وزارة الشباب والرياضة، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مساء اليوم، الذي أعلن فيه عن تشكيل النادي الطائفي “كل ما تردد في بعض وسائل الإعلام بشأن وجود نية أو توجه لإشهار فريق لكرة القدم أو نادٍ يتبع إحدى الكنائس المصرية”.
وكانت الوزارة قد أصدرت بياناً، يوم 23 أغسطس الماضي، عن لقاء الوزير أشرف صبحي مع أسقف عام كنائس وسط القاهرة، الأنبا رافائيل لمناقشة إجراءات إشهار نادي “عيون مصر” بمحافظة البحيرة، وآلية إشراك شباب الكنيسة في أنشطة وفعاليات الوزارة، وأكدت الوزارة أن اللوائح والقوانين المصرية كافة المنظمة للعمل الشبابي والرياضي تحظر تماماً إقامة أو إنشاء أو إشهار أي منشآت أو هيئات شبابية أو رياضية على أساس ديني.
يذكر أن الشعور الطائفي الانفصالي نما في عهد الأنبا شنودة الذي حوَّل الكنيسة إلى سلطة سياسية موازية، فرضت وجودها في عهد السادات، وطرحت مطالب طائفية تعجيزية، واحتضنت نشاط النصارى في مختلف وجوه الحياة، بحيث صار النصراني يتجه إلى الكنيسة دون الدولة، مما جعل الأخيرة تسمح للأولى بأنشطة واسعة قد تتجاوز القانون أحياناً، في الوقت الذي تضيق فيه على المساجد، والأنشطة الإسلامية، وتمنع الإشارة إلى التطرف في الصحف أو تناوله في دراسات تنشرها دور النشر، بل تهدد بإغلاق أي نافذة تتناول هذا الشأن، لقد أصبحت الهوية الطائفية فوق المواطنة! كما يقول بعض المراقبين.