كشف فوز شركة إيطالية مغمورة بصفقة إدارة ألعاب الرهان الرياضي الإلكتروني في تونس عن محاولة “إسرائيلية” لاختراق تونس عبر قطاع “القمار الإلكتروني”؛ ما أثار جدلًا واسعًا ومطالب بإقالة المسؤولين عن عقد هذه الصفقة، خاصة بعد اكتشاف خطورة الشخصية التي أرادت التسلل إلى تونس عبر هذا القطاع.
بداية القصة كانت بعقد شركة النهوض بالرياضة في تونس، في سبتمبر الماضي، صفقة مع شركة “سيزال الإيطالية” في قطاع الرهان الرياضي عبر الإنترنت، بهدف إدارة منتجات شاملة من المراهنات الرياضية وألعاب اليانصيب وتطويرها، في البداية لم يكن الأمر لافتًا، إلا أن التدقيق في أصل الشركة الإيطالية ومن يديرها أثار عاصفة انتقادات.
رجل الأعمال “الإسرائيلي” تيدي ساغي هو مؤسس شركة الرهانات وألعاب الحظ العالمية “بلاي تاك”، وهي من أشهر الشركات عالميًا، تعمل كثيرًا ويُقال عنها الكثير.
شركة “بلاي تاك” شريك إستراتيجي لشركة “فلاتر” وتساعدها خاصة في كل ما يتعلق بالتكنولوجيات والبرمجيات الجديدة التي تطورها “بلاي تاك”، ويمتد نشاطها إلى عدد من الدول، أهمها إنجلترا و”إسرائيل”.
شركة “فلاتر” اشترت شركة “سيزال” الإيطالية قبل أشهر فقط من إمضاء الاتفاق مع الشركة التونسية للنهوض بقطاع الرياضة، وهذا ما أنتج سؤالًا مشروعًا حول هذا التزامن الغريب وسعي الشركة “الإسرائيلية” إلى دخول تونس عبر طريق معقد وطويل.
الأمر أصبح مثيرًا للقلق في تونس، خاصة بعد أن تناقلت وسائل الإعلام التونسية هذا الخبر، وخاصة بعد أن كشف مدير تحرير شبكة “معًا” الفلسطينية الصحفي كريم عساكر، في تصريحات لإذاعة “ديوان إف إم” المحلية، أن رجل الأعمال “الإسرائيلي” تيدي ساغي الذي أسس شركة “بلاي تك” هو سادس أغنى رجل أعمال في “إسرائيل”، ينشط في مجال برمجيات القمار وصناعة النفط، وقدرت “فوربس” صافي ثروته في عام 2013 بـ2.3 مليار دولار.
وأضاف الصحفي الفلسطيني أن الملياردير ساغي كان ضابطاً في الجيش “الإسرائيلي”، وعُرف عنه التخفي وراء العديد من الشركات لمراكمة ثروات طائلة، من ذلك أنه يحتفظ بحساباته في الملجأ الضريبي بجزيرة جرسي (بالقنال الإنجليزي)، ويحول أمواله إلى “إسرائيل” عبر بعض الشركات التي سجلها من خلال مكتب المحاماة “موساك فونسيكا”، لافتًا إلى أنه تعرض لمحاولة اغتيال، وذلك بسبب خلافات مالية مع شركاء له، حسب ترجيحه.
هذه المعلومات الخطيرة أحرجت السلطات التونسية، التي لم تتثبت من مسار شراء شركة “سيزال” قبل توقيع العقد معها، وتفاعلًا مع ذلك، تعهَّد وزير الشباب والرياضة التونسي كمال دقيش، في تصريحات إعلامية للقناة التلفازية الخاصّة “قرطاج بليس” بفتح تحقيق في المعلومات المتواترة حول صفقة الرهان الرياضي، والشبهات القوية التي ترافقها حول إمكانية وجود محاولة اختراق “إسرائيلي” لتونس.
وشدّد الوزير التونسي على أن الوزارة التي يشرف عليها، وشركة النهوض بالرياضة، ترفضان التطبيع مع “إسرائيل” والتعامل معها، لافتًا إلى أن الهياكل الرياضية التابعة للوزارة بصدد التقصي فيما أشيع من معلومات، حسب تعبيره.
_____________________
(*) كاتب سياسي تونسي.