دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس الأحد، إيران إلى “خطوات جدية مع جيرانها والمجتمع الدولي لبناء الثقة”.
جاء ذلك في الخطاب الملكي السنوي للسياستين الداخلية والخارجية للدولة الذي وجهه إلى مجلس الشورى عقب افتتاح الملك الدورة الجديدة للمجلس، وفق ما نقلته “وكالة الأنباء السعودية” الرسمية.
وقال العاهل السعودي، في خطابه: “ندعو إيران للوفاء عاجلًا بالتزاماتها النووية، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتخاذ خطوات جِديّة لبناء الثقة بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي”.
وبشأن أمن الطاقة، أضاف: “تعمل بلادنا جاهدة ضمن إستراتيجيتها للطاقة، على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، بوصف البترول عنصراً مهماً في دعم نمو الاقتصاد العالمي”.
ومتطرقًا للأزمة الروسية الأوكرانية المندلعة منذ فبراير الماضي، تابع قائلًا: “تؤكد المملكة موقفها الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة ووقف العمليات العسكرية”.
ودعا لحل القضية الفلسطينية قائلًا: إن “أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضاف: “تدين المملكة جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، وتدعو لوقفها الفوري الكامل”.
وبشأن اليمن، تابع العاهل السعودي قائلًا: “نجدد موقفنا الراسخ والداعم لكل ما يسهم بوقف إطلاق النار بشكل دائم، وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين؛ (..) مع ضرورة وقف الانتهاكات الاستفزازية الحوثية المسلحة”.
وبشأن العلاقات الخليجية، قال الملك سلمان في الخطاب: “نتطلع لتحقيق المزيد من الارتقاء بالعمل الخليجي المشترك (..) ونؤكد أهمية استكمال بناء تكتل اقتصادي مزدهر، ومنظومتي الدفاع والأمن المشترك”.
وحول القمة التي حضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن بجدة، في يوليو الماضي، أضاف: “عكست القمة التي عقدت بمشاركة الولايات المتحدة وقادة تسع دول عربية، التأكيد المشترك على أهمية العمل الجماعي لبناء مستقبل أفضل للمنطقة ودولها وشعوبها”.
وأكد أن القمة أيضًا عكست “تكثيف التعاون في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام استقلالها وسلامة أراضيها واحترام قيم المجتمعات وثقافتها”.
ولا يزال هناك “تباين” وفق مراقبين بين السعودية والولايات المتحدة إثر قرار “أوبك+” خفض إنتاج النفط، في 5 أكتوبر الجاري، واتهام واشنطن للرياض بدعم روسيا في هذا القرار كونهما من أكبر منتجي النفط، وهو ما اعتبرته المملكة “غير صحيح” ورفضت “الإملاءات”.
وبشأن العراق، أضاف الملك سلمان في الخطاب: “تؤكد المملكة دعمها لأمنه واستقراره ونمائه ووحدة أراضيه، وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي، وتطوير أوجه التعاون ثنائيًا وجماعيًا، ومساندته في مواجهة الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة”.
وجدد دعم المملكة لـ”كل جهد يسهم ويشجع الحوار بين القوى السياسية والأطراف السودانية ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية”.
وفيما يتصل بالشأن السوري، تابع: “نشدد على أهمية منع تجدد العنف، والحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين السوريين”.
وبخصوص لبنان، أكد العاهل السعودي في الخطاب “ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تقود إلى تجاوز أزمته، وأهمية بسط سلطة حكومته لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية”.
وأكد “ضرورة مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان، والحرص على دعم أمنها وعدم تحولها إلى منطلق للعمليات الإرهابية أو مقر للإرهابيين”.