أكد مسؤول أفريقي رفيع المستوى، في تصريحات لـ”المجتمع”، أهمية أن يكون لجبر ضرر الدول الأفريقية واقع ملموس في قمة المناخ (كوب 27) المنعقدة في مدينة شرم الشيخ بمصر حتى 18 نوفمبر الجاري.
وطالب خبراء ومختصون في الشأن الأفريقي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي باستغلال قمة المناخ لتقديم تعويضات مالية للدول المتضررة من توابع التغير المناخي، خاصة دول أفريقيا.
وانطلقت قمة المناخ في مصر، في 6 نوفمبر الجاري، بحضور ومشاركة نحو 30 ألف شخص، من بينهم أكثر من 120 من قادة الدول، وأكثر من 3 آلاف صحفي وإعلامي، وفق بيانات رسمية.
فتح العليم: جبر الضرر مطلب الكتلة الأفريقية في قمة المناخ
العدالة المناخية
من جانبه، أكد كبير السياسيين بالوفد الدائم للاتحاد الأفريقي لدى جامعة الدول العربية، المستشار نادر فتح العليم أن الكتلة الأفريقية في قمة المناخ (كوب 27) تركز على إقرار العدالة المناخية لجبر ضرر القارة الأفريقية التي تتعرض لكل أخطار تغير المناخ، رغم أنها لا تساهم في إحداث ضرر يذكر في منظومة التغير المناخي.
وتوقع المستشار فتح العليم، في تصريحات لـ”المجتمع”، أن تحرز الكتلة الأفريقية نجاحاً في التفاوض في مؤتمر المناخ، سواء في التعويضات أو في تأسيس مرحلة جديدة لتوطين مواردها وتصنيعها داخل القارة عبر استغلال أمثل يتناسب مع الاشتراطات المناخية الدولية بدلاً من تصدير موادها كمواد خام للعالم الغني الذي لا يعطيها إلا الفتات، ولا يتعاون معها في مواجهة توابع أزماته الدولية.
المستشار نادر فتح العليم
ويشير فتح العليم إلى أن القارة السمراء اتجهت في الفترة الأخيرة إلى نظم الزراعة المتطورة وتحسين التقاوي خوفاً من حدوث المجاعات والفجوات الغذائية التي تهدد الأمن الغذائي الأفريقي.
دكروي: لا بد من إنشاء محاكم خضراء ومحكمة دولية للبيئة
ويرى أن أفريقيا هي المارد القادم للحد من التأثيرات المناخية، وعلى العالم أن يترقب صعود القارة السمراء في الفترة المقبلة.
المحاكم الخضراء
من جانبه، يؤكد الباحث في الشؤون الأفريقية محمد دكروري أهمية إنشاء مصر ودول الاتحاد الأفريقي لقضاء متخصص معني بقضايا البيئة والمناخ فقط، على غرار المحاكم الاقتصادية والأسرية، لمواجهة توابع تغير المناخ بإجراءات حاسمة تتزامن مع التوعية عبر وجود محامين وقضاة متخصصين في النزاعات البيئة.
الباحث محمد دكروري
ويوضح لـ”المجتمع” أن هناك أكثر من 100 محكمة مختصة بشؤون البيئة حول العالم، ومنها دولة كينيا، ويطلق عليها البعض “المحاكم الخضراء”، مؤكداً أهمية أن يؤسس المجتمع الدولي محكمة دولية للبيئة على غرار محكمة العدل الجنائية لحسم حقوق الشعوب المتضررة.
بدر: الغرب عصف بالأمن المناخي الأفريقي.. ولا بد من دفع تعويضات
دفن النفايات النووية
ويؤكد عضو الجمعية العلمية للشؤون الأفريقية والمستشار السابق بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية د. جوزيف رمزي أن القارة الأفريقية أحد أكبر القارات المتضررة من قضايا التغير المناخي وعدم التوازن البيئي.
ويضيف، في حديث لـ”المجتمع”، أن هناك قضية غير مثارة حتى الآن رغم خطورتها، وهي قضية دفن النفايات النووية في أفريقيا، حيث العديد من الدول الكبرى الاستعمارية كفرنسا وإنجلترا دفنتا نفاياتهما في صحاري القارة، وهي قضية تحتاج إلى حشد الجهود لتسليط الضوء عليها.
د. جوزيف رمزي
مسؤولية دولية
من جانبه، يوضح الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي محمد رشوان أن القارة الأفريقية هي الأقل مساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث تمثل 4% فقط من الانبعاثات العالمية، إلا أنها الأكثر تضرراً من آثار تلك الظاهرة بنسبة تصل إلى 70% من الأضرار.
رمزي: النفايات النووية تهدد القارة السمراء ولا بد من تحرك
ويؤكد رشوان أهمية وجود مسؤولية دولية قانونية عن جبر الضرر في أفريقيا جراء تغير المناخ، موضحاً أن دولاً مثل غينيا وزامبيا ونيجيريا وتوجو وبنين والكونغو وتنزانيا وتونس معرضة لأخطار كبيرة بحلول عام 2050 بسبب تآكل السواحل وارتفاع مستوى البحر، بجانب تهديد التراث الحضاري والإنساني في كل من مصر والسودان.
ويتهم الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي د. علي بدر، الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بالإضرار بأفريقيا، مؤكداً أهمية تعويض الدول الأفريقية عن التغير المناخي الذي أضر بها وبمستقبل أبنائها، في ظل استمرار التصحر وحرق الغابات والمحاصيل والفيضانات التي عصفت بالأمان الأفريقي.