انطلقت دعوات عديدة خلال الأيام القليلة الماضية للقضاء على ظاهرة الغش في اختبارات الثانوية العامة بالكويت، بعدما كشفت تقارير إعلامية عن إلقاء القبض على عصابة تقوم بتسريب أوراق اختبارات عبر قروبات خاصة مقابل مبالغ مالية عالية، وقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لبعض هذه الاختبارات.
وتمكنت الجهات الأمنية في البلاد من اعتقال شبكة تخصصت في نشر اختبارات الثانوية العامة عبر «قروبات للغش»، تتكون من 3 موظفين كويتيين في «التربية»، إلى جانب سوري يعمل مندوباً للمبيعات.
ونقلت صحيفة «الجريدة» الكويتية عن مصادرها أن الشبكة كانت تتلقى من الطلبة 150 ديناراً للمادة الواحدة، مع تزويدهم بسماعات خاصة للغش وربطها بهواتفهم، لتلقي إجابة الأسئلة يوم الاختبار.
وأشارت المصادر إلى أن «التربية» كانت قد طلبت من «الداخلية» مساعدتها في محاربة ظاهرة الغش عن طريق قروبات إلكترونية تخصصت في هذه الممارسات على مدى السنوات الماضية، لافتة إلى أن «الداخلية» تفاعلت مع طلب «التربية»، وكثفت تحرياتها من خلال مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي، والحسابات التي تروج لعمليات تسريب الاختبارات.
رقم قياسي لحالات الغش
ونشرت وزارة التربية، عبر صفحتها في “تويتر”، عدد حالات الغش المسجلة، حيث أغلق اليوم الثالث لامتحانات الثانوية العامة الأحد الماضي على 199 حالة حرمان خلال اختبارات الفصل الدراسي الأول للثانوية العامة.
هذا، وقد بلغ إجمالي حالات الحرمان منذ انطلاق اختبارات الصف الثاني عشر 1185.
من جهته، شدد وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. حمد العدواني عن استمرار وزارة التربية في حربها ضد ظاهرة الغش، معرباً عن سعادته بالتنسيق مع وزارة الداخلية في هذا الملف.
وأكد العدواني، في تصريح لصحيفة «القبس» الكويتية، أن التنسيق مع وزارة الداخلية مستمر، لحين القضاء على هذه الظاهرة.
وحول قروبات الغش التي ضُبطت مؤخراً، أكد العدواني أنه سيتم النظر في أسماء الطلبة المتعاملين مع هذه القروبات، تمهيداً لتطبيق لائحة الغش عليهم.
إجراءات نيابية.. اجتماع للجنة القيم
وفي تطور جديد على الصعيد النيابي، اجتمعت، أمس الإثنين، لجنة القيم ومعالجة الظواهر السلبية بوكيل وزارة التربية وكيل التعليم العام وعدد من القياديين، وحذرت من استمرار ظاهرة الغش في المدارس، وأوصت بتعديل اللوائح وتشديد العقوبة على من يتساهل من المعلمين والمديرين، وطلبت التحقيق والإحالة للنيابة لكل طالب أو معلم أو مدير يثبت تورطه.
وكان النائب حمد العبيد قد وجه سؤالاً إلى وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. حمد العدواني عن صحة خبر تسريب اختبارات الثانوية العامة.
وحذر علماء شريعة وتربويون من الغش، مؤكدين أنه سلوك مشين إضافة لعدم قانونيته وشرعيته، مشيرين إلى أن الحد منه يتطلب تكاتف الجميع.
خيانة للأمانة
وأكد عميد كلية الشريعة بجامعة الكويت سابقاً د. عجيل النشمي أن الغش حرام، وهو من الكبائر التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «من غشنا فليس منا»، مشيراً إلى أن صفة الغش لا تكون في المسلمين، موضحاً أنها خيانة للأمانة سواء في البيع أو التجارة أو العلم.
وبيَّن النشمي، وفق صحيفة “الأنباء” الكويتية، أن أخطر ما يكون الغش في الامتحان، لأنه غش للنفس وللغير، لأنه يترتب عليه أخذ الطالب تقديراً لا يستحقه فيتقدم على غيره ممن هم أفضل منه.
وأضاف أنه لا تظهر خطورة الغش إلا بعد التخرج في الثانوية أو الجامعة، وأخطر ما يكون إذا كان عمله بعد التخرج في الوظائف ذات الخطورة كالطب والهندسة وغيرهما، فكيف يقوم بواجبه؟
وأشار إلى أن الغش سلوك رديء يحاربه الإسلام والنظم كلها، فواجب إدارة المدرسة الحزم في هذه القضية الأخلاقية، كما يجب على الأمهات والآباء أن يحذروا أبناءهم من التفكير فيه أو ممارسته.
آثار الغش
ودعا أستاذ علم النفس التربوي د. أحمد بوعركي إلى التعامل مع ظاهرة الغش في اختبارات الثانوية العامة بحزم دون تراخٍ ولا واسطات.
وقال: إن الموضوع ليس فقط الغش في الاختبارات، وإنما أثره ينعكس علينا على النحو التالي:
– يغش في تعاملاته ووظيفته.
– باب للفساد الأخلاقي والإداري.
– يظن الغش حقاً مكتسباً.
– ينشر الغش ويشجع عليه.
وطالبت الناشطة الإعلامية والتربوية مناير الحمادي الجهات المسؤولة بكشف أسماء المتورطين من أبناء الميدان التربوي في خلية الغش إذا ثبتت عليهم التهم وبتغليظ العقوبة لخيانتهم للمهنة والمبادئ والوطن وتدمير المنظومة التعليمية والقيم الأخلاقية وخراب المجتمع من سوء فعلتهم الشنيعة.
أما مدير عام المركز الوطني لتطوير التعليم بالتكليف سابقاً صلاح دبشة فأشار إلى أن تسريب الاختبارات مشروع تجاري استولى على نظام الاختبارات.
وقال: إن تكسير الأغصان فقط سيؤدي إلى نمو أغصان جديدة، والحـل: “شلع الشجرة من جذورها”؛ أي تغيير نظام الاختبارات بالكامل، بشرط إعادة هيكلة الوزارة.
مخالفات لائحة الامتحانات
وأوضحت وزارة التربية الكويتية عدداً من مخالفات لائحة الامتحانات التي يتطلب من الطلبة الانتباه لها وتجنبها حتى لا يعرض الطالب نفسه للحرمان.
(٢) pic.twitter.com/Xn7qFRVtJO
— وزارة التربية (@MOEKUWAIT) January 2, 2023