تعيش أم زياد في مخيم معردبسة بمنطقة البردقلي في إدلب بالشمال السوري، تحكي معاناتها لعدسات الكاميرات دون جدوى، تُخرج الكلمات الممزوجة بدموع القهر بصعوبة شديدة.
من وسط وحل الأمطار في خيمة مهترئة وممزقة، قالت النازحة العجوز: إنها تستيقظ على أذان الفجر كل يوم وتتوضأ بماء بارد كالثلج ثم تصلي.
تُخرج العجوز رأسها من خيمتها التي لا تقيها من برد ولا مطر بعد أن تفرغ من الصلاة، بحثًا عن دخان المدفأة المتسرب من الخيام المجاورة.
تهرع النازحة إلى الخيمة المُدفأة راجية من جيرانها منحها دقائق بينهم حتى تسترجع الإحساس بأطرافها المتجمدة بعد ليلة قاسية البرودة تحت خيمتها.
تبكي أم زياد بحرقة موجعة وهي تحكي قصتها القصيرة المثقلة بالألم للناشط والصحفي السوري محمد الفيصل، الذي ينقل عبر حساباته مئات القصص المشابهة بحثًا عن قلوب سخيّة.
{tweet}url=1612336000839176194&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
فقدت أم زياد الأمل في الحياة، وقالت للكاميرا: إنها تتمنى الموت قبل أن تستدرك: أعلم أن تمني الموت حرام وكفر، لكني أشعر أني ميتة وأنا على قيد الحياة!
تتمنى العجوز مع كل أذان فجر أن يكون هو الأخير، وتتمنى لو أن روحها فاضت إلى بارئها قبل سماع الأذان حتى لا يكون لها موعد جديد مع الألم.
الشعور بالدفء أقصى أمانيّ أم زياد وإطعام أحفادها، تعيش العجوز مع ابنها الذي ترك العمل بعد إصابته بانزلاق غضروفي ومرض في جهازه الهضمي.
على عكس كثيرين، لا تتمنى أم زياد قدوم المطر فهو يزيد معاناتها ويفاقمها، تسرب الخيمة مياه المطر إلى داخلها فيتحول إلى وحل تعيش وسطه الأسرة أياماً وأسابيع.