المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل أحد كتب المتأخرين في الفقه الحنبلي، ألَّفه عبدالقادر بن بدران الدمشقي (1280 – 1346هـ/ 1864 – 1927م)، وهو أصولي وفقيه حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، بالإضافة لإجادة الشعر، يُعد من كبار أئمة الحنابلة المتأخرين.
والكتاب من أشمل كتب التعريف بالفقه الحنبلي، حيث اشتمل على مقدمة وثمانية عقود، وبيَّن المؤلف في مقدمته مذهبه في العقائد وسبب اختياره مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفروع، وسبب انصراف كثير من الناس عن مذهب الحنابلة، وتقلص ظله في سورية، وبيَّن أسباب وضعه للكتاب وطريقته.
وقد قسم كتابه إلى ثمانية عقود:
الأول: العقائد التي نقلت عن الإمام أحمد، أورد المؤلف بعص الرسائل التي صدرت عن أحمد، ورويت عنه، وبعض أقواله وأقوال أتباعه مما اشتمل على رأيه في الفرق في عصره، وأقسام أهل البدع وما ضلوا عليه، ووجه الحق في ذلك.
الثاني: سبب اختيار كثير من كبار العلماء مذهب الإمام أحمد.
الثالث: في ذكر أصول المذهب الحنبلي، ومذهبه في استنباط الفروع، وذكر في هذا العقد ما أورده ابن القيم في كتابه «إعلام الموقعين».
الرابع: في طريقة الكبار من أئمة المذهب الحنبلي من أصحاب أحمد في ترتيب المذهب، واستنباط الفتيا فيه، وتصرفهم فيما روي عنه، وفهمهم له.
الخامس: في الأصول الفقهية التي دونها أصحاب أحمد، وفي هذا الباب أورد مباحث المؤلف مباحث الأصول على سبيل الاختصار والاختيار، عدا باب القياس، فقد توسع فيه أكثر من غيره من الأبواب الأخرى ومباحثه في الأصول أكثر مباحث الكتاب.
السادس: فيما اصطلح عليه المؤلفون في فقه الإمام أحمد، وذكر المؤلف في هذا العقد بعض المصطلحات، والمراد منها، وأسماء المؤلفين ومؤلفاتهم في المذهب.
السابع: تحدث فيه المؤلف عن الكتب المشهورة في المذهب، ومن شرحها واختصرها، أو علق عليها، وطريقة كل كتاب وميزته.
الثامن: في الفنون التي ألف فيها الحنابلة، وذكر المؤلف في كل فن أهم ما أُلف فيه من الكتب والرسائل.