أحيا “طوفان الأقصى” العَزائم والهِمم في النفوس، وأثلج صدورَ قومٍ مؤمنين، وكشف للعالم بأنّ أهل الحق لا يُهزمون ولا ينكسرون ولا يستسلمون، وبأن الباطل وأعوانه مصيرهم الخيبة والهزيمة والاندحار. فما حدث في فلسطين خلال اليومين الماضيين بمثابة ردُّ اعتبارٍ للشعوب التي قاومت وتقاوم لنيل حقوقها المغتصبة، وتطهير أراضيها من المحتلين الغاصبين.
فما حدث في فلسطين (غزة ومحيطها) كان مفاجأةً، هزّت العالم عبر ما أسمته المقاومة الباسلة بـ”طوفان الأقصى”، وشغلوا العالم بأخبارهم، وبطولاتهم، واقتحاماتهم، وهو ما يُظهر طبيعة الأمة الإسلامية بمختلف أعراقها وألوانها ولغاتها، وانتماءاتها الحضارية والثقافية، والتي تثبت في كل مرحلة من مراحل تاريخها النضالي والتحريري، بأنّ أهل الحق في مشارق الأرض ومغاربها، ينتصرون لعقيدتهم النقيّة، وقرآنهم الكريم، وسُنّة نبيهم، ويُدافعون عن أرضهم وعِرضهم، ومقدساتهم، وعُمقهم التاريخي والإنساني والحضاري.
تَمثَّل أبطال “الطوفان وأهليهم” في هذا الحدث التاريخي، هَدْيَ النبي الكريم (ﷺ) وسيرته العطرة، واستراتيجيته في مقارعة أعداء الله، ومواقفه الشجاعة، وأخلاقه النبيلة، وقيمه العظيمة في الحرب، وإنّ هذا الهدي كان طريق المناضلين والشعوب التي جاهدت وصمدت من أبناء أُمتنا، مثل حركات المقاومة والتحرير التي قادها الجزائريون في كفاحهم الطويل ضد المستعمر الفرنسي، ونضال المغاربة ضد البرتغاليين والفرنسيين والإسبان، وثورات المصريين والعراقيين والسودانيين ضد بريطانيا، والشاميون ضد فرنسا وبريطانيا، والمقاومة اليمنية ضد بريطانيا، والمقاومة الشيشانية ضد الروس، والبوسنية ضد الصرب، والمقاومة الصومالية ضد الغزو الغربي، وتلك التي سطَّرها الشعب الأفغاني البطل ضد بريطانيا، ومن ثم الاتحاد السوفيتي، وأخيراً ضد التحالف الأمريكي – الأوروبي، حتى تحرير أرضه ونيل استقلاله، ورفع راية الحق في سماء بلاده، وبناء حكمه المستقل، وغيرها من ثورات الشعوب التي تحرَّرت من هيمنة المستعمرين.
تلك الحركات المقاومة كانت قضيتها عادلة، وإيمانهم بها عظيم، واعتمادهم وتوكلهم على الله كبير، ومرجعيّتهم الدينية تمدهم بالقيم والمبادئ والأسوة الحسنة بالنبي (ﷺ)، وصحابته الكرام، ولم يَغب عنهم صوت القعقاع بن عمرو في القادسية، ولا دعوة عكرمة بن أبي جهل في اليرموك: “من يبايع على الموت”، ولا ينسون نقيب الأنصار سعد بن الربيع الخزري الذي شمّ رائحة الجنة، ولا قولَه تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].
ومع حدث فلسطين التاريخي الكبير، نستذكر بعض تجارب الجهاد والمقاومة الشعبية للعدو المحتل في أمتنا، ومنها:
- مقاومة الشعب الجزائري وصموده أمام المستعمر الفرنسي
تمسك الشعب الجزائري بالإسلام، وعقيدته السمحة، وعمل بها وبمبادئه. وردَّ بذلك على سياسة الفرنسة والتنصير والتمسيح التي طبقتها فرنسا الاستعمارية على مدى قرنٍ وثلث القرن في إطار الحرب الصليبية التي شنتها على الشعب الجزائري منذ عام 1830م إلى مطلع عام 1954م تاريخ اندلاع ثورة أول نوفمبر المباركة، وعملت بكل وسائلها وإمكاناتها المادية والعسكرية والأمنية والثقافية من أجل طمس هوية وثقافة المجتمع الجزائري العربية والإسلامية وتحويل الجزائر إلى أرضٍ فرنسية، ولكن بدون جدوى على أي حال، لأن الشعب الجزائري شعب مؤمن، وشديد التمسك بعقيدته الإسلامية، وقرآنه ولغته العربية أباً عن جد، وبفضل ذلك الإيمان الراسخ والمقاومة العنيدة، صمد كالجبال الراسيات، ووقف وقفة العمالقة، وأفشل كل محاولات فرنسا الإجرامية من أجل اختراقه، وفصله عن دينه ولغته وانتمائه الحضاري لأمته، فالمسيرة التي بدأها الأمير عبد القادر الجزائري (١٨٣٢ – ١٨٤٧م) في التحرير والجهاد، وتشكيل إمارة في وسط نيران المستعمرين والفرنسيين، وكفاحه المتواصل لأكثر من ثمانية عشر عاماً أذاقهم فيها ولايات الحرب، ورسم الطريق لأبطال الجزائر من بعده الذين ساروا على نهجه في الجهاد والعلم والتمكين. فضلاً عن ثورة المجاهد أحمد باي (١٨٣٧ – ١٨٤٨م)، والشريف بوبغلة (١٨٥١ – ١٨٥٧م)، والشيخ المقراني والشيخ بوعمامة (١٨٧١ – ١٨٨٣م)، وجهود الشيخ عبد الحميد بن باديس وبناء جمعية العلماء المسلمين، وشغل الشيخ ابن باديس جُلَّ وقته في التعليم وبناء المجتمع المسلم وتخليصه من مظاهر التغريب، فاعتبره كثيرون الأب الروحي للثورة الوطنية الجزائرية، والتي بدأت في نوفمبر ١٩٥٤م، وانتهت بإعلان الاستقلال عن فرنسا في الخامس من يوليو ١٩٦٢م بعد سنوات من الكفاح المسلح الذي استشهد فيه أكثر من مليون جزائري (رحمهم الله)، وتحرروا من أعتى قوى الاستعمار آنذاك (الثورة في الولاية الثالثة التاريخية، د. يحيى بوعزيز، ص 270)، بالرغم من أن أكبر القوى العالمية آنذاك “الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي” كانت مساندة للفرنسيين في استعمارهم للجزائر، وحربهم ضد الشعب الجزائري.
تعتبر ثورة نوفمبر 1954 – 1962م بالنسبة للشعب الجزائري مثالاً للتحدي والمواجهة والصمود ضد المحتلين تحت مظلة الإسلام، ولواء كلمة «الله أكبر». وفي إطار الجهاد والمجاهدين، إذ استرخص المجاهدون الجزائريون المسلمون أرواحهم وحياتهم وأسرهم وأملاكهم دفاعاً عن الإسلام، وإحياءً لروح الأمة، وصوناً لمهمتها ورسالتها الحضارية، فكان الصمود الأسطوري للشعب الجزائري أزال دنس المستعمرين، وخيب آمالهم في تنصير الجزائر وضم أرضها لفرنسا، وتحرير أهلها، وعودتهم مظفرين لأحضان الأمة العظيمة (كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، الصلابي، 3/397).
- شيخ المجاهدين عمر المختار قائد في المقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي
درسَ أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم في مدارسهم، وتغنوا بسيرة القائد المجاهد أسد الصحراء الشيخ عمر المختار، فكان نموذجاً رائعاً يُحتذى به في جهاده وتضحيته، ومقاومته للفاشيين الإيطاليين، فقاد المجاهدين الليبيين، وعمره ثلاث وخمسون عاماً ولأكثر من عشرين عاماً، وفي مسيرة المقاومة للمختار شكل من أبناء الجيل الذين علمهم في الكتاتيب سرايا مقاومة شعبية في برقة عام 1923 ضد المحتلين، وواصل مقاومته حتى عام 1931، حيث أصيب في اشتباك يوم 11 سبتمبر 1931م، وأسره الإيطاليون.
وبعد أسره طلبوا من المقاومة والقائد المجاهد “عمر المختار” تسليم جميع المجاهدين المقاومين مقابل حياته، وعندما رُفضت هذه الطلبات، حُكم عليه بالإعدام، فأعطى الرد المعروف على حكم المحكمة العسكرية الميدانية للطليان: “الحكم حكم الله، لا حكمكم المزيف.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون” (الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا، الصلابي، ص 605).
وقال عمر المختار: “لن نتخلى عن المقاومة حتى يستشهد جميع أعضائنا، وحتى لو متنا فإنّ أبناءنا وأبناء أبنائنا وأبناءهم سيقاتلون الإيطاليين”، فكانت هذه الكلمات تعطي إشارات على أنّ المقاومة ستستمر لسنوات عديدة، ولقد حدث بالفعل أنّ المقاومة التي قادها “عمر المختار” استمرّت أكثر من 20 عامًا، واستمر الليبيون في مقاومتهم المسلحة والسياسية والثقافية، وصمودهم ومناوئتهم للمحتل، حتى نالوا استقلالهم في آخر الأمر بزعامة الملك محمد إدريس السنوسي (أسد الصحراء ورمز المقاومة عمر المختار، 2023).
لقد كان عمر المختار يعتقد اعتقاداً راسخاً أن ما كان يقوم به من الجهاد، إنما هو فرض يؤديه، وواجب ديني لا مناص منه ولا محيد عنه، ولذلك أخلص في عمله وسكناته وأحواله وأقواله لقضية الجهاد في ليبية، وكان يكثر من الدعاء لله تعالى بأن يجعل موته في سبيل هذه القضية المباركة، فكان يقول: “اللهم اجعل موتي في سبيل هذه القضية المباركة” (عمر المختار نشأته وجهاده، الحساوي، ص 36).
لقد لعبت الحركة السنوسية دوراً نوعياً في إعداد الجيل، وكانت سنداً روحياً وتربوياً وأخلاقياً وشعبياً لثورة المختار، فكانت تعزز لدى الأبطال الليبيين معاني العقيدة الإسلامية الصافية، والمرجعية الحضارية للأمة، فكانت سبباً في ذلك الاستبسال والتحدي والجهاد لنيل النصر أو الاستشهاد.
- المقاومة المغربية للاستعمار الإسباني والفرنسي (ثورة محمد عبد الكريم الخطابي في الريف)
في أوائل القرن الرابع عشر للهجرة، ولد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في مدينة (مليلة)، ويمتّ بنسبه إلى أسرة (الخطابي) من بيوتات الريف الكبيرة، وصاحبة الزعامة في قبيلتها (بني رور ياغل)، وقد اشتهر كثير من أفراد هذه العائلة في قتال الإسبان شهرة عظيمة. تقطن هذه القبيلة في الشمال الشرقي من بلاد الريف (شمال المغرب)، وهي أكبر قبائله عدداً، وأعظمها نفوذاً، وأشدهاً شجاعة. (الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بطل الريف ورئيس جمهوريتها، رشدي الصالح ملحس، ص 25)
حارب سكان الريف بقيادة المجاهد المغربي وأسد الريف الأمير محمد عبد الكريم الخطابي (1920 – 1927م) في جبال الريف (شمال المغرب)، وأوقع الريفيون في البداية عدة هزائم بالقوات الإسبانية باستخدام تكتيكات حرب العصابات، والقتال القريب، وغنموا أسلحة وعتاداً (عبد الكريم الخطابي، الجزيرة نت، 12/11/2014).
وكانت أشد معارك الخطابي والأبطال المغاربة ضد الإسبان، إنزال الهزيمة الساحقة بالقوات الإسبانية في معركة أنوال يوم 22 يوليو 1921م. وفي تلك المعركة قُتل 15 ألف جندي إسباني على رأسهم الجنرال “سلفتسر” كما أسر 570 جندياً إسبانياً، فانسحب الاستعمار من منطقة الريف وغادروا إقليم جبالة كله وتقهقروا إلى السواحل، وأعلن الخطابي حكومة خاصة بمنطقة الريف في 18 سبتمبر 1921م دون التنكر لسلطان المغرب. وحوَّل رجاله المقاتلين إلى جيش نظامي وسعى إلى تنظيم الإدارة المدنية ووضع دستوراً وشكل مجلساً عاماً “جمعية وطنية” مسطراً أهدافه في عدم الاعتراف بالحماية الفرنسية على المغرب وطرد الإسبان من المناطق التي يحتلونها، وإقامة علاقات دولية طيبة. وقاوم الخطابي العمليات الفرنسية والإسبانية ببسالة، فاستعانوا بالإمدادات العسكرية الهائلة، واعتمدوا سياسة البطش والإرهاب ضد الأهالي. وتدخلت فرنسا بكل قوتها إلى جانب إسبانيا بعد عجز الأخيرة، ونزلت القوات الإسبانية في الحسيمة، وهو ما اعتبره الخبراء العسكريون أول هبوط برمائي في التاريخ ينطوي على استخدام الدبابات والطائرات، وأمام كل ذلك الإجرام والبطش وخشية أن يطال المدنيين أذىً أكثر، وبعد بطولات مشرفة من ثوار المغرب في الريف سلَّم الأمير الخطابي نفسه للحلفاء الأوروبيين، واقتيد إلى منفاه.
- المقاومة الأفغانية ضد بريطانيا وغزو الاتحاد السوفياتي والاحتلال الأمريكي – الأوروبي
خاض الشعب الأفغاني المؤمن الصابر معارك البطولة والجهاد ضد أكبر قوتين عالميتين بعد الحرب العالمية الثانية، فكان جهادهم ضد غزو الاتحاد السوفياتي (1979 م 1989م) في سياق مطامع الروس القديمة في حيازة هذه المناطق، وهي التي كانت قد احتلت منحدرات آسيا الوسطى المطلة على الصين ومنغوليا وتركيا وإيران وبحر قزوين، وكان هدفها الثروات ووأد أي حركة تحرر يمكن أن تنشأ في منطقة آسيا الوسطى، وحاجتهم لاستعادة هيبتهم العسكرية في ظل صراعهم مع الأمريكان، ونهجوا نهجاً استعمارياً في إثارة النزاعات العرقية والحزبية بين الأفغان. وبدأت المقاومة الأفغانية منذ اليوم الأول ضد السوفييت، وفي 15 فبراير 1989م أجبرتهم على الانسحاب بعد انتصارات حاسمة، وقُتل أكثر من 50 ألف جندي سوفييتي وآلاف الجرحى والأسرى. ولم ينسَ الروس ذلك العار في يوم من الأيام.
وتحت راية الإسلام العظيم، والتمسك بالعقيدة الصافية، وإخلاص العبودية والنوايا لله، خاض المقاومون الأفغان معركة التحرير الثانية ضدَّ غزو التحالف الأمريكي – الأوروبي لأراضيهم في عام 2001م، الذي كانت غايته إنهاء حكم طالبان لارتباطها بالقاعدة. واستمرت حركة طالبان ممثلة عن الشعب تُقاتل في الجبال، وتَغير على المعسكرات والأرتال والمدن والقرى التي يتحصن فيها الغزاة، وأحدثت حالة رعب عند الأمريكان وحلفائهم، وأذاقت قواتهم الويل في معارك الجبال والكمائن، رغم امتلاك المحتل لأعتى أنواع الأسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة، والطائرات الحديثة، والمعلومات الاستخباراتية، ووجود بعض العملاء فيها. غير أن المقاومة الشعبية الإسلامية (الأفغانية)، استولت خلال عقدين من الزمن، وبقوة السلاح وبتأييد شعبي أفغاني على نحو 80 ٪ من مساحة البلاد، فكانت مقاومة شعبية مشرفة، وبتدخل دبلوماسي قطري، أقر الأمريكيون بالهزيمة، وخرجوا بخيبتهم، ولديهم من الخسائر ما اعتبره محللون عسكريون الأكبر في حرب عسكرية بعد الحرب العالمية الثانية، وخرج آخر جندي أمريكي في 31 أغسطس 2021م (عباس شريفة، الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.. الدفاع والسيناريوهات، 2021).
فالمقاومون الأفغان، وحدوا صفوفهم، ووضعوا خططهم، سائرين على الهدي النبوي، ونهج الأصحاب وقادة الجهاد في الأمة، حفاظاً على العقيدة، ودفاعاً عن بيضة الأمة، وتحقيق الوعد ببناء دولة مستقلة، فأقاموا دولتهم وحكومتهم على أساس دستور القرآن، بعد أربعين عاماً من جهاد السوفييت والأمريكان والأوروبيين في الجبال والصحاري والفيافي والقفار.
- ثورة المصريين ضد الاحتلال البريطاني.. تجبر المحتل على الانصياع لإرادة الشعب
احتلت بريطانيا مصر عام 1882م، واستمرت حتى عام 1959م، وبعد ما عرف بأزمة السويس كان انسحاب آخر القوات البريطانية – وفقاً للاتفاقية الإنجليزية المصرية – قبل ذلك التاريخ بخمسة أعوام (مئة عام على ثورة المصريين ضد الاحتلال البريطاني، مقالات الجزيرة، 2019).
نشبت ثورات المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وكانت ذروتها في ثورة عام 1919، والتي كان سببها الرئيسي نفي سلطات الاحتلال الزعيم الثوري المصري سعد زغلول ورفاقه إلى مالطا في مارس 1919، فكان هذا القرار بمثابة الشرارة التي فجرت غضب المصريين، وأشعلت ثورتهم… واستمرت هذه المقاومة المصرية ببسالة وتحدٍ مدة ثلاث سنوات، حتى أجبرت بريطانيا على الانصياع لإرادة الشعب المصري، فصدر تصريح 28 فبراير1922 الذي ينص على إلغاء الحماية البريطانية، وإعلان مصر دولة مستقلة، وصدور أول دستور مصري سنة 1923، كذلك تم تشكيل أول وزارة برئاسة سعد زغلول عام 1924م (مئة عام على ثورة المصريين ضد الاحتلال البريطاني، مقالات الجزيرة، 2019).
إنّ صمود الشعب الفلسطيني ضد المحتل الغازي والكيان الطاغي، استمده من إيمانه بالله العزيز الجبار، ومن تعاليم القرآن الكريم الذي يبيّن لهم في آياته المحكمات، بأن الموت في سبيل الله عزّ وجلّ، وردّ المعتدين، والغزاة الظالمين؛ من أعظم القربات التي يَتقرب بها مَن رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبيّاً ورسولاً إلى خالقه العظيم.
إنني عندما أتابع ما يحدث الآن في فلسطين والأقصى المبارك من استفزاز المستوطنين والغزاة المحتلين، بما يحملون من أكاذيب وادعاءات دينيّة لا أصل لها، وصنعة حضارية زائفة، وأحداث تاريخية مُختلقَة، وخلط للأوراق متعمّد، فلا شك أنّ ذلك كله يساعد في تفجير طاقات الأمة التي تحتاج أن تنطوي تحت مشروع الشهود الحضاري، ومقاومة الاحتلال، ودرس “طوفان الأقصى” خير مثال يتعلم منه الأجيال قيمة المقاومة ضد المحتلين، فلا بد من توظيف الجهود الشاملة لتأييد الحق، وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني، سواء كانت الجهود عسكرية أو سياسية أو حركية أو تنظيمية أو ثقافية أو تاريخية أو إنسانية أو اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية. وأهمها التخلق بقيم دين الإسلام والعمل بها مع إخلاص لله رب العالمين، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 40، 41].
__________________________________
- أسد الصحراء ورمز المقاومة عمر المختار، 2023، https://2u.pw/wvKa4Zd
- الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بطل الريف ورئيس جمهوريتها، رشدي الصالح ملحس، المطبعة السلفية، القاهرة، 1343ه.
- الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.. الدفاع والسيناريوهات، عباس شريفة، 26/04/2021، https://2u.pw/JhPRurj
- الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا، د. علي محمد الصلابي، دار ابن كثير، الطبعة الأولى، 2005م.
- الثورة في الولاية الثالثة التاريخية، د. يحيى بوعزيز، دار الأمة، الطبعة الأولى، 2004م.
- عبد الكريم الخطابي، الجزيرة نت، 12/11/2014، https://2u.pw/m7RRdGY
- عمر المختار نشأته وجهاده من 1862 م إلى 1931 م، دراسات في حركة الجهاد الليبي، أعمال الندوة العلمية التي عقدها مركز دراسة جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي بمناسبة الذكرى الخمسين لاستشهاد عمر المختار، إشراف الدكتور عقيل محمد البربار، كلية الآداب والتربية ـ جامعة قاريونس.
- كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، علي محمد الصلابي، دار ابن كثير، الطبعة الأولى، 2017م.
- مئة عام على ثورة المصريين ضد الاحتلال البريطاني، مقالات الجزيرة، 2019، https://2u.pw/z24jbAY